يقظ العالم على صراخ المصلّين في "المسجدين" اللذين اقتحمهما الإرهابي اليميني "برينتون تارانت "في نيوزيلندا وقتل حوالي الخمسين مصلياً وجرح اكثر من خمسين بأعصاب باردة في معركة كان بطلها ولمدة 17 دقيقة ينتقل بين مسرحي الجريمة من مسجد إلى مسجد وكأن الدولة والشرطة والأمن نائمون او في إجازة قسرية والأسوأ والذي يثير الأسئلة الكبرى حول الجريمة ...
هل هي جريمة فردية ام جريمة منظمة تحت عنوان "الإرهاب المنظم" والمخطط له من قبل أجهزة المخابرات والصهيونية العالمية... خصوصاً بعدما اعترف المجرم (تارينت) بأنه ارسل رسالة إلى مكتب رئاسة الوزراء وأكثر من 70 سياسياً واعلامياً قبل تنفيذ المجزرة يبلغهم فيها بتصميمه على جريمته وانه ذاهب لتنفيذها... ولم يتحرك أحد !! أبلغ عن جريمته قببل اكثر من 15 دقيقة واستغرق تنفيذها 17 دقيقة إطلاق نار مع سيارات تحمل المتفجرات...
فهل يعقل في دولة ان تنام الدولة وأجهزتها الأمنية اكثر من 30 دقيقة ؟
والسؤال الثاني .. لماذا هذا الصمت العالمي وكأن احداً لم يقتل .. وكأن لا جريمة حدثت ... بينما عندما قام احدهم بقتل العاملين في صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية - مع التأكيد بأننا ضد قتل المدنيين ونستنكر أي عمل إرهابي – لكن تحرك العالم برؤسائه وملوكه وأمرائه وتظاهروا في فرنسا استنكاراً للجريمة مع ان هناك دافع يمكن النقاش به دون الموافقة على الأسلوب وهو الثأر للتطاول على المقدسات الإسلامية .. لكن في نيوزيلندا ليس هناك من أي قتل ضد المواطنين أو الحكومة أو المقدسات وهذا ما يدفعنا للشك حول ماهية الجريمة والدوافع والمخططين والمحرّضين وما يثير الشك اكثر وقوع حادثتين اعقبتا "المجزرة" حريق مشبوه في كنيسة فرنسية والعمل الإرهابي الذي قام به (مواطن تركي) في هولندا بإطلاق النار على الأبرياء في محطة مترو، يضاف إليها البيانات المشبوهة او الصور سواء المفبركة او الحقيقية عن جماعات تكفيرية ورجال سلفيون يهددون بالرد وانهم سيحرسون المساجد .. !!
يبدو ان يداً صهيونية خفية بدأت بإشعال الصراع (صراع الأديان) و (صراع الجنسيات والمصالح) في اوروبا ضمن منظومة صناعة "الفعل" و صناعة "ردة الفعل" اللذين يتحكم بهما إدارة واحدة، فأما ان يكون الفعل بأسم الإسلام (داعش واخواتها) او باسم المسيحية (اليمين المتطرف) او العكس بالعكس ويمكن ان يكون الصراع بين اهل البلد والمهاجرين والعكس بالعكس..
ان المؤشرات تدل على بدء معركة تتكامل مع مجازر "الربيع العربي الدموي" فبعد إشعال ساحات العالم العربي بالحروب الأهلية تحت عنوان نشر الديمقراطية سينتقل المشروع الأميركي – الصهيوني إلى إشعال ساحات بلاد الإغتراب والمهاجرين، بعنوان تناقض المصالح بين الموطنين والمهاجرين وحفظ الهوية وبالتالي إقفال باب استقبال اللاجئين والمهاجرين بسبب الحروب والفتن التي اشعلتها اميركا منذ اكثر من اربعين عاماً ومن بعدها طرد المهاجرين واللاجئين من البلاد التي هاجروا إليها.
لقد صنعت اميركا وحلفائها (داعش وأخواتها) بنسخ متعددة ،لإشعال العالم بحروب أهلية واتنية وطائفية تنهك الشعوب وتصرف ثرواتها وتدمر هويتها وحضارتها..
الإرهاب المنظم سيجول في كل العالم يدمر كل فكر او جماعة او شعب او كيان يقف بوجه المشروع الأميركي والصهيونية العالمية، وكما ابادت أميركا سكان اميركا الأصليين من الهنود الحمر، فإنها ستنشر وتكرر هذه المجزرة العالمية في كل العالم وهي التي كررتها في هيروشيما ونكازاكي في اليابان بقنابلها النووية وبحروبها المتنقلة من فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق إلى الربيع العربي الدموي الذي لا يزال مشتعلاً.
فلنحذر من الأيام القادمة .. فسيلاحقنا الأرهاب الأميركي إلى حيث هاجر أبناؤنا بعد إرغامهم على الهجرة من أوطانهم.