تركيا تتراجع و سوريا تنتصر
د.نسيب حطيط
بعدما تراجعت قطر عن قيادة الهجوم اتكفيري على سوريا و دفعت مهر الطلاق بإبعاد الحمدين (حمد بن خليفة و حمد بن جاسم)و اعادت التواصل غير المباشر مع سوريا و المباشر مع ايران،هاهو الثنائي التركي (اردوغان – اوغلو) يستدير الى الخلف و التراجع لعله يستفيد من التسوية السياسية القادمة في سوريا ويقلل من خسائره القادمة الى ساحته عندما تصل جحافل التكفيريين من (داعش والقاعدة) التي ستتهمه بالكفر و الخيانة.
التراجع التركي ليس خياليا او وهما لكنه بالواقع ظهر عبرا الخطوات التالية:
• تراجع الاتراك عن الحل العسكري ورحبوا بإنعقاد مؤتمر "جنيف2" وفق ماصرح احمد داوود اوغلو في طهران.
• التطبيع التركي- العراقي و الزيارات المتبادلة و تراجع أردوغان عن اتهام المالكي و حكومته بالمذهبية.
• الترحيب تركي بالاتفاق النووي في ايران و مجموعة(5+1) بما يتناقض مع الموقف و الغضب السعودي.
• التصريحات التركية ضد الارهاب و الاستعداد للمساهمة في مقاومته و القضاء عليه.
• بناء الجدار العازل على الحدود السورية بما يعني ان تركيا لا تعتبر المناطق السورية التي يسيطر عليها (حلفائها) من المعارضة السورية مناطق آمنة ويمكن تسلل بعض التكفيرين الى الداخل التركي بعدما ادخلتهم تركيا ليعبروا و يقتلوا و ينهبوا في سوريا.
و السؤال لماا تراجعت تركيا؟!
عندما دعمت تركيا وتبنت قوى الارهاب للمعارضة السورية، ظن "الثعلب "التركي انه ثعلب عظيم و كبير يستطيع ابتلاع سوريا بعدما شاهد (ظله) التكفيري يتنشر في الجغرافيا السورية...وبدأ بالإملاءات و التهديد و تحديد المواقيت لرحيل الرئيس الاسد..إنتفخ غرورا بعدما سرق الاخوان المسلمون الثورة في مصر فازدادت طموحات (اردوغان-اوغلو)وبدأوا بغسل ثياب السلاطين العثمانيين لإرتدائها مجددا و علهم يحكموا 400 عام جديدة بعدما طردوا من بلاد العرب .
فشل الاتراك و القطريون في سوريا بعدما صمدت مع حلفائها لثلاث سنوات ،وبدأت تركيا بالإرتباك بعدما خسرت مصر..وفشلت في سوريا و لم تهزم العراق و بدأت مظاهر الانقسام المذهبي و القومي تغلي في ساحات تركيا مع العلويين الأتراك و الأكراد و المعارضة في ساحة تقسيم وغيرها مما أصاب المركب التركي بالثقوب من الداخل مع الجيش و رجال الاعمال و العلويين و الأكراد و المثقفين و الفنانيين و تحطمت واجهته على صخرة الصمود السوري فسارع القبطان(اردوغان) للسباحة نحو الشاطئ الإيراني معلنا ان "ايران ضامنة لأمن و استقرار المنطقة" و و يعلن استعداده للشراكة الاقتصادية و السياسية مع ايران مما أغاظ السعودية ،بل و يلوح باستعداده لشراء الصواريخ الصينية و هو عضو في حلف الناتو ومن ىيزور إيران و يشتري من الصين لابد انه سيحط رحاله في روسيا...
يرفع اردوغان اصابعه الاربعة تأييدا للاخوان المسلمين في رابعة العدوية لكنه يطوي(ابهامه) ليعلن إمتناعه عن (بصم) وتوقيع فشله و هزيمته، ومن يخسر ابهامه فقد خسر نصف يده!
تركيا تاجر متلون بإمتياز ،فالمبادئ خاضعة لمقاييس الربح و الخسارة ،فإذا كان الرابح يعتمد على العلاقة مع العدو الاسرائيلي الذي يحتل فلسطين و المسجد الاقصى فتركيا حليف استرتيجي و اذا كان الربح ان تكون عضوا في حلف الناتو فهذا مستحب لعلها تدخل الإتحاد الوروبي ، وإستقبال الدرع الصاروخية ضد ايران و روسيا،و اذا كان الربح عبر التحالف مع الاخوان المسلمين و القاعدة فلابأس بالتطرف المذهبي و العصبية المذهبية، و اذا كان الربح اتفاقات نفطية مع اكراد العراق بالتوازن مع قتل الاكراد الاتراك فكله جائز،و اذا كان الربح بالتحالف مع ايران ضد السعودية للشراكة في قيادة المنطقة و التعاون الاقتصادي لصالح تركيا فلا بأس بمصالحة الايرانيين حلفاء الاسد و المالكي...
السياسة التركية بإدارة شركة( اردوغان- اوغلو) التجارية الإسلامية ،إستراتيجيتها ترتكز بأن كل شي للبيع المبادئ السيادة ...الكرامة..التراجع ..طالما أن الثمن (سلطة ومال ..)حتى في الفقه لابأس ببيع الكحول من السادسة صباحا حتى العاشرة مساء و بعدها البيع ممنوع و احتساء السراب الذي تم شراؤه نهارا مسموح ،فلابأس بتعديل النص القرآني. فالسلطان الإفتراضي اردوغان يستطيع فعل اي شي يريده..لكن ستشرق شمس الحقيقة و الحق عما قريب و يعود الثعلب التركي إلى حجمه الطبيعي و سيطرد(اردوغان-اوغلو)من القيادة التركية فالوحش التكفيري لايفرق بالحدود .
والأسئلة الخطيرة التي تطرحها المعارضة التركية وغيرها :
- ماذا سيفعل أردوغان حين ترتد موجات التكفيريين الى الداخل التركي وتبدأ بقتل العلويين ثم السنة العلمانيين وبعدهما الأكراد المناوئين ويهدموا اضرحة السلاطين والأولياء ويمنعون الفكر الغربي قي تركيا ؟
- ماذا سيفعل اردوغان وحزب العدالة والتنمية في حال اثيرت مجددا الإبادة العثمانية للأرمن قبل وبعد الحرب العالمية الأولى والتي تستمر الآن في سوريا ضد المسيحيين عبر دعم التكفيريين ومن داعش والنصرة؟
- ماذا لو تصاعد التوتر المصري التركي وأقفل السوق المصري بوجه البضائع التركية ؟
- ماذا سيفعل الأتراك وهم يعادون سوريا ومصر والعراق والسعودية ويتحالفون مع العدو الإسرائيلي ؟