حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1739700 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
08/5/2009

المصدر: الثبات - عدد 62
عدد القرّاءالاجمالي : 3631


إن الضعف السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي للقضية الفلسطينية، شجع الاحتلال على ممارسة الاغتصاب المتكرر للأرض والمقدسات ، وللكرامة العربية والإسلامية ، وعدم الخوف من أي ردة فعل حتى كلامية ، وإن حصلت فهي لا تتجاوز رفع العتب الفارغ ، والذي خبره الصهاينة على مدى عقود ، بل وأنهم يتعاملون مع القرارات الدولية ، وكل الوسطاء والكلام والتحذيرات ، على أنها جزء من منظومة استنكار لا تستحق التعليق عليها ،إذ يعتقد الصهاينة أن القانون هو القوة التي تحكم ، وأن العدالة والحقوق ، مفردات يحددها الأقوى، بما ينسجم مع مصالحه ، وكل اعتراض لا يأخذ شكل القوة ، هو اعتراض غير فعال وغير جدير بالاهتمام.

لكن المفارقة أن ما اصطلح على تسميته دول وكيانات ، وما استتبعه من مصطلحات، السيادة والأمن القومي أو الوطني ، والتي ألزمت الأنظمة بالدفاع عن سيادتها بجيوش وشرطة سرية وعلانية ، وأجهزة أمن متعددة ، حتى صار القطاع العسكري والأمني هو استثمار الدولة الأساس ضد المواطنين والشعوب ، بديلا عن التنمية والتعليم وتأمين الاستشفاء ، أي حماية النظام وليس حماية الوطن أو الكيان ، وحتى يكون النظام بأمان لا بد من توقيع الاتفاقيات الدفاعية مع القوى العظمى خاصة أميركا ، واتفاقيات سلام مع الكيان الإسرائيلي المغتصب ، ومن شروط هذه الاتفاقيات حفظ الأمن الإسرائيلي ومنع المساس به ، كجزء من الأمن القومي لهذه ( الأنظمة ) ، وتوفير سبل الحماية ، ومنع المقاومة ،من الدفاع عن أهلها أو تأمين الطعام والدواء والسلام إليهم.



ولكن الأكثر خطورة، أن لا يبادر أي نظام أو مؤسسة عربية أو إسلامية لحماية القدس ، بل يتقبل التنازل عنها كأرض مقدسة، والتنازل عن رمزيتها الدينية والعقائدية ( أولى القبلتين ) و(كنيسة القيامة ) بما لهما من رمزية مقدسة عند المسلمين والمسيحيين وهدمهما بالمعطى المادي ، لاستكمال عملية الهدم الإيديولوجي والعقائدي والسلوكي للشعوب الإسلامية والمسيحية، ومن يتنازل عن ( أولى القبلتين ) فما المانع أن لا يتنازل عن ( ثاني القبلتين ) في ( مكة المكرمة ) وما بينهما من مقدسات مادية وعقائدية...؟

وعندما يتم التنازل عن المقدس، فما هو الشيء الذي لا يمكن التنازل عنه، سواء في الجغرافيا أو الثروة ، أو العقيدة أو الأمن، والخطر أن حالة الطاعة والتخاذل والهزيمة ، صارت من السلوكيات السياسية للأنظمة والجماعات وحتى الأفراد ، وأن الضعف الطريق الأوحد لحماية الذات الجماعية ، أو الفردية ، وأن الاعتراض والدفاع عن النفس جريمة وعمل قبيح لأنهما يؤديان إلى التهلكة.

وإذا كان العتب على الأنظمة المصنعة سياسيا من قبل أجهزة المخابرات الدولية ، والسلالات الملكية أو الرئاسية المفروضة أميركيا ، فهل أصبحت المؤسسات الدينية من الأزهر و المدارس و الحوزات الدينية ، غائبة عن الوعي السياسي والعقائدي ، ولا تتحرك في دائرة الفعل والتأثير في مجتمعاتها وأتباعها ، الذين ينزلوا إلى الشارع من اجل مباراة في كرة القدم أو غيرها ، أكثر من نزولهم لحماية القدس ومساعده ( المقدسيين ) في حماية مقدساتنا وعقائدنا الدينية.

لقد حوصرت القضية الفلسطينية ، وتراجعت من قضية إنسانية عالمية إلى إسلامية إلى عربية إلى فلسطينية إلى نصف فلسطينية إلى مقاومة دون سلطة والى ( مقدسيين ) فقط ، لا فلسطينيين نتيجة حصار القدس ومنع الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة من المشاركة في الصلاة للدفاع عن ( القدس ) وإذا كان هدم المنازل في القدس والحفريات تحت المسجد الأقصى وحوله من أنفاق وحفريات أثرية ، وإفراغ القدس من سكانها الأصليين ، وحصارهم لتهجيرهم ، للسيطرة عليها ،فإذا كانت كل هذه الاعتداءات الصهيونية لا تشكل تهويدا ، للقدس ، وطمس هويتها الإسلامية والمسيحية ، فماذا يعني تهويد القدس ، هل ينتظر العرب والمسلمون هدم المسجد الأقصى أو تحويله مع كنيسة القيامة إلى كنيس يهودي أو ( هيكل سليمان ) المزعوم...

سقوط القدس الهادئ ، وسكوت العرب الصارخ إدانة لكل مسلم ولكل مؤسسة دينية ، ومن ينتظر

الأنظمة إنما يبرر لنفسه المشاركة في جريمة ( تهويد ) القدس ، وضياع المقدسات ، فإذا كان البعض ضعيفا أو مترددا في إسقاط الأنظمة المتحالفة مع أميركا والعاجزة عن المواجهة ، فهل صار مئات الملايين من المسلمين والعرب عاجزون عن حماية مقدساتهم ، والتضامن مع المدافعين عنها،و يعجز العرب والمسلمون عن حماية سيادتهم الوطنية المنتهكة عبر أكثر من سفارة وجهاز مخابرات ، ولا يتحركون لمنع انتهاك القدس وتهديدها ، وبناء ( هيكل الصهيونية ) العنصرية.

وإن لم تكن القدس عاصمة للقداسة الإسلامية والمسيحية...

وإن لم تكن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.....الآن

إن لم تكن القدس عاصمة للثقافة العربية...

فلن تكون عاصمة ( لدولة إسرائيل ) ولن يهدم المسجد الأقصى لبناء ( الهيكل المزعوم)...


مقالات ذات علاقة


من لطائف التكافل الاجتماعي الديني نسيب حطيط اخبرني بعض الأخوة. ..ان احد الأخوة قام بعمل لطيف...


رمضان الإلهي ورمضان الحرب الناعمة نسيب حطيط يتعرّض شهر رمضان لحرب ناعمة خطيرة منذ سنوات تحاول...


مقابلة بعنوان الإعلام والبصيرة نسيب حطيط -بالمعطى التاريخي كان هناك صراع #الإعلام_الالهي...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by