توطين السوريين والفلسطينيين لضرب المقاومة
د.نسيب حطيط
إن مشروع الأمم المتحدة لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان بدون مبررات قانونية أو ميدانية وبطريقة بعيدة عن المنطق،،يعتبر حالة إستثنائية لم تحدث من قبل ،خاصة مع الشعب العراقي الذي تعرض لإبادة جماعية أيام نظام صدام حسين ومن ثم للغزو الأميركي وبعده غزوة داعش داعش ولم تتحرك الأمم المتحدة بعمل مماثل ولم تدعو لتوطين العراقيين في الدول التي لجأوا إليها، بل أكثر من ذلك فقد منعت فرنسا وأوروبا استقبال المسيحيين العرب من اللجوء بحجة عدم إفراغ الشرق من المسيحيين ولم تبادر للضغط على التكفيريين ورعاتهم لمنع إضطهادهم وقتلهم وهدم كنائسهم.
والسؤال لماذا يطرح توطين السوريين في لبنان بالتزامن مع إنطلاق التسوية السياسية وبعد خمس سنوات من الحرب الدامية؟
والمشكلة الأخطر أن بعض القوى السياسية اللبنانية تصمت بل ترضى بهذا التوطين وتدافع عنه وتحاول تجهيل الموضوع والتغطية عليه إذعاناً لأوامر إقليمية وبالتلازم مع أحلامها كما صرح بعض وزرائها ان فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين كان لإستخدامهم بالعمل العسكري ضد المقاومة في لبنان.
لكن متابعة مسألة توطين السوريين يوصل إلى تبيان الأهداف التالية:
- إظهار النظام السوري بأنه نظام يقوم بالإبادة الجماعية ولا يمكن إرجاع اللاجئين خوفاً على حياتهم لكن الكارثة أن الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية لا تحمّل الجماعات المسلحة من المعارضة أي مسؤولية وإذا كانت المعارضة تسيطر على 70%من الأراضي السورية كما تدعي، فلماذا لا تسترجع المعارضة اللاجئين إلى مناطق سيطرتها أم أن اللاجئين فروا من المعارضة ووحشيتها وليس من النظام ؟
- إذا كانت الأمم المتحدة تعمل لتوطين السوريين في بلاد لجوئهم بالتزامن مع المفاوضات الا يعني ذلك نعياً وإنهاءً للمفاوضات وبأن المفاوضات لتقطيع الوقت أو التهيوء لإجتياح جديد لسوريا.
- إن توطين السوريين في لبنان بمثابة مقدمة لتوطين الفلسطينيين الأكثر أقدمية وإندماجاً مع المجتمع اللبناني والأقل عدداً من السوريين الذين لن يقف عددهم التصاعدي طالما أن الحرب مستمرة والتواطوء الداخلي والخارجي ،مما يجعل اللبنانيين في وطنهم" كالهنود الحمر" في أميركا أقلية (اللبنانيون الحمر) مما يؤدي إلى إختلال النسيج اللبناني والتوازنات الطائفية والتي ستؤدي الى خلل في التمثيل السياسي وتوزع السلطات حيث لن يتجاوز عدد المسيحيين (10- 15%) من سكان لبنان بعد زيادة مليونين إلى ثلاثة ملايين من السوريين والفلسطينيين.
- إن توطين السوريين والفلسطينيين سيؤمن مقاتلين مدربين بأعداد تفوق بأضعاف ما تستطيع المقاومة تجنيدهم وهم غير محصورين في منطقة معينة بل ينتشرون في كل لبنان وحتى في بنايات المقاومين وأسواقهم وعلى الطرق الدولية وقلب العاصمة وكل المدن، مما يريح إسرائيل من قتال المقاومة وصواريخها التي سيتم تعطيلها بالمعارك الداخلية كما حصل في سوريا والعراق وكما صرح الوزير الإسرائيلي يعالون "موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي ما قال {( ليس من المتعة او السياسة ان تقتل عدوك بيدك فعندما يقتل عدوك نفسه بيده او بيد أخيه فان المتعة اكبر وهذه سياستناالجديدة ،ان نشكل مليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء ).
- ان صمت المقاومة والقوى الوطنية اللبنانية على إختلاف إنتماءاتها المسيحية والسنية خصوصاً أنها ستدفع الثمن من وجودها وأمنها فإذا اشتعلت الحرب ضد المقاومة في الداخل فلن تبقى منطقة آمنة بعنوانها المذهبي فلبنان بمساحته الصغيرة وترابطه الإجتماعي و التجاري والديني لا يمكن أن يتجزأ، فليسارع الجميع لمقاومة التوطين إنقاذاً للبنان ولأنفسهم فبعد التوطين لن يبقى زعماء مذاهب أو احزاباً وألقاباً فالجميع سيكون تحت رحمة الأفراد الجدد الذين يكفرون كل الناس بما فيهم السنة ويكفرون بعضهم بعضاً ...
- إن القبول بالتوطين قبول بإعدام الذات وقبول بالإغتصاب السياسي والعجيب أن البعض ينتظرون مستقبلهم الأسود على أيدي الأمراء الدواعش بإبتسامو عريضة !