ثورة البحرين ضحية الملوك والأساطيل.
د.نسيب حطيط
أزهرت ثورة البحرين في موسم جديد قبل عامين وأكثر ،ثائرة على الظلم والتمييز وإحتكار السلطة لعائلة آل خليفة وفي جزيرة مساحتها حوالي 675 كلم مربع وعدد سكانها لا يتجاوز مليون ونصف مواطن بينهم المجنسين زورا في أجهزة القمع العسكرية متعددي الجنسيات من العاملين الأجانب لدعم السلطة الحاكمة واستثمار تحريضها المذهبي و وإتهاماتها الباطلة وعجزها عن حشد الشعب البحريني في مواجهة بعضه البعض في فتنة مذهبية ،حيث أن الشعب البحريني(سنة وشيعة)يتعرض للظلم والإقصاء عن السلطة دون رحمة ،ومنذ عهد الإستعمار البريطاني للمملكة وتسليمه للسلطة لوكلائه آل خليفة بما يسمى الإستقلال عام 1971 وإنتقال الرعاية والحماية للأسطول الخامس الأميركي الذي يتعامل مع البحرين كقاعدة عسكرية وترفيهية لقوات المارينز.
لقد ظلمت الثورة البحرينية من العائلة المالكة وقمعتها وحاصرتها لحماية عرشها وحكمها، وظلمت من المؤسسات الدولية التي أغمضت عينيها عن إنتهاكات حقوق الإنسان وإعتقال الأطباء وحصار المستشفيات وهدم المساجد والحسينيات وإعتقال النساء وقتل الأطفال وطرد الموظفين من أعمالهم والطلاب من جامعاتهم وإعتقال العلماء والأساتذة والنخب الثقافية والسياسية،وسجن بعض المدونين عقابا لنقدهم الملك ومع ذلك تدعمه اميركا الديمقراطية المخادعة ؟!
أتهمت الثورة البحرينية بالمذهبية وهي التي لم ترفع شعارا مذهبيا واحدا او تتصرف بسلوك مذهبي بل سارت ضمن حدود المواطنة والوحدة الوطنية والإسلامية ،لكنها صبرت وصمدت لأكثر من عامين وإنتصرت على مؤامرات العائلة المالكة وحافظت على سلمية تحركاتها ولم تستدرج مع كل ما تعرضت له من أعمال عنف وإنتهاك للحرمات وتدخل من قوات درع الجزيرة.
ثورة البحرين أسقطت النفاق والخداع الغربي والأميركي وتآمر وصمت الجامعة العربية ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية والسؤال...؟
لماذا لا تسمح أميركا بالإصلاح والمشاركة في البحرين؟
لماذا تمنع العملية الديمقراطية في البحرين؟
لماذا يحمي الأسطول القمع السلطوي؟
لماذا يحمي الإتحاد الأوروبي إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين؟
لماذا تسكت الجامعة العربية عن قمع السلطات وهي التي أيدت تسليح المعارضة السورية وشجعت القتل والتخريب في ليبيا وسوريا؟
لقد تجاوزت العائلة المالكة كل القيم الأخلاقية والقانونية بمداهمة منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم وترويع عائلته لإجباره على الصمت عن جرائمها وإخماد صوته الداعي للوحدة الوطنية وإطفاء الفتنة المذهبية والحوار والحل السياسي لللأزمة في البحرين.
لقد حاولت السلطة إذلال الثورة البحرينية بالإعتداء على مرشدها الروحي والمس كرامته ووضعها أمام خيارين:
- السكوت عن الإذلال والإعتداء لإجبارها على التقهقر والتراجع.
- الرد بشكل إنفعالي وعاطفي يتجاوز المظاهرة السلمية وإعطاء المبرر للقوى الأمنية لأخذ المبادرة والقضاء على الثورة لوقف إستنزاف السلطة ومن يدعمها إقليميا ودوليا.
لقد إنهكت الثورة العائلة المالكة وبدأت الخسائر الإقتصادية وإهتزاز بنية الدولة وتراجع السياحة وعزل السلطة عن الشعب.
إن إنتصار الثورة في البحرين يعني أن تابوت تشييع المالك والإمارات قد بدأ تجهيزه ،خاصة وأن واحات الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة في العراق والديمقراطية المقيدة في الكويت والبحرين مستقبلا ستوسع بقع الزيت الديمقراطية وتغرق قطر والسعودية وبالتالي تسقط آخر قلاع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط وتسقط مراكز الطاقة(الغاز والنفط)بيد القوى الجديدة(البريكس) والحلفاء معها إقليميا ،مما سيجعل الإقتصاد الأوروبي والأميركي تحت سيطرة هذه القوة الجديدة والتي تملك من قدرات القوة العسكرية والبشرية التي تستطيع حماية قراراتها ونفوذها في المنطقة.
ثورة البحرين رهينة المصالح الأميركية والغربية وعائلة آل خليفة مجرد أداة أو وكيل ومقاول وناطور لقاعدة البحرين الأميركية،و النفاق الديمقراطي الأميركي يحمي الملوك والأمراءء مقابل النفط ويقاتل الأنظمة الجمهورية في سوريا وإيران لحفظ الأمن الإسرائيلي .
ثورة البحرين(المؤودة)بجاهلية العرب والغرب ستنتصر في نهاية الطريق بإذن الله سبحانه فالشعوب ستنتصر والملوك سيهزمون ولن تحميهم الأساطيل ولا بنادق المتجنسين المرتزقة.
شعب البحرين المسلم(سنة وشيعة)سينتصر على جلاديه وإن طالت المسيرة وسيحفظ بلده من التدمير والحرائق وسيستعيد سيادته وإستقلاله الحقيقي بسواعد وحناجر أبنائه وتضحيات أطفاله ونسائه وشيوخه.
وعلى كل الأحرار والشرفاء أن يكونو صوت الحق لمناصرته ودعمه.