ثورة البحرين بين العالم الأصـم والإعلام الأعمـى
د.نسيب حطيط
أثبتت ثورة البحرين المظلومة،بالدليل الحسي، كذب ونفاق المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان،وشعارات الحرية والديمقراطية،وسقطت معادلة حقوق الأكثرية أمام ديكتاتورية العائلة الحاكمة.
يوم الجمعة في 9/3/2012، داست الثورة البحرينية على المؤسسات الدولية و الأنظمة الغربية ،وسخرت من المثقفين ووسائل الإعلام والمرجعيات الدولية ،وصرخت في شوارع البحرين... ألا يكفيكم أن خرج احرار الشعب إلى الشوارع بأكثر من 70% من سكان البحرين(الأصليين)(غير المرتزقة المجنسين)من كل المذاهب سنة وشيعة علمانيين وإسلاميين،كبارا وصغارا ليقولوا للعالم بأنهم ضد التدخل الخارجي(درع الجزيرة والأسطول الخامس الأميركي )وضد هيمنة العائلة الحاكمة(آل خليفة)وضد الصمت والعمى الدوليين،وأنهم باقون على سلمية الثورة،ولن يستدرجوا للفتنة المسلحة او المذهبية التي يسعى إليها النظام ومخابرات الخارج، ،والأهم أنهم لن يتعبوا ولن تتوقف ثورتهم حتى لو أستمرت أعواما،فالحياة في ظل القهر موت ذليل،وأن التضحية والصبر من اجل الإنتصار والعدالة والحرية هي الكرامة والعزة.
يتولى الثنائي السعودي-القطري قيادة المواجهة السياسية والميدانية ضد النظام في سوريا عبر الجامعة العربية العجوز والعمياء بشعارات إنسانية ودعما لحقوق الإنسان والديمقراطية والإصلاح،وترسل السعودية قوات (درع الجزيرة )من خارج البحرين لقمع التظاهرات السلمية للشعب البحريني، لقد استشهد وجرح المئات من البحرينيين ولم نسمع بقتل واحد من رجال الأمن البحارنة، بينما قتل أكثر من ألفي عسكري سوري،يطالب العرب والغرب بتسليح المعارضة السورية لمقاومة النظام،بينما تغيب البحرين عن مجالسهم وبياناتهم وأدبياتهم السياسية ،ولا تستطيع قناتي "الجزيرة "و"العربية" رؤيتها بالعين المجردة دون(شاهد أعمى)أو شاهد (عيان) بينما تبث الجزيرة والعربية أفلاما مفبركة عن مظاهرات إفتراضية في سوريا وأكثر المشاهد نحو السماء أو أسطح البنايات أو لبعض عشرات أو مئات بينما مئات الآلاف من البحرينيين لم يظهروا على شاشات الفضائيات العربية أو الغربية،كما لم يظهر على شاشاتهم ومجالسهم قصف الطيران الإسرائيلي لغزة ومقاوميها.
دول الخليج مع الإنتخابات وحرية الرأي والديمقراطية في سوريا وليبيا وشيئا منها في اليمن،أما في بلادهم فكل هذا ممنوع لحفظ الممالك والإمارات والمشايخ،أميركا والعرب يريدون مناطق عازلة وممرات آمنة لمساعدة(المسلحين السوريين)ومدهم بالسلاح ،ويحاصرون غزة ويمنعون عنها وعن مستشفياتها،الوقود والكهرباء ،وذلك بعد فوز الأخوان المسلمين في مصر كما في عهد مبارك ونظامه ،و بعدما انحازت حماس اليهم ،وصرح إسماعيل هنية بأن حماس هي الذراع الجهادية للإخوان المسلمين،... ونسأل ماهو الفارق حتى الآن ؟.
تظاهرت الطالبات في جامعة الملك خالد في السعودية ، احتجاجا على اوضاعهن الصعبة البسيطة ،فقام رجال الأمن بمداهمة الجامعة وضرب الطالبات،وأطلقت النار على المتظاهرين في القطيف والمناطق الشرقية وأتهم المعارضون السعوديون بأنهم فئة ضالة مما يعنيي(تكفيرهم)وقتلهم،في نفس الوقت الذي يصرح فيه الساسة السعوديون بدعمهم للديمقراطية في سوريا!
البحرين تناشد الأحرار والإعلاميين والمثقفين في العالم،أن يكتبوا عن الحقيقة ويناصروا المظلومين المحاصرين الذين يقتلهم مرتزقة النظام(المجنسين) فهل أن الحرية ممنوعة في صحارى الخليج وهل ستقتل الثورة البحرينية لأنها مؤنث،وكل أنثى تقتل في جاهلية العرب الحديثة المتواصلة مع منظومة الجاهلية الأولى (وإذا المؤودة سئلت....).
ثورة البحرين ثورة شعبية شريفة ،وليست مذهبية أو خارجية، لا يمدها أحد لا بالسلاح ولا بالكلام،تقاتل وحيدة وتقتل وحيدة وتصمد وحيدة،وستبقى صابرة حتى تحقيق مطالبها بالحد الأدنى من حقوق المواطنة والعيش الكريم، واصلاح نظام (آل خليفة) العائلي الذي يمارس التمييز العنصري أو الديني،و لن ينجح حتى لو حمته أميركا وكل المؤسسات الدولية،ومهما تقاعس الضمير العالمي عن نصرة المظلومين،فالحق منتصر لا محالة وستنتصر ثورة البحرين السلمية والشريفة عاجلا أم أجلا، وستسقط الممالك والإمارات عندما يتخلى الأميركي عنها لتأمين مصالحه او بأساليب أخرى ،وسيستغني عن الأدوات من ملوك وأمراء وأحزاب وشخصيات ،وكذلك أحزاب الإسلاميين الجدد من سلفيين وتكفيريين.