حتى لا يستشهد اليمن الصماد شهيدا نسيب حطيط
اغتال التحالف العربي الرئيسَ اليمني الشهيد صالح الصماد في الميدان وليس في قصر الرئاسة، لتعويض هزيمته المستمرة منذ ثلاث سنوات، بعدما ظن أنه قادر على احتلال اليمن واستعماره كتقليد عربي جديد للغرب المستعمر،لكنه سقط على حدود اليمن عاجزاً، فصرف غضبه وهزيمته مجازر وحشية ضد المدنيين تحاكي المجازر الصهيونية في لبنان وفلسطين، وأصابه الرعب من المقاوم اليمني الذي فرض عليه نقل القمة العربية من الرياض إلى الدمام طلباً للأمان.
الرئيس الصماد يمثّل نموذجاً للرسالي المقاوم يحمل اللقب ولا يسجن نفسه فيه، بل هو نافذة للمقاومة والعطاء في سبيل الله وليس للجاه أو السلطة أو المراسم ليعلن وحدة القائد مع المقاوم في الميدان.
ظن السعوديون وفق منظومة الإرهاب الصهيوني-الأميركي التي ترتكز على مبدأ التصفيات والاغتيالات للقادة،أن باستطاعتهم حسم المعركة التي لم ولن ينتصروا فيها، فأعادوا تجربة الإرهاب الصهيوني في لبنان عبر اغتيال قاد المقاومة في ضربات مركزية وقاتلة على الرأس،إلا أن المقاومة استطاعت تحويل الضربات إلى عامل قوة، ونمت وتطورت حتى صارت في عداد القوى الإقليمية، مع أنها ليست دولة،وهنا يأتي التمايز مع المقاومين في اليمن بأنهم يمسكون بدولة وتحوّلوا من حركة مقاومة إلى دولة مقاومة، وبالتالي فإن قتل رئيس للجمهورية سيجعل اليمن المقاوم قوة إقليمية على بوابة العرب المفتوحة على المحيط، وتمسك ببوابة باب المندب والبحر الأحمر.
لقد أثبت اليمنيون، بشجاعتهم واستيعاب الضربات، وجود مؤسسات ناظمة تخطط وتدير الميدان، وكذلك العملية السياسية بشكل يلفت الانتباه، يضاهي المؤسسات والأنظمة العريقة، حيث استطاعت المؤسسة المكلَّفة إدارة النظام أن تعيّن بديلاً عن الرئيس الشهيد قبل الإعلان عن استشهاده لعدم إحداث فراغ في السلطة، دون أن ينعكس ذلك على المعنويات، سواء على صعيد الجبهات أو الجمهور العام اليمني.
يقول مثل يمني إن "الثأر عند اليمني يبدأ بعد أربعمئة عام"، ولذا فإن الثأر لليمن ورئيسه الشهيد لم يفت أوانه بعد، والعقاب آتٍ لا محالة دون انفعال أو تسرُّع، بل لاختيار الهدف المقابل بما يليق بالرئيس الصمادويليق بكرامة اليمن وسيادته، ولا بأس من بعض الوقت لجعل المعتدي يترقب الرد ويعيش حالة الخوف بانتظار الرد.
لن يتغير شيء في اليمن المقاوم، لكن التصدي اليمني سيبقى كما هو وسيزداد الصمود والعطاء، وقد يصبح الموقف اليمني أكثر تشدداً، والحل السياسي سيتأخر قليلاً، حتى لا يظن تحالف العدوان ورعاته أن الضربة أعطت ثمارها ليتراجع اليمنيون عن حقوقهم،خصوصاًأن الاغتيال أعطى زخماً للثورة ومقاومة المعتدي شعبياً.
الأشهُر المقبلة التي يسعى ولي العهد السعودي أن يحقق نصراً ولو وهمياً على اليمن يمتطيه للتسلق إلى العرش السعودي،ستخذله، ولن تتحقق أمنياته ورغباته بل على العكس؛ يمكن أن تصفعه بشدة على أعتاب تتويجه، حتى لا يتمكّنمن تأمين مكان آمن لاحتفالات التتويج، لأن اليمني لن ينسى من قتل رئيسه، ولذا عليه أن يفكّرفي كيفية تأمين حفل التتويج أوفي أي مكان،فالصواريخ اليمنية التي تطلب الُثأر جاهزة للوصول إلى أي مكان يريد أصحابه أن تصل.
الميدان اليمني جزء من الميدان العام لمحور المقاومة، وركيزة أساسية فيه، والضربات الموجَّهة إليه هي ضربات لمحور المقاومة الذي لم يستطعأن يقدّم الكثير للإخوة في اليمن،بينما استطاع اليمنيون أن يقدموا الكثير لمحور المقاومة، مع كل الظروف الصعبة التي يرزحون تحتها.
استشهد الرئيس الصمادحتى لا يستشهد اليمن، وكي يبقى حراً كريماً، وحتى لا يكون الحديقة الخلفية للملك، وحتى لا ينهب الأميركيون والخليجيون نفطه وثرواته.