حسين مرتضى:السلام عليكم ... كيف تقرأ المبادرة التي اطلقها زعيم الحوثيين لوقف اطلاق النار مع السعودية ؟ ما طبيعة هذه المبادرة و ماذا يعني كلام عبدالملك الحوثي عن فرصة حقيقية للسلام من المفترض ان يثمنها العقلاء في المملكة؟ ما المقصود بفتح جبهات جديدة و متعددة و حرب مفتوحة في حال لم تقبل المملكة المبادرة و لم توقف استهداف المدنيين؟ ما حقيقة ما يقال عن مفاوضات سرية جرت بين الطرفين السعودي و الحوثي عبر احد مشايخ القبائل في اليمن ؟ ثم لماذا صوب الاعلام السعودي على هذه المبادرة داعياً الى عدم الثقة بالحوثيين و ان المطلوب القضاء عليهم اينما كانوا؟
حسين مرتضى:دكتور حطيط، هي المبادرة الثالثة التي يطلقها عبدالملك الحوثي ، ما الذي يمكن ان نقرأه من هذه المبادرة ؟ ما الهدف من هذه المبادرة في هذا الوقت بالذات؟
نسيب حطيط:ندعو الله ان يكون هناك مقومات النجاح لهذه المبادرة لما فيها من حقن لدماء المسلمين و اغلاق الجبهات الجانبية و الغير مجدية في الوطن و الامة الاسلامية. اما بمبادرة السيد الحوثي ، لابد من التعاطي معها بالشكل و بالمضمون. اما في الشكل فأنها جاءت بعد الانباء التي تداولت عن مقتل قائد الحوثيين و الذي ظهر بعدها بالصوت و الصورة انه لازال حياً و بدون اي ضرر جسدي . بالتالي هو يعلن ان القيادة الميدانية و السياسية لمجموعات الحوثيين هي بيده حتى اللحظة. الامر الثاني انه انسحب من المواقع السعودية و لم ينهزم و لم يرغم على الانسحاب و الدليل انه بقيت اكثر من شهرين المناوشات و الحرب المفتوحة بين الجبهة السعودية و جبهة الحوثيين و لم يستطع الجيش السعودي ان يسترد ما اخذه الحوثيون من الاراضي السعودية. بمعنى ان السعوديون لم يستطيعوا الدخول الى الاراضي اليمنية الا بالغارات و القصف المدفعي بينما استطاع الحوثيون الدخول الى الاراضي السعودية مع قلة الامكانات و بالتالي هم انسحبوا . اما في المضمون فأنها تدلل على ان الحوثيين ليسوا في موقع الهجوم سواء ضد الجيش اليمني و النظام اليمني او ضد الجيش السعودي و المملكة و انما كانوا في مرحلة الدفاع عن النفس على جبهتين. و بالتالي استطاعوا الصمود على جبهتين و قالوا عندما اصبحت لنا القدرة على ان ندافع عن انفسنا فنحن نعلن هذه المبادرة حتى نحقن الدماء . عندما بادرت السعودية بأتهام الحوثيين ان هناك تنسيق مع القاعدة ، كان الحوثيون يحاولون سد الثغرة التي يمكن ان تنفذ منها القاعدة و ادارتها الامريكية للقاعدة للعبث بالامن السعودي. و بالتالي انسحب الحوثيون حتى يقولوا للسعوديين ان القاعدة لن تستغل وجودنا و هذه الثغرات فأنتم امنوا امنكم و تصديكم للقاعدة.
حسين مرتضى:سيد زيد، مبادرة اعتبرها الحوثي فرصة حقيقية للسلام من المفترض ان يثمنها العقلاء في المملكة و يعرفون انها لمصلحة الشعبين الجارين. هل هناك معطيات جديدة حتى تطلق هذه المبادرة في هذا الوقت بالذات ام هي تأتي في سياق المبادرات التي اطلقها الحوثيون و المحاولات لوقف القتال في صعدة؟
حسن زيد:المبادرة جيدة و اعتقد انها تأخرت كثيراً لأن وقف الحرب مع المملكة متوقف على سد ذرائع . و الذريعة كانت تواجد الحوثيين في اراضي سعودية . و لهذا الاعلان عن الانسحاب الكامل و وقف القتال يسد الذريعة عن استمرار القتال و يؤكد ايضاً ان قرار عبدالملك الحوثي هو سيد نفسه ، بمعنى انه لا يملى عليه من اي جهة كانت سواء من الداخل او الخارج و ان الحرب هي حوثية مع السعوديين .
حسين مرتضى:العملية كما يقول الحوثي ان التقدم الى الاراضي السعودية لم يكن الا ضرورة لمواجهة عدوان انطلق من هذه الاراضي . لم يكن هناك اي اعتداء من قبل الحوثيين على المملكة بل كانت محاولة دفاع عن النفس.
حسن زيد:هو يقول هذا لكن السعودية اعتبرته اعتداء على سيادتها . على كل حال، انسحاب المقاتلين الحوثيين من الاراضي السعودية يسد ذريعة استمرار القتال بصورة مباشرة . اتمنى ان يعقبها مبادرة في العلاقة مع السلطة في صنعاء.
حسين مرتضى:سيد نائف، الحوثيون كما قالت المصادر انسحبوا من كل المواقع الموجودين فيها بناءاً على طلب و مبادرة عبدالملك الحوثي و هذا خير دليل على جدية الحوثيين و صدقية الحوثيين فيما يتعلق بهذه المبادرة . ما هو المطلوب الان من الطرف الاخر و كيف يمكننا ان نتحدث عن مبادرة مع استمرار عمليات القصف و الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية السعودية اليوم؟
نائف القانص:المبادرة التي اقدم عليها الحوثيين شجاعة و ذكية و تعتبر ايجابية جداً و هو الان يضع السعودية امام مصداقية ما تدعيه من الدفاع عن اراضيها . فلم يعد امامها الان مبرر لأستمرار العدوان على المواطنين اليمنيين الابرياء في صعدة. فالطيران السعودي يستهدف المدنيين اكثر مما يستهدف المقاتلين الحوثيين . الان السعوديون هم امام محك لما تدعيه . السعودية كانت تريد ان تحقق منطقة عازلة على الاراضي اليمنية من اثارة هذه الحرب. و لكن قدرات الحوثيين و صمودهم في القتال هو الذي جعل من السعودية ان تخفض سقف اهدافها.
حسين مرتضى:سيد حطيط، هي مبادرة ذكية في هذه المرحلة بالذات لكن بالمقابل هي لسحب البساط من تحت اقدام المملكة .
نسيب حطيط:من حيث الوقائع صحيح ان الحجة السعودية في الاغارة على الحوثيين هي كانت بالاعتداء على الاراضي السعودية . لكن علينا ان نلاحظ انه منذ اسبوع تقريباً بدأت وسائل الاعلام تقول ان هناك تنسيق خفي بين القاعدة و الحوثيين . و بالتالي فكانه فتحت ثغرة جديدة بعد الانسحاب الحوثي من السعودية ، يمكن ان يتهم الحوثيين فيما بعد ان اي عمل تقوم به القاعدة داخل الاراضي السعودية سيتهم الحوثيون بأنهم هم الذين سهلوا هذا الطريق. و بالتالي صحيح ان الحوثيين سحبوا البساط و الحجة لكن بالاصل هذه المحاولة فقط جزء من الدفاع عن النفس بالمعطى المنطقي و المنطق الاعلامي لأن الحوثيين بالاصل لم يبادروا الى مهاجمة النظام اليمني، لم يبادروا الى مهاجمة النظام السعودي . يجب ان نوضح لبعض الاخوة ان الحوثيين اصبحوا تجهيل لأنتمائهم. هم الان يدفعون ثمن انتمائهم رغماً عنهم. هم متهمون بأنهم ينتمون لأحد المذاهب التي تناصب العداء للمذاهب الاخرى و بالتالي فهم رغماً عنهم حملوا ما لم يريدون و بالتالي يدفعون الثمن الذي لم يكونوا شركاء به و يتحملون وزر الحصار و الحرمان داخل اليمن. ما جرى للحوثيين انهم عوقبوا لأنتمائهم المذهبي و بالتالي حوصروا في عقيدتهم و اخذ الاقتصاص منهم. و هناك بعض التصريحات الاعلامية التي مرة تتهمهم انهم يمثلون حالة تشبه حزب الله في لبنان او حماس في فلسطين و بالتالي يجب التعاطي مع هذا الحراك المطلبي الداخلي للحوثيين على انه مشروع سياسي عسكري كبير يجب التعاطي معه على اساس انه مشروع دويلة او مشروع سياسي كبير .
حسين مرتضى:سيد يحيى، فيما يتعلق بالمبادرة التي اطلقها الحوثيون . هذه المبادرة جدية و خير دليل على ذلك ما قام به اليوم المسلحون من الانسحاب من الاراضي و المواقع التي احتلوها. ما هو موقف الرياض من هذه المبادرة؟
يحيى الامير:موقف الرياض مرتبط بما يحدث على الارض. الواقع بيننا في السعودية و بين حركات التسلل التي يقوم بها الحوثيون ليست حرباً بالمعنى العسكري للحرب و ليست مواجهة نظامية و لا تخضع حتى لأفكار الهدنة او وقف اطلاق النار. التدخل السعودي جاء نتيجة عمليات التسلل. متى ما انتهت عمليات التسلل سيمثل هذا بالنسبة لنا مصداقاً ....
حسين مرتضى:اذا اخذنا الامور من هذه الناحية انه عملياً الان انسحب المقاتلون من هذه المواقع، الا تعتبر خطوة ايجابية ؟ بالمقابل مازالت الطائرات الحربية السعودية تواصل غاراتها. لماذا ؟
يحيى الامير:من يقول انها مازالت تواصل؟
حسين مرتضى:المصادر من صعدة تتحدث عن غارات مازالت الطائرات الحربية السعودية تنفذها.
يحيى الامير:اليوم لم يحدث شيء و ما يحدث هو دوريات تمشيط. هو دوريات لمتابعة الوضع لكن لم تنفذ اي غارات. مختلف الاخبار منذ الصباح كانت ردود فعل ايجابية على لسان متحدث بأسم وزارة الدفاع و الطيران ان المملكة ستدرس هذا الموقف ، ستدرسه لا من خلال بحثه نظرياً او عسكرياً بل ستدرسه من خلال متابعة مدى مصداقية الحوثيين في الانسحاب. هذا هو الشرط القائم لوقف عمليات الردع التي تقوم بها القوات المسلحة السعودية.
حسين مرتضى:دكتور حطيط ما هو تعليقك على هذا الكلام خصوصاً ان هناك مواقف ايجابية الان؟ هناك دراسة معمقة لهذه المبادرة ، يعني اجواء ايجابية الان.
نسيب حطيط:انا اود ان اورد ملاحظتين. ملاحظة حول ما قلت ان الحوثيين يدفعون ثمن انتمائهم المذهبي لأن هذا ليس اختلاقاً لهذا الامر و انما كل هذه الحرب خلال شهرين او ثلاثة اتهمت الحوثيين بأنه اما انهم يتلقون الدعم من المراجع الايرانية او انهم جزء من حالة تمثل حالة حزب الله المعروف عقائدياً او مذهبياً الى اين . لكن المسألة الاهم انه من مصلحة السعودية و من حقها اصلاً ان يبادر البعض الى اغلاق هذه الجبهة التي تستنزف المملكة و تستنزف الجبهة اليمنية. انا اعتقد ان هذه المبادرة ليست مبادرة يتيمة او منعزلة و انما هي جزء من ملف اقليمي كامل يتعاطى على اساس ان تعود السعودية الى موقعها الرئيسي داخل المنطقة و في العالم العربي من اجل ان تأخذ دورها المهدئ لهذا الموضوع.
حسين مرتضى:سيد زيد، ما هو تعليقك على كلام السيد الامير و ما تفضل به الدكتور حطيط؟
حسن زيد:انا منحاز للسلام . الاطفال و النساء اليمنيون يقتلون. القدرات اليمنية و السعودية تهدر . الامن مهدد في الدولتين . و لهذا المبادرة ايجابية و اتمنى ان تتلقف بأيجابية كبيرة حتى يتسنى وقف الحرب .
حسين مرتضى:من وجهة نظرك الان الكرة في ملعب من؟
حسن زيد:في ملعب السعودية بالطبع و اعتقد ان العقلاء في المملكة كثر و الحريصين على مصلحة اليمن و السعودية في المملكة كثيرين ايضاً. لا مصلحة لليمن و لا للسعودية و لا لأي طرف اقليمي او دولي استمرار هذه الحرب العبثية التي لا معنى لها.
حسين مرتضى:سيد القانص، فيما يتعلق بالنقطة التي تحدثنا عنها قبل الفاصل ، على ما يبدو ان الاجواء في المملكة ايجابية. يتم النظر الى هذه المبادرة بجدية. هل هناك مبادرة اقليمية ام عملياً هناك وساطة من قبل بعض العشائر اليمنية ؟
نائف القانص:ما طرحة الاخ يحيى طرح ايجابي جداً و نتمنى ان يكون جميع الاخوان في المملكة بنفس هذه العقلية و ان يكونوا حريصين جداً على ان لا يستمر سفك الدماء. نعم، هناك مبادرة اقليمية و قد يكون هناك تدخل امريكي في هذا الجانب لأن ما تمر به المنطقة حالياً هو وضع خطير جداً يهدد امنها و استقرارها و في ظل وجود اطماع امريكية او بريطانية و مخططات صهيونية ترمي الى ان تضع اقدامها بقوة في المنطقة. و لكن الدور الذي تلعبه امريكا مع المملكة و مع السلطة اليمنية هو ان تكون هناك محاولة انهاء الحرب القائمة مع الحوثيين.
حسين مرتضى:لماذا تحاول امريكا او المملكة تحاول انهاء هذه المعارك مع الحوثيين ؟
نائف القانص:لأنهم يريدون ان يتفرغوا لحرب القاعدة و التي هي من صنع امريكي و تمويل سعودي في بداية الامر.
حسين مرتضى:سيد الامير، اذا كانت الاجواء في المملكة ايجابية و يتم دراسة هذا الموضوع بعمق، لماذا نلاحظ ان هناك اتجاهين في السعودية ، حتى ان بعض الاعلام السعودي يحاول ان يحرض المملكة على الحوثيين و يرفض حتى قبول هذه المبادرة؟ هل نحن امام تيارين في السعودية ام الان الاعلام يغني على هواه؟
يحيى الامير:حدثني عن اعلام يحرض المملكة؟
حسين مرتضى:جريدة الوطن السعودية اليوم دعت الى ملاحقة الحوثيين حتى لو كانوا داخل اليمن. جريدة الشرق الاوسط تتحدث وصفت الحوثيين بأنهم ...
يحيى الامير:هذا رأي. اولاً العرض الحوثي لا تتم دراسته بعمق بهذا الشكل لسبب يسير جداً هو انه اذا وقفت عمليات التسلل وقفت عمليات الردع. فهو لا تتم دراسته بعمق لأنه لا يمثل قضية معقدة. ثانياً، ما يكتبه الصحفيون من آراء صحفية ، هذه لا تمثل وجهة النظر الرسمية في كل الاحوال . ما تحدث به الزميل من سوريا عن مسألة اتهام الحوثيين بأنهم يتلقون الدعم، هذا لم يصبح اتهاماً. الجميع يتحدث عن تورط ايراني واضح في دعم الحوثيين و هذا لا يحتاج الى دليل. حتى الحديث عن حزب الله اللبناني ، ليس كلام من فراغ. نحن نعلم الدور الايراني في دعم الحوثيين ، نعلم الى اي درجة تمثل مثل هذه التصرفات التي قد تصل بالحرس الثوري حتى الى دعم القاعدة.
حسين مرتضى:سيد زيد، كيف تعلق على هذا الكلام؟ عدنا الى نقطة البداية ان هؤلاء ليسوا من اهل اليمن ، هم ينفذون اجندة خارجية و يجب ان يحاربوا من قبل الحكومة و من قبل السعودية. كيف تعلق على ذلك؟
حسن زيد:لم يثبت على الاطلاق اي علاقة بين الحوثيين و بين اي طرف اقليمي و بالذات ايران او غيرها. هم يمنيون مثلهم مثل اي يمني آخر. لا اعتقد انه من الجائز ان نتهم بعض اليمنيين انهم غير يمنيين. فقط اخذ عليهم التشابه في رفع شعار الموت لأمريكا و الموت لأسرائيل و هذا له قصة اخرى . القرارات التي اتخذت سواء كانت ببدء الحرب او بأنهاء الحرب تدل على ان قرارهم بيدهم و انه لا علاقة لأي طرف اقليمي او دولي بهم على الاطلاق. و الاخطر هو الخلط فيما بينهم و بين القاعدة. هم على النقيض تماماً من القاعدة و ليس من مصلحة السعودية او اليمن او يوحد بينهم و بين القاعدة. هم بعيدين عن القاعدة على الاطلاق. هناك مشكلة بينهم و بين السلطة في اليمن ، تدخلت عوامل خارجية ربما مذهبية من داخل اليمن نفسها سببت في تأزيم هذه المشكلة و كان بالامكان حلها و انهائها. المطلوب الان هو التعاطي بـأيجابية مع المبادرة التي اطلقها السيد الحوثي و وقف الحرب مع السعودية لكي تتمكن اليمن من وقف الحرب الداخلية. جر ايران او اي دولة اخرى الى الصراع في اليمن يضر بأمن المملكة كما يضر بأمن اليمن و يضر بأمن الاقليم و لا يخدم الا اعداء المنطقة.
حسين مرتضى:دكتور حطيط، ما هو تعليقك؟
نسيب حطيط:يجب علينا ان نقتنع ان ضحايا الحرب اليمنية اليمنية و اليمنية السعودية هم اليمن و السعوديون بكل اطيافهم. انا استغرب عندما قلت ان الحوثيين دفعوا ثمن انتمائهم رغماً عنهم فقد قال السيد الامير من الرياض ان هذا ليس حقيقة. و الان يعيد في حديثه الماضي ان الحوثيين يتلقون الدعم من ايران و من الحرس الثوري و من حزب الله و هذه المكونات السياسية او الاقليمية تعتبر بالمعطى العقائدي الى من تنتمي. و الاخطر من ذلك ان يقال ان القاعدة مدعومة من ايران او القاعدة تنسق مع الحوثيين. القاعدة هي مولود شرعي للمخابرات الامريكية و لمن مولها و معروف التمويل. و القاعدة على لسان بن لادن كان يقول انه يمكن الاعتراف بأهل الكتاب من المسيحيين و اليهود و لكنه لا يمكن الاعتراف بالمذهب الشيعي لأنهم ليسوا اصحاب كتاب. فكيف يمكن الخلط بين القاعدة التي تكفر الشيعة و بين الحوثيين المتهمين على اساس مذهبي. و عندما قيل ان هناك ارتباط ما بشكل خفي بين القاعدة و الحوثيين ، انا اخاف انه بعد انسحاب الحوثيين من الاراضي السعودية ان يعاد و يتهم ان الحوثيين يتشاركون مع القاعدة في اي تسلل ضد السعودية او اي عمل امني . لكن عندما اعلنت امريكا ان القاعدة تشكل خطر على الامن العالمي ، عندما يأتي الامريكي الى اليمن سيكون وجهاً لوجه مع الحوثيين بحجة انه يطارد القاعدة و حلفائها في اليمن. و بالتالي، سيدفع ايضاً الحوثيون ثمن مطاردة القاعدة التي يطلقها الامريكيون التي تمثل كلب الصيد امام الامريكي سواء في افغانستان او العراق ليصطاد من يريد اصطياده.
حسين مرتضى:سيد الامير، كيف تعلق على هذا الكلام؟
يحيى الامير:مسألة الخلط بين الحوثيين و القاعدة ، لم يتحدث احد عن الخلط بينهم على مستوى التنسيق او الجانب العقائدي و لكنهم يشتركون في كونهم يمثلون استثماراً ايجابياً للحرس الثوري الايراني. اما دعم الحرس الثوري و قادة الحرس الثوري للقاعدة و دعم ايران للقاعدة ، هذه مسألة تشتغل فيها السياسة و لا يشتغل فيها البعد العقائدي. في المسألة السياسية، ايران مستعدة لدعم كل من يمكن ان يمثل صداعاً و ايذاءاً لأمريكا او لبعض الحكومات الحليفة لأمريكا . اتصور انه كل ما يمكن ان يثير قلق هؤلاء الخصوم المستعلين لأيران سواء من القاعدة او غيرها ، تسعى لدعمهم.
حسين مرتضى:سيد القانص، فيما يتعلق بهذه المبادرة و تحديداً تصويب بعض الاعلام على هذه المبادرة ، اعتبرها السيد الامير ان وسائل الاعلام التي تتحدث و تصوب على هذه المبادرة هي اراؤها الشخصية. هل الاعلام يغني بواد ٍ آخر ام هو يشكل رؤية سياسية لأي دولة؟
نائف القانص:الاعلام يمثل الرؤية السياسية و خصوصاً الاعلام الرسمي. و اذا ارادت السلطة ان تصل اي رسالة فلابد ان تكون عبر الاعلام.
حسين مرتضى:هناك تصويت من قبل بعض وسائل الاعلام، هل تعتبر ان هناك تيارين في المملكة ام هناك من يحاول ان يضرب هذه المبادرة ؟
نائف القانص:اكيد لا يخلو الخير و الشر في كل بقاع الارض . هناك عقلاء في المملكة حريصين على ان لا يستمر استنزاف الدماء لأن هناك انهاك للقدرات العسكرية السعودية و اليمنية و ايضاً قتل المواطنين اليمنيين . اما الذين عندهم نزعة للشر فهؤلاء حريصين ان تظل الحروب قائمة لأنهم يستفيدون منها .
حسين مرتضى:دكتور حطيط، هذه المبادرة مبادرة المنتصر ام مبادرة المهزوم؟
نسيب حطيط:انا اسميها مبادرة التآخي و مبادرة حقن الدماء و ليست مبادرة المنتصر و المهزوم . بالتالي يستطيع السعودي ان يكون منتصراً و الحوثي منتصراً اذا توجهت هذه المبادرة نحو ختامها السعيد و هو النجاح. و كلاهما مهزومان اذا فشلت هذه المبادرة. اما في قضية ان ايران تدعم القاعدة و تدعم حماس و غيرها، هذا شيء ايجابي و انا اسر به لأنه على الاقل يمنع عن ايران و ينفي عنها المسألة المذهبية لأنها تدعم بعض الاطياف التي تقاوم . لكن هناك مسألة الكل يعرفها و هي القاعدة. القاعدة مولود شرعي للمخابرات الامريكية ، مولود تستعمله المخابرات الامريكية في كل بلد و كيان . تقول هذا الشبح الذي اسمه القاعدة ، هي تريد ان تدخل الى اليمن كبقعة جغرافية كما دخلت الى العراق و من ثم تبين انه ليس هنالك من قاعدة في العراق. الان قالت ان القاعدة موجود في اليمن . السيد الامير يقول ان هناك خلط بين العقيدة و السياسة . صحيح ان السياسة تبتعد مرات عن العقيدة و لكن مع ايران ، العقيدة و السياسة متلازمتان. و بالتالي، كيف يمكن لأيران ان تدعم القاعدة التي تكفرها و كيف يمكن ان تحمي القاعدة و نحن نعرف القاعدة اين مأواها و اين تمويلها و اين ولادتها و اين نشأتها و من يرعاها حتى اللحظة؟ فاذا عجزت امريكا التي تلتقط حتى البعوضة في اقمارها الصناعية و تقنياتها العسكرية ، لم تستطع حتى الان ان تلتقط بن لادن و لا تستطيع ان تلقي القبض على الملا عمر و هي الان دمرت باكستان و العراق و اليمن و خصايا هذه الحرب المشنة على القاعدة .
حسين مرتضى:سيد زيد، هل ستنجح هذه المبادرة في ظل كل المعطيات التي تحدثنا عنها؟ هل يمكن ان نؤسس على مبادرة جديدة ستتجاوب المملكة انطلاقاً من المعطيات الموجودة على ارض الميدان؟
حسن زيد:اتمنى ان تنجح هذه المبادرة لكن قضية النجاح و الفشل متوقفة على التقاط حكام المملكة لهذه المبادرة بأيجابية و القبول بها و استعادة دورهم كدولة مجاورة حريصة على امن اليمن لأن امن اليمن يؤثر على امن السعودية. يجب ان نتصدى لدعاة الحرب و من يستفيد من صناعة الحرب في مجتمعاتنا. و ينبغي ان نتصدى لدعاة التمزق و الصراع الاقليمي . ينبغي ان نستعيد روح الاخوة الاسلامية من خلال تعاطينا مع القيم الاسلامية التي توجب علينا الجنوح للسلم . اعتقد ان السيد الحوثي رمى الكرة في ملعب المملكة و هم احرص على امنهم لأن استمرار الحرب لا يعني الا قتل المزيد من ابناء اليمن و من الجنود السعوديين و استنزاف القدرات السعودية و اليمنية و رهن الدولتين للتدخلات الخارجية.
حسين مرتضى:سيد حطيط، هل ستترك الادارة الامريكية هذه المبادرة ان تنجح ؟
نسيب حطيط:انا اخاف من الذئب الامريكي الذي بدأ يأخذ موطئ قدم ، اخاف من الذئب الامريكي ان يقتل هذه المبادرة بحجج و بعض الامور التافهة و لكن اراهن على حكمة المملكة و على قيادتها السياسية التي كانت حريصة على المصالحات العربية العربية و كانت تقوم بهذا الدور . و هي الاجدر بأن تحتضن الحوثيين لكي نصل الى حقن الدماء . بالتالي الخوف كل الخوف من الذئب الامريكي ان لا يترك المسلمين يتآخون.
حسين مرتضى:شكراً لك دكتور حطيط كما اشكر كل الضيوف الذين شاركونا في حلقة هذه الليلة. اشكركم مشاهدينا على المتابعة و السلام عليكم.