حماس تعزّي بعمر سليمان وتنسى القادة السوريين
د.نسيب حطيط
بعد زيارته للرئيس المصري، قدم خالد مشعل العزاء بوفاة عمر سليمان "الوطني" واعلن وفاء حماس لمصر السابقة أي مصر حسني مبارك! وقال الوزير الاسرائيلي بن اليعازر عن عمر سليمان "سليمان أفضل من خدموا اسرائيل ، وكان وطنيا مصريا ومن أبرز الشخصيات التي قوضت حركة حماس في فترة النظام المصري السابق كما كان له فضل كبير في تصدير الغاز المصري الى اسرائيل "
لقد صمتت حماس عن اغتيال القادة السوريين داوود راجحة وآصف شوكت وحسن تركماني الذين احتضنوا حماس والمقاومة الفلسطينية وأمدّوها بالسلاح والملجأ الآمن عندما طردها أشقاؤها العرب .
والسؤال للأخوة في حركة حماس ،ما هو الأساس العقائدي والسياسي والأخلاقي الذي دفعهم للتعزية بعمر سليمان الذي حاصرهم وتواصل مع الاسرائيليين وطردهم من مصر، وما الدافع لامتناعهم عن تعزية القيادة السورية ،هل هو الانتماء المذهبي أم المال العربي ؟
اذا كانت حماس وفية لمصر مبارك التي حاصرتها وطردتها وأغلقت الأنفاق بوجهها، والتي أعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الحرب على غزة منها ، مصر مبارك التي اعتقلت ما يسمى خلية حزب الله بتهمة تهريب السلاح الى المقاومة في غزة ...والتي التزمت اتفاقية كامب دايفيد، وبايعت مصر -الاخوان المسلمين الذين التزموا اتفاقية كامب دايفيد،فلما لا تستطيع حماس الوفاء "لسوريا "التي لم توقع معاهدة سلام مع اسرائيل ؟
لقد اعجب السيد مشعل كممثل لحماس بالاصلاحات التي يقوم بها الملك الأردني ،وهو المطرود مع قيادته وحركته من الأردن وبقي يجول في الطائرة حتى حطت رحالها في سوريا المقاومة ...
هل سألت حماس نفسها ... ماذا لو لم يحتضنها محور المقاومة( سوريا وايران والمقاومة في لبنان ... هل كانت موجودة .. هل أخذت غزة ... هل صافحها أحد ... هل أن صواريخها وسلاحها وتمويلها جاء من أنظمة الخليج وغيرهم ... هل أن نظام مصر مبارك وعمر سليمان "الوفية" لهما، قد أمدها بالسلاح والمؤن أم أنه قطع الكهرباء عن مستشفيات غزة ولا يزال هذا الحصار على أيام مصر مرسي- الأخوان .
المقاومة شرف ووفاء ومبادئ ....وليست مقاولة أو مناصب أو عصبية مذهبية... المقاومة الشريفة التي تحمي حلفائها ولا تبيعهم بثلاثين من الفضة!
ونسأل الأخوة في حماس ... هل سيقيمون قرب السفارة الاسرائيلية في القاهرة ؟ أم قرب مكتب الاتصال الاسرائيلي في قطر ..!! ... أم في عمان قرب السفارة الاسرائيلية ؟
يبدو أن الأمن والطمأنينة صار في هذه العواصم التي أغتصبتها السفارات الاسرائيلية .. وصار الخطر في سوريا حيث النظام المقاوم ...اذا كان ذلك صحيحا يعني أن حماس لم تعد تهدد الكيان الصهيوني ... وأن نبوءة الوزير القطري حمد بن جاسم التي اعلنها في القاهرة عندما قال "حماس لم تعد حركة مقاومة مسلحة " فقد صدقت وللأسف ...
عتابنا لرفاق السلاح في حماس أن يبقوا أوفياء للشيخ عزالدين القسام والشيخ أحمد ياسين وللمطران كبوجي ولكل شهداء فلسطين والعرب والمسلمين الذين ضحوا من أجل فلسطين والأقصى ...وليعرفوا أن التاريخ لا يرحم المستسلمين وأن البقاء للشهداء وليس لرجال الصالونات..
غزة وفلسطين لا تحميها ضمانات الأمراء والملوك بل بنادق المقاومين الشرفاء ...والأقصى لا يحرره المال العربي بل دماء الشهداء، ما هو جواب الأخوة في حماس لو عاد الشهداء وعاتبوهم عن وفائهم لجلاديهم العرب وتنكرهم وتخليهم عن رفاق السلاح ؟ وهل سيقفون ضد المقاومة في لبنان اذا اشتعلت الفتنة المذهبية عبر حلفائهم العرب ؟
دعاؤنا للأخوة أن لا يقعوا في الشبهة ، وليعرفوا أن ما يجري في سوريا ليس ديموقراطية واصلاحا بل هدما لأحدى قلاع المقاومة..