داعش تفجر المصالحة الفلسطينية
د.نسيب حطيط
أستكملت داعش تنفيذ المخطط الأميركي – الصهيوني بتفجير العالمين العربي والإسلامي، حيث تم تصنيعها لحرف البوصلة عن مقاومة العدو الإسرائيلي المحتل لفلسطين والأراضي العربية المحتلة وركزت جهادها الخادع والمنافق بمواجهة المسلمين على إختلاف مذاهبهم وبقية الطوائف من المسيحيين والأقليات الدينية وأعلنت وفق اسلامها المهجن أميركيا ومخابراتيا ،بأن الله سبحانه لم يأمرها بقتال إسرائيل وبعض أخوتها من التكفيريين حاولوا ستر عورتهم بأن قالوا بأولوبة جهاد الأنظمة وتطهير الساحات العربية والإسلامية ليتفرغوا لقتال الغزاة والمحتلين .
فجرت داعش منازل مسؤولي فتح (السنة) في غزة التي تسيطر عليها حماس ومنعت الإحتفال بذكرى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولم تكمل جهادها الى حدود غزة لقتال العدو الإسرائيلي وبايعتها منظمة انصار بيت المقدس في سيناء وقتلت الجنود المصريين (السنة) في الوقت الذي تحاصر قوات الاحتلال المسجد الأقصى وتمنع المصلين من الوصول إليه وتقتل الفلسطينيين المدنيين ولم يتذكر خليفتهم المفترض أن يهدد أسياده كما يفعل ضد المسلمين ويتباهى مع أنصاره بحفلات الذبح الدموية الجماعية في العراق وسوريا و مصر !
لم تستطع إسرائيل منع المصالحة الفلسطينية عبر حرب غزة ، فأوعزت الى جحافلها التكفيرية التي تقدم لها الإستشفاء والمساعدات في الجولان المحتل لإسقاط النظام المقاوم في سوريا،بأن عليهم دفع الثمن بتفجير الصف الفلسطيني والوحدة الفلسطينية التي عجز الفلسطينيون عن تحقيقها منذ سنوات والتي إن تحققت يمكنها حماية الشعب الفلسطيني وحفظ حقوقه ومكتسباته او على الأقل التخفيف من معاناته وعذاباته ..ولكن السؤال المطروح هل وصلت داعش الى غزة ؟
وهل أصبحت لديها القدرة اللوجستية للقيام بتفجيرات متزامنة وببيانات تعلق على أبواب المنازل .؟
هل تم إستخدام إسم داعش من عملاء إسرائيل او جهات أخرى في غزة؟
ماهي مسؤولية حركة حماس عن هذه التفجيرات وهي التي تمسك بزمام الأمور في القطاع ؟
لقد نجح الفاعلون بتفجير المصالحة والوحدة الفلسطينية تماما كما نجحوا في إستنزاف القوى العربية وتفتيت الأوطان والشعوب وطعن الإسلام باسم الإسلام الذي يرفعون شعارات تطبيقه والدعوة إليه في عملية خداع ديني فاضحة لا يريد بعض المتآمرين الإعتراف بها ولا يزالوا يدعمون الحركات التكفيرية بحجة حماية حقوق اهل السنة التي يسبون نسائهم كما الاخرين في العراق وسوريا!
داعش وأخواتها ورعاتهم لايعتبرون المسجد الأقصى محتلا" بل يسيطر عليه بنو عمومتهم وحلفائهم من الصهاينة ولذا لم يشهروا بندقية في وجههم ولم يقوموا بعملية إنتحارية واحدة بينما يقومون بمئات العمليات ضد المسلمين الأبرياء ...فهل يريد البعض أدلة على خيانتهم وعمالتهم أكثر من ذلك ؟
داعش تفجر المصالحة الفلسطينية ليبقى أهل غزة المشردين تحت العواصف والأمطار وأنصار بيت المقدس تقتل الجنود المصريين ليزيد الحصار على اهل غزة مع الإشارة أنهم جميعا من الأخوة اهل السنة سواء عناصر فتح أو الجنود المصريين وكذلك أهل غزة ...ويبقى شعار داعش وأخواتها حماية أهل السنة وعلينا أن نصدق !
داعش وأخواتها سرطان هذه الأمة التي أبتليت بالغدة السرطانية والشر المطلق ..إسرائيل ولابد من تجفيف منابع الفكر التكفيري الذي تشرب منه وهذه مسؤوليتنا جميها علماء ومثقفين وإعلاميين ورأي عام ،لأنها تهددنا جميعا وفق إستراتيجية القضم التدريجي لتسهيل إبتلاعنا عبر الترهيب الدموي وعبر الشعارات الخادعة والمضللة .
أيها الأخوة الفلسطينيون ...داعش عقبة تسد الطريق أمامكم لتحرير فلسطين وها هي تفجر مخيماتكم في اليرموك ونهر البارد وتحاول في عين الحلوة لكي تذوبوا حيثما أنتم، كما تذوبون في بلدان العام لكي تتجنسوا وتستوطنوا هناك ضمن عملية إعدام بطيئة وناعمة للقضية الفلسطينية في أخطر مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية والعالم العربي ...فهل تستيقظوا قبل فوات الأوان ؟