داعش تضم مصر لدولة التكفير قبل السعودية
د.نسيب حطيط
يتمدد الأخطبوط التكفيري بقيادة "داعش" أيقونة الربيع العربي الدامي والأسود من أموال النفط الخليجي الذي يضع العرب بين خيارين، إما القبول ببيع أنفسهم وجيوشهم ودولهم كما تبيع داعش سباياها او يعاقبوا بتدمير دولهم وإستباحة أمنهم وأول الخطايا تدمير الجيوش العربية وآخرها الجيش المصري المقيد بإتفاقية كامب ديفيد.
لايزال تدمير مثلث الهرم العربي (مصر –سوريا –العراق) مستمرا" بقيادة اهل الخليج الطارئين على مفهوم الأمة او الكيان فلا زالوا قبائل انتفخت بالغاز والنفط والأبراج وتحاول ان تصبح دولا" منظورة وفق نظرية المال يشتري كل شيء، لكن ما يجري في مصر يؤشر الى تداعيات خطيرة و ينبىء بسواد مظلم لمن تبقى من العرب وتكتب أحداث سيناء بأن الوحش التكفيري بقيادة اميركا وإسرائيل لن يتوقف عند حدود او ضمانات وأن الدول التابعة لأميركا والعالم الغربي ،لن تنجو من داعش وأخواتها فمروحة القتل تتراوح بين السابحين على الشواطئ الى المصلين في المساجد بدون إستثناء وان الجميع مهددون من أقصى اليمين الى اقصى اليسار، فمشروع التقسيم سيكون وقوده الجميع حتى الذين مولوه وحضنوه فكريا"
بدأ الحريق المصري عقابا من اهل الخليج لمصر، فالسعودية تريد تأديب الرئيس السيسي وجيشه بسبب تقاعسه عن دعم السعودية في عدوانها على اليمن وقطر بسبب إسقاط حكم حلفائها الإخوان وجماعات انصار بيت المقدس تخدم إسرائيل ومن جهة أخرى تتقاطع مع مصالح حركة حماس التي صنفها النظام المصري بأنها إرهابية ويحاصرها ويتهمها بأنها ميليشيا الإخوان المسلمين .
تذبح مصر بسكاكين الجميع من الإخوان الى السعودية ثم قطر ولا ننسى تركيا الأردوغانية المربكة والفاشلة التي تغرق في خيبات احلامها التي بنتها في الربيع العربي وقد وجهت مصر السيسي اللكمة القاضية لها بإسقاط حكم الإخوان، فتجمع الجميع تحت راية "داعش" وأنصارها التي تتسع للجميع وتضيع فيها كل العناوين و تحمل المسؤولية .
إنفجر الغضب الخليجي – التكفيري بعدما قرر الرئيس السيسي عبر وزارة الأوقاف المصرية مراجعة جميع مكتبات المساجد وإخراج الكتب المتطرفة منها خاصة الكتب الوهابية ومعها الكتب التكفيرية وكتب قيادات الإخوان وشيوخ التطرف التي تحرض على القتل والتكفير ثم بادر لإعتقال المئات من السلفيين التابعين لقطر والسعودية وتقييد حركة أئمة المساجد السلفية والوهابية واصدر أحكام الإعدام بقيادات الأخوان المسلمين ،مما اثار حفيظة اهل الخليج وتركيا ،بالإضافة ان المشروع الأميركي يريد إغراق الجميع بالنار وبعدما سقطت السعودية بالفخ اليمني وها هي تركيا تشارف على الغرق في سوريا عبر التدخل العسكري المباشر ، جاء دور مصر التي تشكل القاعدة الأساسية لأي عمل عربي مشترك ،حتى الكويت المسالمة التي ما كادت تنهض من كارثة غزو صدام لها حتى ضربها التكفيريون وبعدها سيكون دور الإمارات وقطر .
انصار بيت المقدس يديرون ظهرهم لبيت المقدس وللمحتلين الصهاينة ويقتلون جنود الجيش المصري (السنة) الصائمين ، مما كشف عورتهم وفضحهم بعدما خدعوا البعض وقالوا بأنهم يقاتلون الجيش العلوي في سوريا والجيش الصفوي الشيعي في العراق نصرة لأهل السنة و إسترجاع حقوقهم فلماذا يقاتلون الجيوش المصرية والتونسية والليبية والجزائرية و أخيرا" الجيش السعودي في الطائف... وهم من اهل السنة !
ولاية سيناء مع ولايات الرقة ونجد و تونس وبنغازي وولاية الموصل والأنبار مداميك المشروع الأميركي لتقسيم المنطقة فوظيفة "داعش" واخواتها رسم الإمارات وتقسيم المجتمعات مذهبيا وطائفيا وقوميا وبعدها يأتي الدور الأميركي الصهيوني لتثبيت هذه الوقائع بعد حروب الإستنزاف الطويلة وإنهاك الجميع ويعلن الجميع إنتصارهم ويعزفون الأناشيد الوطنية لدولهم الجديدة ويرفعون أعلامها ويدخلون الأمم المتحد كما دول الخليج الكرتونية التي يمكن إسقاطها بالعمالة الأجنبية التي ستتحول الى جماعات تكفيرية عندما يحين الموعد.
هكذا تخطط أميركا وتعمل منذ سنوات ..لكن ليس ذلك قدرا" محتوما" فالمقاومة في الأمة ستتزايد وسينكشف خداع الثوار واهل التكفير وستصمد الأمة وتنتصر بإذن الله سبحانه بشرط ان يبادر المحايدون والمتفرجون للشراكة في معركة الدفاع عن الدين والأمة والناس قبل أن يصبحوا ضحايا وعلى المتآمرين والمنخرطين بالمؤامرة العودة الى رشدهم فلن تتحقق أحلامهم التي وعدهم بها الأميركيون وسيبيعونهم عند اول سعر جيد للحفاظ على مصالح اميركا وإسرائيل .