رحل ساركوزي وشيراك وبقي الاسد
د.نسيب حطيط
بعد القرار1559و اغتيال الرئيس الحريري عام2005حملت فرنسا راية ترحيل الاسد واسقاط النظام لزعزعة محور المقاومة،بحجة الثأر للحريري، تعهد شيراك بحصار سوريا واسقاط الأسد عبر المحكمة الدولية، واتهمت سوريا لكن الاتهام سقط ورحل شيراك واستدعي للمحاكمة في فرنسا بتهمة الفساد المالي... وبقي الاسد.
انتخب ساركوزي وفتح الابواب الفرنسية للاسد في العيد الوطني الفرنسي لعله يدفع الاسد لفك تحالفه مع ايران والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ،ويدعم المشروع الفرنسي لدول المتوسط، لكن سوريا بقيت كما كانت مع المقاومة ومع ايران في محور الممانعة...
لقد شن ساركوزي حربه على الأسد بعنوان الديمقراطية والاصلاح عبر العصابات المسلحة ومجلس اسطنبول في وقت يمارس فيه ساركوزي ابشع افعال العنصرية ضد المهاجرين الافارقة والمسلمين،فقد منع الحجاب واللحم الحلال وكل ما يتعلق بالاسلام ،واصبحت الافكار اليمينية المتطرفة تتوسع حتى وصلت نسبة اليمين الفرنسي لحوالي20%من الاصوات ،والمفارقة الخادعة ان ساركوزي قبض الاموال من القذافي ليصل الى الاليزيه عام2007وتعاونت مخابراته مع نظام القذافي، لكن في لحظة المصالح والحسابات الخاطئة انقلب ساركوزي على حليفه القذافي وقتله في ليبيا، لكن لعنة القذافي لاحقته حتى ايام قليلة من الانتخابات عبر وثيقة ال50 مليون يورو!
لقد مثل ساركوزي رأس المثلث الاقوى دبلوماسيا لاسقاط سوريا بالتعاون مع امير قطر(الاموال والاعلام) واردوغان التركي (الخطاب المذهبي) والدعم الميداني لما يسمى الجيش السوري الحر والتجارة الانسانية بعنوان النازحين، ولكل هدفه في اسقاط سوريا على المستوى الشخصي ومصالح بلاده مع جامع مشترك هو المصلحة الاسرائيلية باسقاط الاسد لضرب محور المقاومة، لقد سقط ساركوزي مع انه اعطى الاملاءات والاوامر هو ووزير خارجيته جوبيه بوجوب(ان يتنحى الاسد)كان ذلك قبل عدة اشهر فرحل ساركوزي مهزوما بعدما ضرب راسه بالحائط السوري وخرج من الاليزيه ليحضر عروض الأزياء في اوقات فراغه الطويلة ،بعدما اعلن عزوفه عن خوض الانتخابات التشريعية في حزيران المقبل... لقد فشل ساركوزي في السياسة الفرنسية كمهاجر من اصول يهودية مجرية والذي اوصله اللوبي الصهيوني للرئاسة من خارج السياق ،ورقص على اوتار الإستعراض والعنصرية وبهلوانيات السياسة الخارجية.
سوريا ليست رئيسا فقط ولا تسقط بناء لرغبات واحلام القوى الحاقدة فسوريا الشعب والجيش والموقف المقاوم للقيادة والتاريخ الحضاري والتحالفات الاستراتيجية مع محيطها المقاوم وعمقها الاسلامي وتحالفها الاستراتيجي مع روسيا والصين تجعلها عصية على السقوط،ولأن التاريخ واعظ وناصح،فقد سقط ساركوزي ورحل في6ايار عيد شهداء سوريا ولبنان الذين اعدمهم الاحتلال العثماني عام1916 والذي كان حفيده الطموح(اردوغان) يجول على مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود ،يوم عيد الشهداء الذين اعدمهم جده جمال باشا الجزار، ليعلن اردوغان انه عائد بعنوان دعم حرية الشعب السوري الذي رزح تحت الاحتلال العثماني ما يقارب الاربعماية عام،المضحك والمثير للسخرية ان الاتراك والفرنسيون يرفعون راية تحرير سوريا وهم المحتلون والمستعمرون هم الجزارون والقتلة وهم الذين سجنوا وعذبوا وحرقوا البيوت وصادروا الثروات، ويعودون الان على ظهور الجزارين الجدد من جزار حمص الى غليون اسطنبول وبسمة قضماني المشككة بالقران والمحتاجة لاسرائيل ،وتمويل قطر للقتل والذبح واجهاض محور المقاومة لكي ترتاح اسرائيل.
لقد سقط ساركوزي في عيد الشهداء.. كما قتل القذافي في ذكرى اختطافه للامام الصدر ، وبما يشابه سقوط صدام في ذكرى اعدامه للشهيد باقر الصدر ،وكذلك في لبنان انهزمت اسرائيل وانسحبت في ذكرى توقيع اتفاق17ايار.
لقد وعد الله سبحانه عباده بالنصر والمظلومين بالعدالة والمسجونين بالحرية والتاريخ يثبت ان الجبابرة يسقطون وان المعذبين في الارض سيحكمون.
رحل شيراك للمحاكمة وساركوزي الى النسيان، وبعضهم سافر أو ارتبك بعدما ابلغهم فيلتمان ان اسقاط النظام في سوريا امر سيطول ويمكن ان تتراجع اميركا عن اسقاطه !.