رسالة إلى الجماعات السلفية 3
د.نسيب حطيط
متابعة لحوارنا وأسئلتنا للأخوة في الجماعات السلفية وخاصة حول قضية الأمة المركزية المتمثلة بقضية فلسطين وتحرير القدس K ومفتاح أسئلتنا لكم هو الآية الكريمة(ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا،ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)حيث حدد الأمر الإلهي العدو ووالصديق بعناوينه العامة ،وقال الله سبحانه ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، فالقدس نهاية الإسراء وبداية المعراج إلى الله سبحانه، وأنتم أيها الأخوة السلفيون والإسلاميون الجدد لم تتجهوا منذ إنطلاقتكم في الثمانينات نحو فلسطين ،قبلة لكل مجاهد ومقاوم ومسلم،فكيف تركتم الأصل والتكليف الشرعي وأجتهدتم لحرق الساحات الإسلامية؟ وتركتم قتال اليهود الصهاينة المحتلين وبدأتم بقتل إخوانكم في الإسلام؟. ونحن نسألكم:
- لقد أفتى الشيخ الألباني بضرورة أن يخرج أهل الضفة الغربية من أرضهم وديارهم حيث أجاب على سؤال أحد الفلسطينيين فقال ( يجب أن يخرجوا ...يا أخي يجب أن يخرجوا من الأرض التي لم يتمكنوا من طرد الكافر منها إلى أرض يتمكنون فيها من القيام بشعائرهم الإسلامية)بينما يقول الله سبحانه وتعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخرجهم وينصركم عليهم)،فهل نترك بلادنا امام الغزو أم نقاوم دفاعا عن الإسلام وعن الناس،هل نشجع إخلاء فلسطين من شعبها بدل عودة اللاجئين تسهيلا لمشروع يهودية الدولة الصهيونية).
- لقد أفتى الشيخ عبد العزيز إبن ياز بعدم جواز العمليات الإنتحارية ضد اليهود في فلسطين وقال هذا غلط لا يجوز(كتاب الفتاوى الشرعية للحصين).
وقد قال الشيخ الألباني(أن يقدم المسلم على عملية إنتحارية بمحض رأيه أو إجتهاده فهذا لا يجوز) وإذا كان تفجير السيارات صادرا عن جماعة أو قيادة هيئة فإن هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية إسلامية ؟!.
قال الشيخ أبن عثيمين أن التفجيرات الإنتحارية فهي إرهاب وتشويه لسمعة الإسلام وقتل للنفس وأنه موجب لدخول النار(شرح أصول التفسير ـ).
وقد قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ( إن العمليات الإنتحارية لا أعلم لها وجها شرعيا ولا أنها من الجهاد في سبيل الله وأخشى أن تكون من قتل النفس) وكذلك الشيخ صالح اللحيدان وغيرهم وهم من شيوخ الوهابية والسلفية... ونسألكم إذا كانت العمليات الإنتحارية حراما ضد الصهاينة والأميركيين المحتلين ، فهل صارت حلالا ضد المسلمين من المذاهب الأخرى وضد المسيحيين ومن أعطاكم الفتوى أم تقادون بواسطة أجهزة المخابرات المتحالفة مع إسرائيل وأميركا وتستغل طيبتكم وبساطة معلوماتكم لتعطي الأمان لإسرائيل ولأميركا وتدمر مساجد وأسواق المسلمين؟.
- لقد صرح الشيخ عبد الله التميمي إمام مسجد السلفيين في حمص للتلفزيون الإسرائيلي(إن كل شخص سني سوري ينظر إلى إسرائيل على أنها ليست العدو الحقيقي ولم تك قط كذلك وطالب إسرائيل بدعم مطالب وحقوق السنة في سوريا ولبنان لنيل تحررهم) والعجيب من كلام هذا الشيخ أنه يتجاوز الأمر الإلهي ولا يعرف أن إسرائيل تحتل فلسطين وتقل الفلسطينيين وهم من أهل السنة والجماعة ولم تحررهم بل طردتهم.
- ألا يعلم هو والمدعو أبو حفص الأدلبي أن إسرائيل تعتقل 11500 أسير فلسطيني منهم مئات النساء والأطفال،فلماذا لا يدعوها إلى تحريرهم ، ويقول بأنه لا مانع لجبهة النصرة بالسلام مع إسرائيل فكما نريد نحن حقوقنا يريدون (الصهاينة) حقوقهم، وهل إحتلال فلسطين وهدم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وتشريد الفلسطينيين هو حق إسرائيلي؟.
- لقد ذهب الشيخ القرضاوي إلى أفغانستان للتوسط لدى طالبان لمنع هدم تمثال(بوذا) ، فلماذا لم يطلب من أميره القطري التوسط مع أصدقائه الإسرائيليين لوقف حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى وهدم المنازل الفلسطينية ،هل هو الإسلام الأصيل أم الإسلام الأميركي الملقح بأموال النفط وتنشره فضائيات الجزيرة والعربية وقنوات الفتنة المذهبية.
- لقد أغلقت قطر السفارة السورية وفتحت مكتب الإتصال الإسرائيلي في الدوحة بينما أغلقت إيران سفارة إسرائيل وفتحت أول سفارة لفلسطين في العالم حتى قبل الدول العربية عام 1979 فكيف تصبح إيران عدوا وإسرائيل صديقا وحليفا وبأي مستند شرعي أو إنساني أو أخلاقي؟.
- لقد قتلتم الشيخ الذهبي وزير الأوقاف المصري السابق وقتلتم الشيخ البوطي في سوريا والسيد محمد باقر الحكيم في العراق وغيرهم من العلماء والمقاومين والأبرياء ...فهل قتلتم جنديا أو مسؤولا إسرائيليا أو حاخاما يحلل سفك دم كل فلسطيني أو عربي؟.
- لقد دمرتم قبور الصالحين والأولياء والمساجد والكنائس والجامعات والمستشفيات والمصانع فهل دمرتم قاعدة او دبابة اسرائيلية، ،فأي فكر إسلامي تستندون إليه .
إستيقظوا من سباتكم أيها الأخوة ولا تجعلوا أنفسكم أدواتا ووقودا للمشروع الأميركي الذي يريد أن يدمر الإسلام من داخله ويشوه تعاليم الإسلام السمحاء ويجعله دين الإرهاب والقتل والذبح ...نناشدكم الله أن عودوا إلى دينكم وإلى عروبتكم إلى إنسانيتكم لنحرر الأقصى معا وننشر الإسلام الأصيل كما أراد الله سبحانه ورسوله الكريم.
-
بيروت في 23/4/2013 سياسي لبناني*
www.alnnasib.com