رسالة الى الجماعات السلفية(1)
د.نسيب حطيط
قال الله سبحانه وتعالى( وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وفي الحديث النبوي الشريف ( المؤمن مرآة أخيه ) وتعاني الأمة الإسلامية من مآسي التكفير واالقتل من بعض الجماعات التي يصطلح على تسميتها ( بالجماعات السلفية)وإستطرادا التكفيرية لأنها تعتمد مبدأ التكفير العام والخاص لكل من يخالفها الرأي السياسي أو العقائدي على مستوى المذاهب الإسلامية أو الرسائل السماوية .
وأود التوجه إلى الأخوة أعضاء الجماعات السلفية أو التكفيرية لأني أتعامل معهم بظاهرهم وهو الإسلام بالشهادتين ووفق شعاراتهم أنهم يريدون أن يكون(الحكم لله) دون غيره وسأتعامل معهم على أساس "أنهم قوم أرادوا الحق فأخطأوه وليسوا كمثل الذين أرادوا الباطل فأصابوه" ولذا أتوجه بهذه الرسالة قربة لله سبحانه في سبيل توضيح الرؤيا وفتح باب النقاش مع هؤلاء الشباب المسلم الذي يزج به في آتون المعارك الداخلية للأمة ويستفيد من قتالهم الأعداء الصهاينة والأميركيون والإستعمار الغربي.
أيها الأخوة السلفيون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أشك أن أكثركم يريد الحق عبر نشر تعاليم الإسلام الحنيف ليكون الحكم لله سبحانه وإسقاط الظالمين ،لكن المشكلة أن ( النوايا سليمة)والوسائل والتنفيذ فيه إشكاليات وسلوكيات منحرفة ومخالفة للعقيدة الإسلامية(لا إكراه في الدين) (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)وأريد أن أطرح عليكم بعض الأسئلة العقائدية والسياسية لتناقشوا أنفسكم إبتداء وتفتحوا الحوار مع بقية الذين تفترضون أنهم كفار أو مرتدون ومن المذاهب الخمسة جميعا.
- هل أن دخول الإسلام يتساوى مع الخروج منه؟ بما يعني أن الكافر الأصلي يكفيه أن ينطق بالشهادتين(لا إله إلا الله محمد رسول الله)ليصبح مسلما ويكفي النطق الظاهري(لا يعلم الغيب إلا الله) فيحرم ماله وعرضه ودمه، فكيف تكفرون مسلما ومن المذاهب الأربعة التي تعتقدون بها بالإضافة إلى المذهب الشيعي الخامس بمجرد أنكم تختلفون معه سياسيا حيث يكفر بعضكم حركة النهضة في تونس والشيخ راشد الغنوشي وحركة الإخوان المسلمين والرئيس المصري وكذلك مشايخ من أهل السنة والجماعة وهم ممن يؤمن بكل معتقداتكم العقائدية والفقهية وغيرها ممن تنادون به.... فمن أجاز لكم التكفير للمسلم الذي يصلي ويصوم وينطق بالشهادتين ....وعلى أي مستند شرعي تبنون فتاويكم؟
- كيف يجوز لكم تفجير المساجد(بيوت الله)التي يؤدي الصلاة فيها مشايخ من أهل السنة ومسلمون من أهل السنة والجماعة ، وتفجرون السيارات المفخخة في الأسواق ، وتقتلون الأبرياء ، ، وأنتم تعرفون ان (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)... وبعض مشايخكم أفتى بحرمة العمليات الإنتحارية ضد المحتلين الصهاينة في فلسطين؟
- إنكم تمثلون في جثة من تحسبوه عدوا لكم وتذبحونه وتعلقون رأسه على المأذنة أو تلهون بها أو ترموه من أعلى أو تجرونه في الأسواق ، وأنتم تدعون أنكم تتبعون السنة الشريفة والسلف الصالح ورسول الله(ص)يقول(إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور)وقد أتي الخليفة أبي بكر برأس فقال: بغيتم ...لا يؤتى بجيفة إلى مدينة رسول الله(ص)وقد قال رسول الله(ص)(أعف الناس قتلة أهل الإيمان) فهل أنتم من أتباع رسول الله وخلفائه الراشدين أم أنكم تفترون عليهم بأفعالكم وترتكبون معصية ما نهى عنه رسول الله(ص)وما أمر به الله سبحانه(ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا) (ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله).
- لقد أفتى بعض مشايخكم بفتاوى(جهاد النكاح ) فإننا نسألكم هل أن رسول الله(ص)والخلفاء من بعده قد نشروا الإسلام بواسطة(جهادالنكاح)وعلى أي شيئ إستندتم لتكون (الصدور والشهوة) وسيلة للإصلاح والتغيير وتحرير المستضعفين، أم أن ماقامت به وزيرة الخارجية الإسرائيلية(تسيبني ليفني)بأنها أخذت الإذن من بعض الحاخامات في إسرائيل لإقامةعلاقة غير شرعية مع بعض الزعماء العرب لتأمين مصالح إسرائيل... فقمتم بإتباعها والعمل بفتواها و سلكتم طريقها وخالفتم رسول الله(ص) والسلف الصالح؟
- لقد قال مشايخكم بأن الأفضل هو "تنظيف" ساحات المسلمين وإسقاط الأنظمة وقتل المخالفين قبل التوجه لقتال العدو الإسرائيلي وتحرير القدس ،وحرموا المظاهرات ضد الملوك والأمراء وضد الصهاينة رفضا لحصار غزة ،لكن الأولى قتال العدو المحتل قبل قتال الأخ المسلم (المشتبه)بضلاله أو أتباعه البدعة و(الذمي)المسالم ، وقال الإمام علي(ع)بعد الحرب بينه وبين معاوية(والله لو فعلها بنوالأصفر لوضعت يدي بيد معاوية)...ونسألكم منذ أن بدأت جماعات التكفير والهجرة في مصر في الثمانينات والجماعات السلفية في الجزائر في التسعينات وقبلهما الأخوان المسلمون في سوريا في الثمانينات وبعدها في أفغانستان والعراق والآن في مصر وتونس وليبيا وغيرها ...هل أطلقتم رصاصة واحدة على جندي إسرائيلي أو أميركي محتل؟
فعلى الأقل ساووا في القتل بين من تقتلون من المسلمين وبين أعدائنا وأعدائكم من الصهاينة والمستعمرين، وإلا لن تبقى أمة أو أوطان ولا جيوش ولا ثروات حتى تستطيع قتال المحتلين وتحرير فلسطين والمقدسات .(يتبع)