بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عموما والجنوب خصوصا وبعد فشل المشروع الاسرائيلي بنزع سلاح المقاومة وإخضاع الجنوب للاحتلال الاسرائيلي المباشر او المقنع كان البديل لهذا المشروع ارسال القوات الدولية لحفظ السلام بعد فشل اميركا بان تكون هذه القوات(رادعة)ولكن يعمل الاميركي والاسرائيلي وحلفاؤهم في الخارج والراضين بعملهم في الداخل لتحويل المهمة الى مهمة رادعة ولكن بدل الدخول القسري بالقوة الى لبنان والجنوب كان لا بد من الدخول الهادىء وبدعوة من الحكومة اللبنانية وبتغطية ما يطلق عليه اسم الشرعية الدولية المصادرة في مجلس الامن لعل في هذا الدخول الهادىء طريقة ناجحة بوضع لبنان تحت الوصاية الدولية (محمية دولية)عسكرية وسياسية وبعدها(محمية)اقتصادية ثم انجاز ما عجزت عنه قوى الداخل وبعدها العدوان الاسرائيلي بنزع سلاح المقاومة لتسهيل عملية(الاغتصاب)السياسي والنفسي لثقافة المقاومة او التمرد على(القرار الاميركي).وكانت المستشارة الالمانية ميركل تحت تاثير الحماس السياسي لها او تحت تاثير التكفير عن الذنب عن محرقة اليهود المزعومة..او قلة الخبرة السياسية لتعلن عن هدف القوات الدولية صراحة وهو(حماية وجود اسرائيل)وليس تامين الحماية للبنان وحماية الوجود(للكيان الاسرائيلي)لا يمكن ان يتحقق بقواه الذاتية ولكن بطريقين متكاملين هما نزع سلاح الخصوم(العرب)من جهة ودعم القوة العسكرية الاسرائيلية باساطيل وقوى حلف الاطلسي ويظن بعض مخططي(الاحتلال الدولي).اما سذاجة القوى المقاومة في لبنان بحيث تخدع بما يجري وتقع فريسة الخداع السياسي المحلي والخارجي واما ان المخططين يصابون بعقدة الغرور التي لم يتعلموا منها في العدوان الاسرائيلي حيث لم يقيموا جيدا كفاءة وذكاء وعقلانية الخصم (المقاومة)لذا حتى لا نقع في المحظور ولاننا ننشد السلام لاهلنا في لبنان وللجنودالدوليين الذين يمكن ان يكونواضحايا سياسات دولهم الخاطئة.وغير العادلة ولاننا ننظر الى الانسان كانسان بعيدا عن دينه ومعتقده وعرقه وفق ما قال الامام علي(ع):(الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)وبالتالي لا نحمل لهذا الجندي–الانسان الا كل حب وخير الا في حال دفعته حكومته او قائده لان ينفذ امرا باغتيال الانسان اللبناني المقيم في ارضه محاولا مصادرة حريته وارضه وقراره السياسي وخاصة سلاحه وقد قال الامام الصدر يوما(السلاح زينة الرجال)وفي الجنوب لا يحب الرجل ان يتنازل عن رجولته في المقاومة امام النساء اللواتي يحطن به اما او زوجة او ابنة او اخت وهو يراهن يعملن وفق مقوله(اخت الرجال)في تامين الغذاء والدواء والمعنويات في المفاصل الرئيسية من الوجود العقائدي والسياسي والديموغرافي.
ومن هنا لا بد من ابداء بعض النصح للاخوة في الانسانية للجنود الدوليين ولاهلنا في الجنوب لاستمرار المساكنة الهادئةولحفظ امان الجميع دون تعد للواحد على الاخر.
اهلنــا فــي الجنــوب:
ان الجندي الدولي جندي صديق طالما التزم القانون الاعراف الاجتماعية وحصرعمله بالمهمة المنتدب اليها فيرجى التعامل معه على هذا الاساس.
نحن شعب مضياف وطيب وخلوق ونفتح ابوابنا للضيوف ولكن هذا لا يعني ان نفتح ابواب بيوتنا واسرارنا لكل غريب تحت وطأة الطيبة والضيافة فلعل بعض الخبثاء او المدسوسين سيستغلون حتى المعاملة ويردون بالسيىء.
- لقد حملكم المجتمع الدولي والبعض في لبنان مسؤولية الحرب كجماعة عقائدية وسياسية وكنتم في الحرب خير مثال للمجتمع المقاوم ولا بد ان تبقوا كذلك في زمن الهدوء وكل واحد منكم مسؤول عن هذا الوطن وهذا الجنوب وهذه المقاومة.
- اخواتي العزيزات كنتن خير مثال للنساء المقاومات اللواتي دافعن عن كرامتهن وارضهن ويمكن للبعض ان يفهم بشكل خاطىء الانفتاح ا لفكري والملتزم او يظن ان الفتاة اللبنانية التي اظهرتها بعض وسائل الاعلام الفضائية انثى وليست انسانة قد يشجع البعض ان يتعامل معكن كذلك ولكن لنا ملء الثقة بكن انكن السياج والحصن والامثولة فالحذر واجب ودماء الشهداء كانت من اجل الكرامة والعرض والارض فلا تاذنوا لاحد ان يجعلها تذهب هدرا.
اخي الجندي الدولي:
-انت في مهمة انسانية هي حفظ السلام في الجنوب وردع المعتدي وعليك ان تقرأ تاريخ المنطقة لتعرف من هو المعتدي حقا وهو اسرائيل وليس ما تروجه وسائل الاعلام المنحازة.
-انت مساعد للجيش اللبناني ولست بديلا عنه او أمرا له وبالتالي فانت تخضع للقانون ولست فوقه بمعنى اخر لا تتصرف كجندي محتل تامر وتنهى وفق ما تريد بل عليك ان تتصرف وفق اخلاقيات الجندي المقاتل وليس الجندي المغتصب.
-للمنطقة معتقداتها وعاداتها واخلاقياتها التي يمكن ان تنسجم او تتناقض مع معتقداتك وعاداتك واخلاقياتك وبما انك الضيف وهم اهل الدار فلا بد من احترامهم وافكارهم والتقيد بها وعدم تجاوزها حفضا لعدم التنافر والصدام.الناس مسكونة بالشك من نوايا الاخر والهاجس الامني وترى في كل اجنبي عن المنطقة مشروع عميل او رجل استخبارات ولذا فهي حذرة في التعامل مع الاخرين وتشك في افعاله حتى لو كانت بريئة فلا تخاطر بان تكون عاملا لاجل الاخرين.اخي التاجر محلك اكثر الاماكن ارتيادا للجنود الدولين فابقه محل بيع وشراء للثياب والغذاء والكماليات ولا تجعله محل بيع وشراء للاخبار او الكرامات وكن المراقب لعدم استغلال مهنتك من قبل الاخرين.