حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1739680 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
14/9/2006

المصدر: السّفير
عدد القرّاءالاجمالي : 3628


ذات مرة سمعتك تكرّر أن هناك خطأ في رواية أحد الأحاديث النبوية الذي(مَن اجتهد فاخطأ فله حسنة ومن أصاب فله عشرة أمثالها)لتقول إن الحديث الصحيح و يقول(من اجتهد فأخطأ فعليه وزرها ومن أصاب فله حسنة)وسأحاول أن أبدأ رسالتي ارتكازاً على روايتك للحديث وليس على أساس رواية الآخرين حيث إن اجتهادك السياسي تقييم العدوان الاسرائيلي ونتائجه سأضعها في باب الاجتهاد السياسي والعسكري الذي لم تعلن نفسك فيه أنك صاحب اختصاص بل عالم دين يزاول التدريس الحوزوي والفتوى الشرعية في المعاملات وتتذوق السياسة كفرد اجتماعي.فعلى الصعيد العسكري أعلنت وحسمت أن المقاومة لم تنتصر (والمقاومة في هذه اللحظة السياسية ليست تنظيماً او حزباً بل هي مجتمع مقاوم خارج حدود الطائفة وخارج حدود الوطن مستشهداً بمثل غير واقعي ولا يتطابق مع المثل اللبناني المقاوم للتناقض في المنطلقات والأهداف والوسائل والمنهج العقائدي فقد استشهدت بعد انتصار المقاومة بأن صدام حسين لم ينتصر بعد قصف تل أبيب بالتالي تساءلت أنت هل انتصرت المقاومة بعد قصف حيفا بحيث صارت المقاومة ومجاهدوها في لبنان كصدام حسين وجيشه الذي شنّ حرباً على الجمهورية الإسلامية وعلى الكويت ومخالفاً باجتهادك العسكري ما قاله شاوول موفاز(لقد هزمنا حزب الله في لبنان ومخالفاً لما قاله بوش الرئيس الأميركي حيث قال (لو كنت مكانهم (أي المقاومة)لقلت إنني انتصرت)ومخالفاً كل الرأي العام الاسرائيلي الرسمي والشعبي والعسكري الذي أجمع على الفشل في الحرب، وشكل لجان التحقيق لكشف ملابسات الفشل او ما يسمّونه بالإخفاقات،خصوصاً أنهم اعترفوا بأنهم أطلقوا أكثر من قذيفة على لبنان بينما أطلقوا في حرب تشرين 100.00قذيفة على جيشين عربيين.وباختصار لا أريد أن أعدد الإنجازات فقد تحدّث عنها العدو أكثر مما 170.000تحدث عنها الصديق او ما يفترض ان يكون بمثابة الشقيق.وسمعتك ايضاً تردّد استنكارك لهروب بعض الأطفال والنسوة حاملين الرايات البيضاء طلباً للأمان من عدو غادر مستهزئاً بأنهم رجعوا رافعين شارات النصر مع أن هذا المشهد ليس مشهداً يثير الاستهزاء او الشماتة،بل إنه يثير الاعتزاز والفخر،لان الطفل الهارب من القنابل الذكية والعنقودية عاد بفضل الله والمجاهدين المقاومين يرفع رايات النصر بدل أن يكون محمولاً في تابوت على الأكتاف.والهزيمة هي أن لا تخرج براية بيضاء،بل الهزيمة أن تعود الى قريتك ومنزلك حاملاً الراية البيضاء والاستسلام،وهذا لم يحصل بل ان البعض استسلام بيضاء .
سماحــة السيــد،تتحدّث عن الأثمان الباهظة للحرب كما يتحدث بعض القوى السياسية والرسمية مع اختلاف بينك وبينهم في المنشأ والعقيدة والهدف،فهم في أكثريتهم يسعون للدنيا،ولكن أصولك وعقيدتك تشدّك الى الآخرة من دون نفي للدنيا،ولكن من دون تغليبها على الآخرة خصوصاً،وأنك سليل مدرسة كربلاء التي أسست انطلاقاً من تربية علي(ع)المتخرج من مدرسة رسول الله(ص)أن الخلافة او السلطة ليست هدفاً بل وسيلة لحفظ الدين، فإذا ما تناقض الموقع السلطوي مع هذا المبدأ وجب على المسلم المؤمن أن ينحاز إلى دينه حتى ولو وصل الأمر إلى ما قام به الإمام الحسين(ع)مع عياله وأصحاب. وإن الحجر منازل كان أو جسوراً او غيرها يمكن أن تعيده الأيدي المقاومة بعزة وكرامة،بدل أن تبقى منتصبة بأيدي عميلة أو مستسلمة او مهزومة.وإلا لكان شهداء كربلاء مغامرين بعيدين عن الواقعية والموضوعية،لأنه لم يكن هناك تكافؤ في العدة والعديد والقوة، ولما كان الإمام الصدر ايضاً قائداً لمقاومة لبنانية عندما كانت أفواجه بقيادة الشهيد مصطفى شمران تقاتل على تلال شلعبون وتلة مسعود قبل30 عاماً،ولكانت مقولته(قاتلوا العدو بأظافركم وأسنانكم)فتوى مغامرة أو تدفع الناس إلى التهلكة
سماحــة السيــد،وأنت الأعلم مني في القضايا الشرعية بكراهة الاقتراب من مواطن الشبهة، فكيف يمكن ان تستدرج إلى منبر تلازمه الشبهة او على الأقل عدم تأييده،بل في بعض الأحيان ينحاز الى الموقف المضاد، فإذا افترضنا ان بعض ما تقوله صحيح، وفرض المحال ليس بمحال،فأنت صاحب الخبرة والتجربة تعرف ان منبر النقد او النصيحة إذا كان الهدف منه أن تقيل صاحبك وأهلك من العثرات فليس هذا المنبر هو المنبر الذي تطلّ منه في فضائية هنا أو هناك وليس الزمان زمان النقد الاعلامي،وبالتالي فإني أظنك أخطأت الزمان والمكان والوسيلة
سماحــة السيــد،وأما توجيهك النقد للمؤتمنين على نهج الإمام الصدر فإنه كان حقاً لك وحقاً عليك،حقاً لك في أن تُبدي رأيك في هذه المسيرة وواقعها وسلوكياتها وحقاً عليك أنك لم تذهب الى هذا المسلك في اللحظة المناسبة وفي المكان المناسب،وأنت الذي لا تقفل الطرقات والمسالك بوجهك عندما تريد أن تدقّ أبواب المسؤولين الذين بيدهم الحل والربط. وليس مناسباً أن تستغلّ العدوان وتداعياته حتى ترفع راية النقد والإصلاح في نهج الإمام الصدر مع أنك تتحمّل المسؤولية كرجل دين في كل لحظة ترى فيها منكراً ولا تعمل على تغييره. فكيف وأنت الذي كنت مساهماً في هذه المسيرة في منعطفات صعبة ومصيرية،لكن واجبك وواجبنا أن ننصح وننقد ونقترح لكن ضمن أبواب مغلقة من مبدأ الحرص على المسيرة لا أن تشرع الأبواب وتقف على سطوح الفضائيات صارخاً ومستنكراً ما يدور في الداخل خصوصاً أن هذا الاستنكار والنقد لا يصحّحان ولا يغيران نحو الأحسن بل يطيحان ويدمران ما تبقى من الهيكل، فتكون قد ساهمت من دون قصد بإدخال حصان طروادة الإعلامي ثم السياسي ثم غيره الى قلعة المقاومة التي حمّلها بعض المجالس الطائفية مسؤولية العدوان الاسرائيلي بعدما حملتها القوى السياسية والدول العربية والأجنبية هذه المسؤولية والتي تحمّلت أنت جزءاً منها مع أولادك وزوجتك وأحفادك،لأنكم تنتمون الى الطائفة الشيعية إلا إذا كنت ترغب بإنقاذ نفسك وعيالك من تهمة الانتماء وهذا ليس ما نعهده فيك،بل إننا نفترض حرصك على أهلك وعقيدتك يضعك في أسوأ حال ضمن معادلة(ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه)وأظنّ أنك تريد الحق فأخطأت أو أن السبل قد سدّت في وجهك ولم تجد نافذة الى إسماع صوتك إلا ما تقوم به اليوم مع عدم موافقتي عليه بعيداً عن صوابيته أو خطأه.

سماحــة السيــد،أناشدك وأنت من سلالة رسول الله(ص)صاحب العمة الحسينية أن تتجاوز ذاتك او مظلوميتك،إذا كنت تشعر بذلك،وأن تعود في هذه اللحظة الى الأصالة التي عرفناها عنك وأنت الأستاذ الحوزوي الذي يدرس النظرية ونتمنى ان لا يخطئ في التطبيق، بأن تنتصر على ذاتك وآلامك وعلى انفعالاتك وتؤجلها إلى اللحظة المناسبة والساحة المناسبة باستخدام الوسيلة المناسبة، حتى لا يثقب صوتك جدار حصن المقاومة من الداخل ومن دون ان تقصد بعدما فشل الأعداء في هدمه من الخارج.وأن تبادر بالامتناع بقرار منك عن إظهار نقدك في وسائل الإعلام وان تعيده الى موقعه المناسب ليكون أكثر فائدة ومن دون إحداث اي ضرر،وحتى لا تكون عمامتك غطاء لبعض الانتهازيين أو الوصوليين أو الموظفين عند بعض السفارات او المصادرة عقولهم لمفاهيم غربية من بعض الشرائح التي تصف نفسها بالنخبوية او المثقفة والتي تبحث عن دور ووظيفة حتى ولو كانت حفر قبور للمقاومين وعقيدتهم، وأنت الذي ساهمت في ماضيك في مقاومة هؤلاء وكنت الجريء في مواجهتهم أخوانك الذين يثقون بك لهم ملء الأمل بأن تستجيب لندائهم بإقفال نوافذ الإعلام والتنصل من المشاريع المشبوهة التي تحاول أن تتظلل بعباءتك ويمكن لك ان تنكر ذاتك كما فعلت في مرات سابقة وتوضح للملتبسين أنك جزء من المقاومة وأنك لا تبخل في حمايتها انطلاقاً من واجبك الديني وأخلاقياتك وتراثك

سماحــة السيــد،أنت مقيد بثلاث لا يمكن ان تفر منها :أولهـــا: اسمك الذي لا يمكن الا ان يكون طاهراً وعادلاً ومقاوماً،وعائلتك التي تلزمك بأن تكون أميناً على عقيدتك وتراثك ومنهجك وثالثها عمامتك التي تحصّنك من ان ينفذ الى داخلك اي وسواس او شيطان او دنيا وهذا ما نعوّل عليه

مقالات ذات علاقة


من لطائف التكافل الاجتماعي الديني نسيب حطيط اخبرني بعض الأخوة. ..ان احد الأخوة قام بعمل لطيف...


رمضان الإلهي ورمضان الحرب الناعمة نسيب حطيط يتعرّض شهر رمضان لحرب ناعمة خطيرة منذ سنوات تحاول...


مقابلة بعنوان الإعلام والبصيرة نسيب حطيط -بالمعطى التاريخي كان هناك صراع #الإعلام_الالهي...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by