د.نسيب حطيط
بدأت سوريا وحلفائها الهجوم المضاد على التحالف الأميركي- الاسرائيلي والخليجي بعد استيعاب الهجوم الدولي بعباءة الاسلاميين الجدد بعد خمسة وعشرين شهرا من القتل ،التقطت سوريا أنفاسها وأنتقلت مع حلفاها من الصمود الى الهجوم المضاد واشاراته التالية :
- ترنح الابراهيمي وصولا الى الاستقالة من تمثيله العربي واتهام الجامعة العربية بالانحياز لصالح المسلحين ،صحيح أن الضغط الأميركي والخليجي أبقياه في الصورة لكنه أفرغ من المضمون .
- الهجوم الميداني الواسع للجيش السوري ولجان الدفاع الشعبي خلال الشهرين الماضيين وتحقيق انجازات ميدانية كبيرة دفعت المسلحين الى التقهقهر وأميركا واسرائيل للقلق والخوف على مشروعهم ،فبدأوا بالتهويل الكاذب بإستعمال الأسلحة الكيماوية علهم يقيدون اندفاع القوى العسكرية السورية من استكمال هجومها خاصة في منطقة حمص والقصير .
- الهجوم الايراني غير المسبوق على قطر واتهامها بإشعال الفوضى والعنف ،وتحذيرها بوجوب عدم تجاوز حجمها والتهديد بضرب اسرائيل عند أي تدخل خارجي .
- التقاط الانفاس على الساحة اللبنانية و كسر الخجل السياسي لقوى 8 اذار بالعلاقة مع النظام في سوريا عبر لقاء الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية مع الرئيس بشار الأسد، وكذلك إستيعاب الهجوم المتمثل باستقالة الحكومة حيث استطاعت قوى 8 اذار أن تفرض شراكتها بالتأليف واسقاط حكومة الأمر الواقع.
- انتقال النظام في العراق من تلقي الضربات الى مرحلة الرد ومهاجمة المسلحين من القاعدة لسحب الورقة العراقية من الأتراك والخليجيين ويمكن أن ينتقل العراق الى الرد المباشر على دول الخليج لرد الاعتداء والتدخل في الشؤون العراقية.
- الحوادث الغامضة في بوسطن و ومانشيستر وتكساس في أميركا ،وانفجار السفارة الفرنسية في ليبيا واكتشاف الخلايا في كندا وإمكانية تمددها إلى أوروبا بعد عودة المسلحين إليها ...فهل هي محاولة لتغطية التراجع الأميركي والأوروبي عن دعم الارهابيين لبدء الحوار السياسي ،أم أن لها معاني أخرى، وكلا الامرين لصالح محور المقاومة والصمود السوري .
- تزايد التأييد الشعبي العربي لسوريا ضد المؤامرة عبر مظاهرات الأردن واليمن وتونس وتراجع بعض المشايخ عن فتاويهم المغرضة وفي مقدمتهم مفتي تونس الذي حرم فيها جهاد النكاح أو ارسال المسلحين الى سوريا .
- تمسك السوريين بالدولة وعودتهم لدعم النظام،وكذلك عودة المنشقين والمسلحين بعد بيع نسائهم للخليجيين ،والعرض هو شرف السوري الذي لايساوم عليه ،وبعدما خسروا الأمن والحياة الكريمة ولم يأخذوا الحرية بل الإمارات السلفية الهمجية .
- التحرك الروسي والايراني على المستويين السياسي العسكري وبشكل ايجايي ومباشر وتأكيد اشتراكهم في تقرير مصير المنطقة مع الأميركي بعدما إحتكرها لعقدين ولولا الصمود السوري لما استطاعت روسيا استعادة دورها السياسي في الساحة الدولية .
ولقد بدأ الصمود السوري يعطي ثماره على طريق الانتصار ومنها :
• انكسار المشروع الأميركي –الاسرائيلي الذي صادر الثورات العربية بالمال أو بالاحتواء السياسي أو بالفوضى العارمة فسقطت الأنظمة المتحالفة مع أميركا ولم تقم الأنظمة البديلة وسقطت مقولة الثورات العربية الخادعة .
• سقوط الاسلام السياسي الانتهازي المهجن اميركيا ،البعيد عن المبادئ ، فجاء الاسلاميون الجدد واعترفوا بكامب ديفيد وبرأوا حسني مبارك وزين العابدين من خيانة الأمة ،عندما ساروا على نهجهم وبقيت السفارة الاسرائيلية وغابت فلسطين .
• انكشفت عورة بعض المقاولين بإسم المقاومة داخل فلسطين وخارجها وعدم الوفاء وصار تحرير فلسطين ينطلق من قطر ويملأ خزاناته الثورية في الأردن و مصر من اتفاقيات السلام.
• سقطت الجامعة العربية وتحولت مكتبا تابعا لخارجية قطر ،وصار المال القطري يصنع القرارات العربية وتحولت الجامعة الى شركة مختلطة بين ألأنظمة والمعارضات الوهمية بين القطاعين السياسي العام والخاص في العام العربي .
• انكشفت عورة الاسلام التركي المتحالف مع اسرائيل وعضو الناتو وظهر الفارق بين الاسلام المقاوم والاسلام المساوم.
• اعتراف الأوروبيون والمبعوث الدولي الابراهيمي يوجود أكثر من 40 الف مقاتل أجنبي من السلفيين والقاعدة وهذا ما ينفي عن الحراك السوري صفة الثورة الشعبية من اجل الإصلاح بل الغزو الخارجي عبر المارينز التكفيري المصنوع أميركيا والممول عربيا .
صحيح أن الشعب والجيش السوري دفعا ثمنا باهظا من الخراب والتدمير والشهداء والجرحى ولكنهم كانوا المرابطين على ثغور الأمة والقلعة العربية الأخيرة لحفظ الهوية والحقوق وانقاذ القضية الفلسطينية ،وذلك بالتحالف والتضامن مع الشرفاء المقاومين العرب وأحرار العالم من تشافيز الى ايران الى روسيا الى دول البريكس ،فالدم السوري يكتب من جديد أن حملات الافرنج المموهة بالجلابيب واللحى الأميركية ستسقط على أبواب دمشق كما انهزمت حملات الافرنج الماضية .ولن يركل قبرصلاح الدين ثانية .