طرابلس ضحية التخريب الخارجي وصراع الزعامات نسيب حطيط
تتعرض مدينة "طرابلس" للإغتصاب من المحارم وذوي القربى ومن الغرباء أدوات التخريب الخارجي بايدي أهلها الجائعين المحرومين والمظلومين الذين لا يتذكرهم الزعماء الأغنياء الا في مواسم الإنتخابات والإحتفالات فيعطونهم دراهم معدودات لا تسمن ولا تغني عن جوع .ثم يتركوهم للجوع والبطالة والفقر ويستخدمونهم بالمعارك العبثية لمشاريع خارجية او داخلية تهدم ما كان وتقتل الأبرياء ثم لا تنبني ما تدمر ولا تعالج من أصيب وكأن قدر أهلنا في طرابلس العيش في دوامة العنف والجوع التي لا تنتهي .
ان ما تتعرّض له مدينة طرابلس وأهلها ومؤسساتها يتحمل مسؤوليته عدة اطراف داخلية ومحلية وخارجية وفق التالي :
-الصراع التركي- الخليجي للإمساك بورقة الشمال اللبناني واستخدامها في الساحتين السورية واللبنانية على مشارف المرحلة الجديدة بعد خساة "ترامب" واستلام "بايدن" للإدارة الأميركية وفق مخطط جديد يحاول ترميم القوة الأميركية وتجميد حالة التقهقر والتراجع الأميركي في المنطقة بالتلازم مع ترميم الداخل الأميركي الذي اثخنه "ترامب " بالجراح والتشتت والتقسيم وتشويه وجه اميركا الديمقراطي.
- إعادة احياء "داعش" او ما يماثلها بأسماء جديدة ورديفة تناسب الواقع اللبناني ، لتأمين ذراع عسكرية للثنائي الخليجي(السعودي- الأميركي) بعد خيبتهما من خسارة "ترامب " وعدم انتصارهما في اليمن وكذلك في العراق مما يدفعهم للتفتيش عن ساحة تعيدهم الى الساحة السورية بعد اخراجهما منها .
- المهمة التركية الجديدة ،للسيطرة على شمال لبنان كما حدث في شمال سورية والإمساك بأوراق جديدة لحجز مقعد في المفاوضات السياسية في سورية وتأمين شراكة مباشرة او غير مباشرة في إعادة تركيب النظام في سورية، بالإضافة لتأمين بقعة عمليات سياسية وارهابية لتتوسع في الجغرافيا اللبنانية لحصار المقاومة واستدعاء التدخل الدولي الخارجي بعد أن عجز العدو الإسرائيلي وادواته المتعددة من نزع وسائل القوة التي لا زالت تقلق وتخيف العدو والتي افرغت اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية والإسلامية من مضمونها والغت تأثيرها على مستوى القضية الفلسطينية وقضية الصراع العربي- الإسرائيلي.
- صراع الأخوة في العائلة الحريرية والذي اشتعل منذ اكثر من عام بعد الانتفاضة الغبية عام 2019 ويتنقل من بيروت إلى طرابلس وبقية المناطق لتأمين قاعدة انطلاق للمشروع الحريري – البهائي بنسخته الثالثة والجديدة بعد مشروعي الحريري (الأب) والحريري(الإبن).
- تنافس الزعامات الطرابلسية التي اتخمت طرابلس باعدادهم أولادهم للخلافة للانتقال إلى الصف الأول وبالتالي لا تتسع طرابلس لهذا العدد من الزعامات المحلية ولا بد من تصفية بعضها ميدانيا وخصوصاً ان الأغنياء منهم لا يدفعون ما يتوجب عليهم للفقراء .فيلجأ بعضهم وهو للأسف رئيس وزراء سابق للتهديد بالأمن الذاتي لحماية نفسه وممتلكاته (وهو غير قادر لأنه لن يدفع رواتب من سيحميه او مصارفات ميليشيا تابعة ) لكنه انزلق الى درك اسفل من تصريحاته وانكشفت عورة جيدة من عوراته المتعددة .
- الجوع والبطالة والفقر الذين يحاصرون اهل طرابلس والشمال من عقود طويلة منذ "دولة المطلوبين " في السبعينيات وبعدها حيث تعاني بعض العائلات من ضيق السكن فتتقاسم الليل لعدم وجدود غرف تعيش فيها العائلة الواحدة او العائلات التي تأكل بالدور والمناوبة فمن يأكل على الغداء لا ياكل العشاء والعكس ..ويعيش في طرابلس أصحاب المليارات الذين لا ينفقون الا في مواسم الانتخابات ..
لكن السؤال ...
لماذا تحرقون مدينتكم ان كنتم تثورون ضد الجوع والبطالة والفقر؟
لماذا تحرقون المحكمة الشرعية السنية...وتتلفون السجلات الشخصية وتلحقون الضرر بعشرات الآلاف من العائلات والمواريث وغيرها؟
لماذا تحرقون بلدية طرابلس وسجلاتها ..وتلحقون الضرر بمصالح المواطنين وانتم منهم ..الا اذا كانت ايد غريبة ومدسوسة اخترقت صفوفكم واشعلت النيران؟
لماذا تحرقون المؤسسات ..والمصالح التي ان تم تخريبها فلن يرممها ويصلحها احد في هذه الظروف ..وانتم المتضررون ؟
من يدفعكم للإنتحار الجماعي ..او يوقد نار مشاريعه بأجسادكم واطفالكم واحلامكم ...؟
استيقظوا واعرفوا جلاديكم ..وعاقبوهم ..ولا تنزلقوا للفتنة التي ستقتلكم مع اخوانكم من اللبنانيين ..