في الذكرى السابعة لعيد التحرير بعد إندحار الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من 22 عاماٌ من الإحتلال ومآسيه،لا بد أن نأخذ العبرة من تجربة الإحتلال بوجوهها المتعددة،الإحتلال، المقاومة،والمجتمع الدولي،علنا في هذه الأيام الصعبة والمفصلية من تاريخنا الوطني المهدد, نستفيد من التجربة التي دفعنا جميعاٌ ثمنها,مقاومين,وصامدين ومناصرين في مواجهة الإحتلال ,ودفع ثمنها أيضاٌ الخاطئون المغرر بهم أو الذين إختاروا العمالة,فهم يدفعون الآن ثمن خيانتهم لوطنهم,تشرداٌ وإذلالاٌ وخيبة.وللتذكير فقط للذين يعتقدون أن العدو لا يشكل خطراٌ على لبنان بل أنه بحاجة لتبرير إعتداءاته,فلا مجزرة حولا عام 1948 كانت ردة فعل,ولا إجتياح 1978,ولا إجتياح 1982 الذي بدأ بحجة واهية,هي محاولة إغتيال السفير الإسرائيلي في لندن ولا حتى حرب تموز 2006 الذي اعترف العدو , بأنها مقررة قبل عملية الأسيرين،لنعود وتتصالح مع قناعاتنا ووعينا بأن إسرائيل ليست بحاجة لتبرير,فوجودها عدوان مستمر،لا بد أن يسلط ناره على االكيان الأضعف وكان لبنان المثال لذلك.أما المقاومة فأعطت الدليل أن الأرض لا يحرسها ولا يحررها إلا أهلها,دون إستجداء لأحد،لأن المحتل الذي يحاور بالنار، لا يمكن أن يواجه إلا بالنار،وسيلة للمفاوضات غير المباشرة أو المباشرة عبر الطلقة, والعبوة,والهجوم،وأن المقاومة ليست سلاحاٌ حديديا,إنها إرادة ووحدة وطنية وتكامل بين الجيش والمقاومة،وتعاون بين المقاتل والفلاح،المثقف والمجاهد،لتكوين مجتمع مقاوم.وأكدت المقاومة في لبنان أن الحق الذي يحميه السلاح الملتزم وطنياٌ مهما ضعفت قوته سينتصر في النهاية, وسيقهر الجيش الذي سموه وهماٌ نتيجة ضعفنا بأنه لا يقهر،قد هزمته المقاومة مرتين الأولى عام 25 آيار 2000والثانية في تموز2006 لتؤكد أن إنتصارها ليس مصادفة ، وليس إخفاقاٌ لجيش الإحتلال أو فشلاٌ لقيادة سياسية أو عسكرية،إنه بحق إنتصار المقاوم الحقيقي الملتزم دفاعاٌ عن وطنه في سبيل حماية أرضه ودينه وشعبه.
أما المجتمع الدولي فإن منظومة قيمة وقراراته تؤكد أنه السلاح بيد الإدارة الأميركية وحلفاؤها,إنه القناع والقفاز الذي يخفي حقيقة والإستعمار،وأن التجربة أكدت بأنه لاينصر المظلوم واللاجىء,بل يغطي أفعال المحتل وجرائمه ويغلفها بالقرارات الدولية،ونحن في لبنان لنا تجربة إستمرت أكثر من 22عاماٌ ولم ينفذ القرار425بينما نفدت مضمونه بنادق المقاومين ,والقرار194و242و 338 لم تنفذ حتى الآن,بينما القرارات التي تخدم المشروع الإستعماري للدول الكبرى نرى أن مجلس الأمن يعمل وقتاٌ إضافياٌ ,حتى تقر وتنفذ ويعين لها الناظر
والأدوات,ويسخر لها الإعلام,من أجل مصالحه في الجوهر ومصالحنا في الشكل لا في المضمون.في هذه الأيام هل ينتبه اللبنانيون أنه لا يمكن إنقاذ أنفسهم إلا بوحدتهم الداخلية، وعدم الرهان على الخارج فكثيرون تعاملوا وراهنوا،وخسروا في نهاية المطاف,ويمكن أن يضيع لبنان في سوق المقايضة العالمية للمصالح والأهداف,فلا المجتمع الدولي وقراراته تنقذنا ولا بيانات الدعم والتضامن,ما ينقذنا هو وحدتنا وتضامننا وقناعاتنا بأن لبنان للجميع,ولا يمكن لطائفة أو حزب أو شخص أن يحول لبنان إمارة له,أو يقسمه.فمن يسلك هذا الطريق ستكون نهايته الخيبة والخسارة ومعها خسارة لبنان.حرروا أنفسكم قبل تحرير الأرض, وبعدها,وحرروا أرادتكم لتتحرر السيادة والإستقلال,وإلا خطب جوفاء،وصراخ في البرية وحصاد للريح,وضياع للمستقبل وتضييع للإنتصار.