ألعــرب المتحالـفون مــع إسرائيــل ... ضــد الإرهــاب وإيــران؟
في الذكرى الواحدة والستون لإغتصاب فلسطين من قبل الصهيونية العالمية والإستعمار الغربي ممثلا بالبريطانيين ، يستغرب المواطن العربي والإسلامي ، الفجور السياسي الذي يمارسه المعتدلون العرب، بإعلانهم التحالف مع الإرهابي نتنياهو ضد الإرهاب، حيث تحول المحتل الغاصب حاميا للقانون والأمن والعدالة ، وأصبح المقاوم إرهابيا مطلوبا للعقاب ، وتقدم الهدايا الأمنية للمحتل،عبرالحصار لغزة ، واتهام لحزب الله بمساعدة الفلسطينيين بالسكاكين وأرغفة الخبز ، وتصبح القوة الإيرانية خطرا يهدد المنطقة ، واتهامها بالعمل للسيطرة عليها ، ويصبح الملف النووي الإيراني الذي لم يولد بعد ، خطرا على السلم العالمي والأمن القومي العربي ، بينما يجثم مفاعل ديمونة الإسرائيلي على مرمى حجر من الحدود المصرية ، وعلى أرض عربية مغتصبة منذ أكثر من ثلاثين عاما، ولم يحرك العرب ساكنا لا في الماضي ولا حتى باستغلاله ، لإلغاء الملفين ، ومنع إسرائيل من التفوق عبرهذه الترسانة النووية.
لا يمكن فهم هذا ( الاعتدال العربي ) ، إلا بمصطلح ملطف لخيانة القضية العربية والإسلامية ، فلا تتحرك مشاعر ونخوة العرب ، لإغتصاب القدس وسماع صرخاتها ،وصرخات أهلها ، ويكون الرد باستقبال المغتصب نتنياهو لإعلان التحالف الإستراتيجي معه ضد الإرهاب ( المقاومة الفلسطينية و اللبنانية ).
كيف يمكن للمواطن العربي أن يسكت عن اغتصاب قبلته الأولى وثالث الحرمين الشريفين ، ويبايع أنظمته ، ويستقبل المحتلين سياحا ورجال أعمال ومخابرات في شوارعه ومدنه...؟!
كيف يمكن قبول الهوان العربي والإسلامي ، حيث يتضامن البابا مع عائلة الأسير الوحيد جلعاد شليط ، بينما يعتقل أكثر من إحد عشر ألف أسير فلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ ولا يأتي أحد على ذكر معاناة هؤلاء ، المغتصبة أرضهم ومنازلهم وحريتهم ومستقبلهم مع عائلاتهم...؟!
في ذكرى اغتصاب فلسطين يتنافس العرب كيف يحمون الكيان الصهيوني العاجز عن حماية نفسه ، فيضيقون الحصار ويهدمون الأنفاق ، ويقدمون النصائح والمعلومات على أن التهريب للسلاح من البحر ومن السودان ، وأن الهواء لغزة يأتي من البحر أيضا".
في ذكرى الاغتصاب ، يتحد المعتدلون العرب لصد العدو الإيراني ( المفترض ) حتى لا يدعم حركات المقاومة ضد إسرائيل وبحجة منع السيطرة على المنطقة فلا بد من التحالف مع إسرائيل وأميركا وكل شياطين العالم ، لتأمين التغطية لإشعال الفتنة الإسلامية مرة بعنوان القومية ( الفرس والعرب ) ومرة بعنوان المذهبية ( السنة ...والشيعة ) ، وكأن الذي يجمع إسلام العرب المعتدلين مع اليهودية والتلمودية، اكبر مما يجمعها مع المسلمين الشيعة والمقاومين السنة، وكأن الصهيونية والمحافظين الجدد في أميركا والعرب المعتدلون ( أمة واحدة ) يجمعها الخوف ، من طلائع المقاومة والممانعة...
تتميز ذكرى اغتصاب فلسطين ، الواحدة والستون ، عن الفاجعة الأولى عام 1948 ، أن بعض العرب يشارك في الاغتصاب الآن علانية وبكل فجور ، تماما كما شارك بعض العرب في اغتصاب فلسطين والقدس سرا ، مرة بالتواطؤ ومرة بالخيانة ، ومرة بالتهرب من مساعدة الفلسطينيين للصمود أمام عصابات ( الهاغانا ) والانتداب البريطاني.
في الاغتصاب الأول كان الصهيوني هو القاتل ، والمحاصر ، في الاغتصاب المتكرر ، أصبح بعض العرب يشاركون القتل والحصار ، ويقدمون الدعم للمغتصب حتى يصمد أمام المقاومة ، فعل لم يبادروا إليه عام 1948 ، لنصرة أخوانهم الفلسطينيين ، والآن يقدمونه لنصرة حلفائهم من الأعداء ... مقابل أن يرضى عنهم السيد الأميركي ، ويعترف لدكتاتوريتهم بأنها ديمقراطية ، ويسهل الطريق أمام أبنائهم للوراثة السياسية، ويمكن بيع الأوطان والسيادة والكرامة ، بل ودعم القاتل والمحتل في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان ، طالما أن كرسي الرئاسي أو الملك أو الأمير ، سيبقى في عهدة العائلة حتى تستطيع العائلة ، أن تؤجر بالاستثمار السياسي الوطن أرضا وشعبا وقرارا ، لمن يشاء من المستعمرين .
أما القدس فلها رب يحميها ، ولها مقاومة تدافع عنها ولها نساء وأطفال لا زالوا يقيمون الصلاة في باحاتها ، و ينصبون الخيام على ركام منازلها ، حتى لا تسقط ...ولفلسطين مقاومون واعدون... صادقون شرفاء سيسقطون الجدار الفاصل ، والمحتل القاتل ، والشقيق المتخاذل ، ويرهبون العدو مهما عظمت قوته ، وكبرت جحافله ، فعقيدتهم أن الله أكبر من كل شيء ، وأقوى من كل شيء .
والمطلوب فقط ، قليلا من الصمود ، والعزم والإرادة ، والمقاومة ، والوعي ، وعدم التسليم بالهزيمة ، فإن لم يستطع جيلنا أن ينتصر الآن ،فعليه أن يصمد ولا يسقط الراية ، وأن لا يوقع على صك بيع القدس أو أي أرض عربية أو إسلامية ، فيمكن للأجيال القادمة أن تعيد المبادرة ، وتقاتل ، وتنتصر ، فالصليبيون انهزموا بعد مئات الأعوام ، والبريطانيون انهزموا عن مستعمراتهم التي لا تغيب عنها الشمس ، ويعيشون في الضباب والتبعية المطلقة لأميركا ، والفرنسيون عادوا إلى بلادهم من مستعمراتهم التي استدعى تحرير بعضها ، أن تدفع مليون شهيد في الجزائر...التاريخ يؤكد أن الاحتلال والاستعمار إلى زوال ... وأن الخونة إلى الإعدام وصفحات التاريخ المنسية.
وأن الشعوب مهما سكتت وضعفت ، فلا بد أن تستيقظ يوما لتستعيد حقوقها وحريتها ، من فراعنة لن يخلدوا ومن نمرود يتجدد ، لن يقوى على حرق المقاومين في ناره ، وأن السيد المسيح ( ع ) سينتصر على لصوص الهيكل وسيغلبهم، وسيعود الرسول محمد ( ص ) عبر أتباعه ، ليحرر القدس كما حصل في حصن خيبر ، الذي انتشروتوسع حتى صارأمثاله في أكثر العواصم العربية.
من سيسقط الحصون الوليدة ، من يغرق فرعون ... ، من يعيد التائهين من الصهاينة إلىالتيه والتشرد من جديد...
هم المقاومون المؤمنون الشرفاء ... بسلاح عماده الإيمان والحق والإرادة ... أليس الصبح بقريب...