فلنتحد لمقاومة الإسلاميين الجدد
د. نسيب حطيط
يعاني الإسلام والمسلمون من تداعيات( اللقاحات ) الأميركية والغربية للإسلام والتي ظهرت بعوارض متعددة عبر(الإسلاميين الجدد)من فئات(ربطات العنق) إلى الجلباب الأفغاني والذين يدعون لعبادة الله سبحانه بالتكفير والذبح والإكراه بدلا من ( الحكمة والموعظة الحسنة).
الإسلام الأميركي الجديد يخرج من عباءات أحزاب(العدالة والتنمية)وجبهات النصرة والقاعدة وأخواتها بإحراق الساحات الإسلامية وتخريبالمعتقدات والفكر الديني والسلوكيات، و العيش المشترك للشعوب المتنوعة طائفيا ومذهبيا وقوميا والتي يجمعها الإسلام والإنسانية،يحاول الإسلاميون الجدد إجبار الناس على فهم آحادي للإسلام كما يفهمونه سطحيا أو كما يلقنهم مشايخهم الملقحين بأموال النفط أو إملاءات المخابرات الغربية إبتداءا من المخابرات البريطانية وصولا إلى الموساد الإسرائيلي.
يحاول الإسلاميون الجدد أن يلغوا المذاهب والأفكار والإجتهادات منذ عصر الخلفاء الراشدين حتى الآن ويسجنوا المسلمين فكريا في قالب واحد وعلى المسلمين أن ينفذوا ولا يعترضوا وأن يبايعوا ويطيعوا وأن يحمدوا الله أن أكرمهم بمشايخ (جهادالنكاح)وأحزاب السلام مع إسرائيل والتحالف معها وتكفير الجميع مسيحيين ومسلمين صوفية وليبراليين علمانيين وشيعة ومذاهب أهل السنة والجماعة المخالفين لأرائهم والدروز والعلويين وكل الناس أجمعين إلا من بايع(أمرائهم)الأميين الذين يشهدون بالذبح وأكل الأكباد!
ماذا نفعل حتى ننقذهم وننقذ الإسلام والأمة؟.
خيار الصدام والقتال ليس حلا فإنه يكثر القتل وسيل الدماء والخراب وتدمير الأوطان والأكثر خطورة تدمير الإسلام كدين وفكر ورسالة وتشويهه وتحريفه ليصبح غريبا محاصرا كما قال رسول الله(ص)(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء).
إنتشر الإسلامييون الجدد كالفطر السام في ساحاتنا الفكرية كأشواك الصبار في جنائن الإسلام وأيبسوا كل الورود وأفسدوا كل العطر ولم يبق من الإسلام إلا رائحة الدم والجيف المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان وتونس وأفغانستان وباكستان وتزحف آلة القتل إلى مصرر وغيرها.
والسؤال كيف نطفأ الحرائق ونوقف سيل الدماء...؟
الواجب الديني واجب عيني وليس كفائيا فعلى كل مسلم، عالما كان أو عاديا مثقفا أو أميا سنيا او شيعيا متصوفا أو سلفيا أن ينفر من أجل حماية ما تبقى من الفكر الإسلامي الأصيل لمواجهة الإنحراف الفكري والفهم المشوه للإسلام والسلوك المتوحش لبعض الجماعات.
أين علماء الوحدة والتقريب بين المذاهب.. أين المؤسسات الدينية من الأزهر والزيتونة وقم والنجف.. أين مؤتمرات الأحزاب الإسلامية والقومية؟
أين الإعلام المسؤول لتوعية الناس... أين مشايخ العشائر والوجهاء أين أساتذة الجامعات والطلاب أين الإتحادات النقابية والطلابية؟
لماذا إخلاء الساحات أمام حاملي السواطير وسيوف الذبح وجهلة الدين وأنصار إبن جهل الجدد لقد عاد أحفاد إبي لهب يحملون الحطب على ظهورنا لإحراقنا وإحراق أوطاننا وإسلامنا.
إلى متى الصمت والحياد والنار تقترب من بيوتكم وتقطع طرقاتكم وتمنع تجارتكم وتحاصركم بين فتاوى التكفير والترهيب!
إيها المسلمون إتحدوا على إختلاف مذاهبكم فالدين لله سبحانه ،والحساب والعقاب والثواب عند الله سبحانه فهو الذي يفصل بين الناس في الجنة والنار ،وليس هؤلاء المشايخ الأقزام الجهلة الذين نصبوا أنفسهم وكلاء الله على الأرض ويعيثون في الأرض فسادا.
ليست المشكلة بين السنة والشيعة فالتكفير بدأ منذ سبعة قرون بين مذاهب أهل السنة والجماعة ومثلما قال قاض متعصب هو محمد بن موسى الحنفي المتوفى في دمشق سنة(506هـ)(لو كان الأمر لي لفرضت الجزية على الشافعية)!
وكان الشافعية قد كفروا الشيخ إبن تيمية لتكفيره قضاة المذاهب الأربعة وتحريمه يارة قبر رسول الله(ص)فنودي عليه بدمشق "أن من أعتقد بعقيدة إبن تيمية حل دمه وماله(الدرر الكاملة لإبن حجر العسقلاني ص 147) حيث قرأ إبن الشهاب محمود في الجامع( ثم جمعوا بعض الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنهم على معتقد الشافعي).
المعارك العقائدية والعنفية بين المذاهب الأربعة كثيرة وحتى المسجد الحرام كان فيه أربعة محاريب للصلاة لكل مذهب محراب حتى أزالتها الحركة الوهابية ووحدت الصلاة والأذان.
وفي المسيحية كانت حرب(الإيقونات)في القسطنطينية في عصر سبق عصر التكفير في الإسلام حيث تم تكفير من يعتني أو يصنع أو يلبس الإيقونة أو يرسمها على جدران الكنائس أو يقيم المسبحات للصليب لأن ذلك عبادة للأوثان والأصنام.
المشكلة أيها الأخوة ليست عقائدية بمضمونها الحقيقي وجوهرها الأصلي بل هي فتنة سياسية عنوانها الحرب البديلة لإراحة أميركا وإسرائيل العاجزتين عن خوض الحروب أوالانتصار فيها،
فلجأوا إلى فتنة التكفير التي تحرق الأخضر واليابس، وإن إنتهت بين السنة والشيعة ولو تم القضاء على الشيعة والعلويين والدروز والأقباط والمسيحيين، فستبدأ بين المذاهب الأربعة والدليل ما يجري في سوريا فهل كان الشيخ البوطي شيعيا أم سنيا، والمدنيون يقتلون في شوارع دمشق ومساجدها سنة أم شيعة وفي ليبيا تتناحر الكتائب ويكثر القتل والدمار وليس هناك من شيعة بل كلهم من أهل السنة والجماعة وفي مصر يمثل الشيعة أقل من واحد بالماية أليسل الصراع بين ملايين المصريين والإخوان المسلمين والسلفييين صراعا بين أهل السنة والجماعة لإعتبارات سياسية ...والصراع بين فتح وحماس أليس صراعا سياسيا وكلهم فلسطينيون من أهل السنة ولاجئون بلا وطن ومع ذلك يتقاتلون!
علينا جميعا أن نتحد في سبيل الله لحصار الفتنة بأقلامنا وخطاباتنا وعقد المؤتمرات والمصالحة ونشر الوعي وتشكيل لجان الوحدة بين المسلمين وبين المسلمين والمسيحيين، ولنعمل جميعا لتأسيس تيار المصالحة والأخوة ،وحركة الجمع والتآلف عبر صفحات التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام ومحاريب المساجد الآن وقبل فوات الأوان.
فلننقذ الإسلام والأمة من دعاة التكفير والقتل،فلا إكراه في الدين ،والله سبحانهوتعالى هو الذي يعاقب أو يغفر.... فتعالوا لمسيرة الوحدة والوعيوالحوار بديلا عن القتل والدمار والتكفير.
بيروت في 2/7/213 سياسي لبناني