قبيلــة الزنتــان تهــزم المحكمــة الدوليــة
د.نسيب حطيط
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارا بإعتقال معمر القذافي وولده سيف الإسلام بعد تطور الأحداث الليبية،وفرض حظر جوي من مجلس الأمن لحماية المدنيين، ،لكن أجهزة المخابرات الدولية قتلت القذافي قبل وصوله للمحكمة لطمس اسراره وحقائقه،وعندما ألقي القبض على سيف الإسلام،حدث ما لا يصدقه احد،أن قبيلة (الزنتان) أعتقلت سيف الإسلام ونقلته في طائرة عسكرية إلى مدينة الزنتان(35ألف نسمة) تحت رقابة الناتو والمجلس الإنتقالي الليبي،وأعلنت القبيلة أنها لن تسلمه للمحكمة الجنائية الدولية بل ستحاكمه في الزنتان، وليس في طرابلس،بحجة أن شيوخ قبيلتي القذاذفة والزنتان وقعوا إتفاقية لحماية أسرى الحرب بينهما منذ 200 سنة، ،ورضخت المحكمة الجنائية ومجلس الأمن والإتحاد الأوروبي وكل المؤسسات الدولية لمنطق قبيلة الزنتان، ولا زال سيف الإسلام حيا بين مقربيه وأصدقائه ،بل وأن البعض أشاد بإلتزام(الزنتان)بالمعايير الدولية، وانتصر نظام القبيلة على نظام المحكمة الجنائية التي اعترفت بمقتل القذافي وأسقطت الدعوى بملاحقته بينما لم(يقتنع)لبنان بموت القذافي وأجل محاكمته إلى العام2012 لتثبت وزارة الخارجية حادثة الوفاة،!!.
وفي سابقة أخرى تمت محاكمة صدام حسين أمام القضاء العراقي بوجود الإحتلال الأميركي مع أن صدام حسين إرتكب المجازر ضد الإنسانية في حلبجة ضد الأكراد وضد إنتفاضة جنوب العراق لكن محاكمته في العراق تخدم المشروع الأميركي وتحفز الفتنة السنية-الشيعية ،وكذلك بنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان التي طلبت عائلتها تشكيل محكمة لكشف الحقيقة،لكن أميركا والغرب لم يتجاوبا ،لانها لا تخدم المشروع الأميركي، فالمحاكم الدولية والقانون الدولي،أدوات ووسائل يطبقها الأميركي والغربي عندما يريد ويعلقها ويعدلها ساعة يشاءن تماما كدستور الأمبراطور(بوكاسا)الذي حدد في المادة الأولى، تحكم هذه البلاد وفق هذا الدستور وفي المادة الثانية يمكن لبوكاسا أن يلغي المادة الأولى ..!وهكذا يفعل الأميركيون والغربيون والإسرائيليون خاصة إذا كان اتباعهم من السذج والخائفين أو المرتزقة او الإنتهازيين ،فيبدأوا بالتهويل اذا تم مخالفة القرارات الدولية خوفا من العقوبات،في اللحظة التي لا تنصاع فيها إسرائيل لأي قرار دولي منذ إغتصابها لفلسطين،وبعض قوى 14 أذار بح صوتها ضد الخروقات السورية المفترضة على الحدود،وبلعت السنتها وأغمضت أعينها عن الخروقات الإسرائيلية بصفتها جارا وحليفا وفق مقولة ..صديق صديقك،صديقك أيضا ،فإسرائيل حليف أميركا وهم حلفاائها وجميعهم في خندق واحد.
والسؤال المطروح ...هل يمكن لقبيلة(لبنان)أن تكون اقوى من قبيلة(الزنتان)التي ألغت المحكمة الجنائية ،حتى الآن مع ان قرارها ملزم بوجوب تسليم سيف الإسلام،ولبنان غير ملزم بتمويل المحكمة لعدم دستوريتها وميثاقيتها،والظاهر أن المحكمة الدولية تمثل أكبر عدوان مستمر على لبنان أكثر من القتابل العنقودية،والظاهر أن المحكمة ليست لكشف الحقيقة بل لطمسها أو تحريفها،واميركا والغرب لا يتعاطفون مع الرئيس رفيق الحريري أكثر منا،وليسوا حريصين على كشف حقيقة إغتياله اكثر منا،لأننا نتهمهم وأعوانهم وفق مجريات المحكمة والتزوير والتلفيق.
فاعيدوا المحكمة إلى المجلس النيابي لتعديل برتوكول التعاون،وإضفاء الشرعية عليها،وحاكموا شهود الزور والمحققين المزورين،وراقبوا حسابات ومصاريف المحكمة التي ترهق لبنان بحوالي 60مليار ليرة لبنانية كل عام ولم تنتج إلا زعزعة للأمن الإجتماعي والسياسي،ولم تتقدم بوصة واحدة باتجاه الحقيقة المجردة،طالما تغرف من المعلومات الإسرائيلية وشهود الزور.
قبيلة(الزنتان)نموذج لقبيلة(لبنان)في التحدي ،أو أن المجتمع الدولي سمح(للزنتان)بالتمرد عليه،حتى يتخلص من سيف الإسلام ،وأسراره في لحظة ما،ليتم إغتياله أو قتله كما قتل والده القذافي،فيتخلص الغرب من مسؤولية قتله التي لا يمكنه إنجازها في اروقة المحكمة الجنائية فأميركا تريد في المرحلة القادمة أن نقتل بعضا بعضا،وندمر مدننا بالحروب الأهلية والفتن المذهبية،دون أن تتعب نفسها أو تتعرض للخسارة فمرة بإسم العدل أو حقوق الإنسان،وأخرى بإسم مكافحة الإرهاب،والضحايا ،فنحن جميعا ضحايا بدون إستثناء معارضة وموالاة،في كل الساحات العربية الغارقة بالفوضى القاتلة ،باسم الربيع العربي وعسى ان لايكون(خريف الأمة)والأوطان.