قطر وتخريب الإنتخابات الإيرانية
د.نسيب حطيط
إستكمالا للدور المشبوه الذي تؤديه(قطر الصغرى) تنفيذا للمخططات الأميركية-الإسرائيلية لتخريب العالم العربي والإسلامي وتسويق العدو الإسرائيلي في الساحات العربية سياسيا وإقتصاديا وأمنيا وحتى على المستوى الفكري عبر بعض مفكري الكنيست الإسرائيلي وفي مقدمتهم عزمي بشارة وطعن الإسلام وتحريفه عبر الواعظ الأميركي الشيخ القرضاوي تسللت قطر الصغرى إلى الساحة الإيرانية على مشارف الإنتخابات الرئاسية التي أزعجت مقدماتها الإدارة الأميركية والغرب حيث يتنافس أبناء الثورة على مقام الرئاسة لحفظ الثورة وحمايتها ولم تستطع كل المحاولات الغربية لإحداث الشقاق بين أبناء الثورة خاصة بعدما إتخذ الشيخ هاشمي رفسنجاني موقفا وطنيا ودينيا وأخلاقيا وتقبل قرار مجلس صيانة الدستور الذي إستبعده من سباق الرئاسة.
صدرت الأوامر الأميركية والإسرائيلية من قاعدة( العيديد ) الأميركية ومن مكتب الإتصال الإسرائيلي في الدوحة للقيام بأعمال التخريب قبل إنتهاء الإنتخابات الرئاسية واستشعر(الحمدين) قوتهما بأنهما المطية الأكثر حظوة عند الموساد و(السي آي آي) وأنهما فازا بالتكليف لللقيام بأعمال التخريب والفتنة المذهبية في إيران وظنا بأنهما إنتصرا في ليبيا وإسقطا القذافي ثم أسقطا زين العابدين بن علي وأسقطا حسني مبارك في مصر وهما على مشارف شراء قناة السويس و منظومة السلطة ونجحوا في إخراج بعض قيادات حماس من محور المقاومة وتدجينها و ويخوضون معارك تدمير سوريا وإسقاط النظام ويمولون الجماعات التكفيرية في مالي ويشترون الأولمبياد ويشترون تراث وحاضر فرنسا وأنديتها الرياضية فظنوا أنهم قادرون على شراء إيران وتخريبها.
لكن المشكلة أن(الغاز)الأمني القطري لا يستطيع الإنتشار أينما شاء ولا ينتصر إلا في الساحات الضعيفة ويرتد على أهله في الساحات القوية والساحة السورية مثال واضح على الفشل القطري التركي ،وإذا ما عجزت أميركا عن إسقاط الثورة الإسلامية في إيران منذ إعتداءات صحراء طبس إلى الحرب العراقية الإيرانية إلى الحصار الإقتصادي والسياسي والطبي فهل ستنجح قطر الصغرى؟... والجواب واضح بأن الفشل سيكون من نصيب قطر.
والسؤال لماذا ورطت أميركا(الحمدين)بهذه المغامرة ...هل هي بداية العقاب الأميركي لقطر لفشلها في سوريا متلازما مع تأديب أردوغان التركي؟
هل تريد أميركاشطب قطر من الخارطة السياسية... لإعادة فتح الطريق أمام السعودية على أن تتحمل إيران مسؤولية ضرب قطر وإرجاعها إلى حجمها الحقيقي الذي يماثل(قنينة الغاز)التي
تعبأ بأي "أمير" أو تستعمل لمرة واحدة كعبوات القداحات لإشعال السجائر.
لأول مرة يتخلى الإيرانيون عن الدبلوماسية والهدوء في التصريحات ويهاجمون قطر مباشرة ليسمع الأميركيون والإسرائيليون وحلفائهم بأن إيران قادرة ومصممة على الرد ،وأن محاولات صناعة(الثورة الخضراء) أو الثورة الحمراء عبر الإغتيالات والتفجيرات سيكون الرد عليها قاسيا ومباشرا وأول الخاسرين ستكون قطر وأحلامها الوهمية.
يريد الأميركيون تخريب الديمقراطية الإيرانية الحقيقية لإطفاء واحة الحرية والديمقراطية على ضفاف الخليج الذي يصادره الملوك والأمراء وتصادره أميركا مع ملوكه وأمرائه ونفطه وأمواله.
الثورة الإسلامية في إيران تجربة إسلامية ديمقراطية أخضعت الديمقراطية للمعايير الإسلامية بحيث ينتخب الشعب(المسلم)الأكثر كفاءة لتنفيذ أحكام الإسلام خلافا لما يقوله السلفيون بأن الديمقراطية كفر ويفهمون أن الديمقراطية هي حكم الشعب بينما تقول التجربة الإسلامية في إيران (أن الحكم لله) والخيار للشعب لمن يتولى تنفيذ أحكام الإسلام الشرعية بناء على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
لم يفهم الغرب الديمقراطية تحت سقف الإسلام ولن يفهم السلفيون كيف يطوع الإسلام الديمقراطية لصالح أحكامه والربط بين الحاكم والشعب والفقيه في غياب الرسول(ص)أو الإمام.
التجربة الإسلامية في إيران تختلف عن تجربة الإسلاميين الجدد فهي إلتزمت الثوابت والمبادئ الإسلامية وتصدت للواقع وتحكمت به، فلم تعترف بإسرائيل ولا بإتفاقيات كامب ديفيد ولم تتخل عن تحرير فلسطين أو نصرة الشعوب المظلومة ولم تعادي التطور العلمي والحداثة وصولا إلى الملف النوووي.
ولم تتخل عن السلف الصالح بل أظهرت الإسلام بوجهه الحقيقي الأصيل ،دين النظام والترتيب والجمال دين العلم والإبداع والثقافة ودين الحب والسلام والعزة والكرامة ودين التعايش والحوار والإتحاد،لا كما يظهره التكفيريون والإسلاميون الجدد بأنه دين الذبح والقتل والإغتصاب أو كما يظهره إسلام التنمية والعدالة في تركيا الذي يطيع الله سبحانه وتعالى من العاشرة مساء حتى السادسة صباحا ويمنع بيع الكحول ثم يعود في النهار إلى عصيانه وكأن عبادة الله سبحانه ضمن الدوام الرسمي الذي يقرره أردوغان وحكومته!
لقد إنتصرت إيران بثورتها وإسلامها الأصيل ولن تهزمها أميركا ولا عملائها القطريين وغيرهم وستبقى إيران بتلاحم الشعب والقيادة والقوات المسلحة من جيش وحرس ثوري والتعبئة الشعبية،
ويكون لإيران رئيس جمهورية يخدم الثورة ويعمل لتحقيق أهدافها ....ويمكن أن لا يبقى أمراء قطر حتى إنتخاب الرئيس الجديد في الولاية القادمة.