قــــــوى 14 أذار والأنهيــار المستمــر
د.نسيب حطيط
بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام2005، تشكلت الجبهة السياسية(14أذار) للثأر من قتلته بإخراج الجيش السوري من لبنان وحصار المقاومة ،وخصخصة الإقتصاد ، والتحالف مع المشروع الأميركي.
وبعد ست سنوات على إنتفاضة (14أذار) ، نرى أن إنهيارها السياسي ، لم يتوقف منذ إمساكها بالسلطة بعد انتخابات 2005 ،وحتى خروجها عام 2011 بعد اسقاط حكومة الحريري الأولى،و على اعتاب الذكرى السادسة لإغتيال الرئيس الحريري،فقد ضعفت 14أذار بعد خسارتها للقوى التالية:
- التيار الوطني الحر الذي شارك مع 14أذار بعد عودة العماد ميشال عون.
- الحزب التقدمي الإشتراكي(العمود السياسي) وقارع الطبول الآذارية التعبوية.
- قرنة شهوان ووجوهها السياسية.
- الغطاء الروحي للبطريرك صفير على مشارف مغادرته لبكركي بعد تقديم إستقالته.
- الكتائب وترددها الدائم وبازارها المفتوح لحفظ وجودها السياسي.
- الجماعة الإسلامية وإنسحابها الهادئ ،وأخرها التظاهر ضد نظام مبارك(الراعي السياسي العربي لقوى14أذار).
- المملكة العربية السعودية بعد إنفضاض عقد السين-سين وتصريحات الوزير الفيصل .
- مصر وإنشغالها في قضيتها الداخلية(الإنتفاضة الشعبية)ودفاع النظام عن نفسه وصراعه للبقاء .
- الولايات المتحدة الأميركية المرتبكة والقلقة على حلفائها العرب ،وحمايتهم بعد إنهيار النظام التونسي وزعزعة النظام المصري، والمخاطر التي تشهدها الأردن واليمن والجزائر ودول الخليج مما يجعل لبنان خارج إطار المتابعة اليومية،مما يربك قوى14أذار ويفقدها القدرة على اتخاذ القرار السياسي.
بالإضافة إلى هذا التسرب السياسي وإنفضاض الدعم الخارجي والإقليمي، فقد خسرت(14أذار)الأوراق السياسية التالية:
- - خسرت الحكومة ورئاستها ،وبالتالي خسرت أبواب الخدمات العامة و القرار السياسي الذي تطلبه أميركا ، مما يضعف الموقع السياسي لـ 14اذار لعدم قدرتها على التنفيذ ،و يؤثر على إستمرار المحكمة الخاصة بلبنان والتي يبني عليها الغرب و إسرائيل كل أحلامهم للقضاء على المقاومة وإشعال الفتنة المذهبية، وليس العدالة كما تدعي أميركا التي سيست المحكمة وتحمي شهود الزور.
- خسارة14اذار الأكثرية النيابية بعد حوالي سنة من الإنتخابات النيابية عام2009 بعدما جندت لها الشعارات المذهبية والدعم المالي ، وبالتالي خسرت مجلس النواب و الحكومة.
- إن عدم مشاركة المستقبل وحلفائه في الحكومة ،ستعرضهم لخسارة ركائز المنظومة الأمنية والقضائية والإدارية التي كانوا يسيطرون عليها وتحرمهم من (صنارة)إنتخابية ،لدعم خياراتهم السياسية ليبقوا على قيد الحياة سياسيا وخدماتيا.
- خسارة المستقبل احتكار التمثيل السني في السلطة والبدء بولادة قيادات سنية جديدة (ميقاتي الصفدي وغيرهم ...) ، وخروج رئاسة الحكومة من بيروت و بيت(الحريري) لأول مرة منذ منذ العام 1992 وبشكل دراماتيكي يهدد عودتها الى قريطم ، خلفا لحالة الحريري عام 1998 و2004، حيث لم يخسر الحريري الأ ب الشارع(السني)، بعد خروجه من الحكومة ،وبقاء اثره الداخلي والخارجي عبر علاقاته الدولية التي يفتقر اليها ورثته السياسيون، ولم يستطيعوا ملء الفراغ الذي أحدثه الإغتيال.
وبالتالي فإننا نشهد انهيارا لمشروع قوى14أذار وبالتزامن مع انهيار تحالف(الإعتدال العربي)الذي تمثل14أذار أحد وجوهه وأذرعه، خاصة وأن(دومينو) الإنهيار لحلفاء أميركا لا يطمئن، وينذر بضعفه او ارتباكه ، وهذا ما أشارت إليه وزيرة الخارجية الأميركية بعد تحذيرها من (العواصف الهوجاء التي تتعرض لها الأنظمة العربية)وضرورة البدء بابيت الحريريلإصلاحات لقطع الطريق امام المشروع الوطني التحرري وثقافة المقاومة والممانعة بعد صمودهما منذ العام2001 بعد الغزو الأميركي للعراق وافغانستان ، والإدارة السياسية المباشرة ،لصياغة شرق أوسط جديد والذي انهار بعد فشل الحرب الإسرائيلية الأميركية عام2006 على لبنان .
إن القوى الوطنية المقاومة والممانعة مدعوة لإستغلال اللحظة التاريخية لتعميم ثقافة المقاومة انظمة الإعتدال العربي
وبناء مشروعها الثقافي والسياسي والعسكري والإقتصادي ،لتحصين ساحاتها العربية،تحسبا لمعاودة الإنقضاض الأميركي والتخريب الإسرائيلي ، لإستعادة ماخسروه وحماية منجزاتهم واتفاقياتهم مع العرب المعتدلين التابعين.