قمة شرم الشيخ الحرب على محور المقاومة د نسيب حطيط
في العام 2000 عقدت قمة شرم الشيخ برئاسة الرئيس الأميركي بيل كلينتون لإنهاء العنف بين الفلسطينيين والمحتلين وفتح مطار غزة ودعم الإتفاق الفلسطيني – الإسرائيلي وفي العام 2003 عقدت القمة العربية في شرم الشيخ بالتزامن مع الغزو الأميركي للعراق وتغطية عربية وفي العام 2009 دعا الرئيس المصري حسني مبارك لإجتماع قمة لبحث الأوضاع في غزة وانتهت بوقف إطلاق النار وفي العام 2005 عقدت قمة رباعية لإنهاء إنتفاضة الأقصى بعد أربع سنوات من إشتعالها وبعد وفاة الرئيس الفلسطيني عرفات.
إن الملخص لكل قمة تعقد في "شرم الشيخ" سواء كانت عربية او اوروبية او مشتركة عربية – دولية أو جزئية فإنها لا تبشر بالخير وهي حكماً لصالح المحور الأميركي – الإسرائيلي وللإستفادة من كل فشل ميداني وسياسي يكون قد تعرض له ... عن الحلفاء والأدوار للإستنفار ومحاصرة او ضرب الطرف المسؤول عن هزيمة المحور الأميركي.
وبعد فشل المشروع الأميركي التكفيري في ما سمي الربيع العربي سارعت مصر كالعادة إلى الدعوة إلى عقد قمة في شرم الشيخ بطلب أميركي حيث كان عنوان وهدف القمة كيفية محاصرة المحور المقاوم بأركانه جميعاً بشكل فردي أو جماعي وبشكل أساسي "رأس" هذا المحور الممثل بالجمهورية الإسلامية في ايران وتحميلها مسوؤلية الإرهاب وعدم الإستقرار في الشرق الأوسط متجاوزين الغزو الأميركي وإحتلال إسرائيل لفلسطين والأراضي العربية المحتلة وكذلك الإرهاب المتوحش التكفيري المتعدد الجنسيات والذي يمثل الإرهاب الأكثر دموية الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ قرون.
وقد بدأت ثمار هذه القمة تظهر قبل إنفضاضها ،حيث بادرت بريطانيا للتلويح بتصنيف حزب الله بتشكيلاته السياسية والعسكرية كمنظمة إرهابية لفتح الطريق أمام المشاركين في قمة شرم الشيخ من العرب والأوروبيين لإتخاذ هذا الموقف السلبي لإستكمال الحصار الأميركي على المقاومة وتضييق الخناق عليها أو إستفزازها للتصرف بسلبية رداً على مواقف الدول وحصارها وذلك لإستدراجها إلى المؤسسات الدولية المحكومة من أميركا واتخاذ القرارات التعسفية والسافرة ضد المقاومة وأهلها بعنوان دولي عام وشامل بدل ان يكون قراراً أو عقاباً أميركياً او جزئياً من بعض الدول التي تدار أميركياً في المنطقة والعالم.
إن قمم شرم الشيخ كانت بمعظمها تنذر إما بغزو عسكري او حصار سياسي وإقتصادي ولذا فإن محور المقاومة وبناء على التجربة والمعاينة فقد فهم الرسالة فسارع الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة طهران وعقد قمة لمحور المقاومة لدراسة الردود ومناقشة الخيارات وإتخاذ بعض القرارات الحاسمة على مستوى الجغرافيا السورية خصوصاً لجهة المنطقة التركية – الأميركية العازلة أو لجهة البدء بالحل العسكري لتطهير اولي من الجماعات التكفيرية وعدم ترك الحرية للأميركيين باستحداث ... (دفرسوار) متناقض فيما بين عناصره (الأكراد – النصرة – بقايا داعش – المعارضة السورية) ولكن المفتاح الأساس بيد الإدارة الأميركية.
إن الأشهر المقبلة ستشهد اشرس المعارك السياسية والإقتصادية وحتى العسكرية دون إغفال العمليات الأمنية في جغرافيا محور المقاومة من إغتيالات وسيارات مفخخة ...لأن أميركا لن تستسلم ولن تقبل بالواقع الميداني الذي افرز تقليم أظافرها في المنطقة وسهّل لروسيا الدخول ، كشريك للإدارة الأميركية.
ان عجلة الربيع العربي الدموي التي دمرت وقتلت في الدول العربية ستدور وتستكمل توحشها في ما تبقى من دول عربية اخرى وصولاً إلى إيران وروسيا مع عدم ترك الصين مستلقية على ظهرها لتراقب وتتنعم بسيطرتها على الأسواق العالمية.
ان نعي الأمم المتحدة لمنظومة الرقابة على الأسلحة النووية والتهديدات العسكرية غير المسبوقة بين روسيا وأميركا بشكل واضح ودون قفازات وبرسائل مباشرة عبر الإعلام تنذر بعواقب غير محمودة عن إمكانية نشوب فوضى غير مخطط لها بشكل عاقل ويمكن ان تستدرج الجميع الى حالة حرب على مستوى دولي.
والسؤال..هل يستدرج الرئيس الأميركي البهلواني (ترامب) العالم إلى مواجهات عسكرية ام انه يبقى ضمن سياسة (حافة الهاوية) التي جرّبها بالتهديد واثمرت له مئات مليارات الدولارات مع اعتقاده بإمكانية التراجع لحظة الحقيقة المدمرة ؟