كنائس الموصل ومعاول دواعش الصهاينة
د.نسيب حطيط
أنذر الداعشي أبو بكر الصهيوني مسيحيي الموصل بوجوب دفع الجزية أو القتل أو إعتناق الإسلام بالإكراه ففروا هاربين بدينهم وأعراضهم تاركين كنائسهم وأموالهم ومنازلهم.
لم يقاتل مسيحيو الموصل مع النظام السوري أو المالكي ضد التكفيريين ، كل ما فعلوه أنهم صمدوا في حقولهم وكنائسهم كمواطنين من العراقيين العرب... لم يحملوا سلاحاً لحماية أنفسهم وأرزاقهم وكنائسهم وراهنوا على دين وإنسانية التكفيريين الذين يدعون الإسلام وإتباع سنة رسول الله (ص) الكريم الرؤوف وراهنوا على حماية الغرب المسيحي...لكنهم لم يعرفوا أن النفط وصفقات السلاح وأمن إسرائيل أكثر أهمية عند الغرب من كنائسهم وصلواتهم.... فكما ترك الغرب مسيحيي فلسطين عرضة للحصار والتهجير وكما ساعدت أميركا وأوروبا جبهة النصرة وداعش وألوية الثورة السورية المفترضة بالسلاح والمال فأحتلوا معلولا وصيدنايا والأديرة وأحرقوا الكنائس بسلاح غربي وخطفوا الراهبات والمطارنة بدعم أميركا وحلفائها وتخطيط إسرائيلي وتنفيذ تكفيري متعدد الأسماء موحد الهدف والأساليب.
لم نسمع استنكاراً أو مظاهرة في لبنان أو العالم لنصرة مسيحيي الموصل ودفاعاً عن كنائسهم والتي يتجاوز عددها 70كنيسة والتي أحرق التكفيريون أقدم كنيسة في الشرق (كنيسة السريان الكاثوليك) والتي يناهز عمرها 1800 عام ونقل أحد القساوسة عن المسلحين قولهم للرهبان "لم يعد لكم مكان معنا، وعليكم المغادرة فوراً" وقال القس أن الرهبان التمسوا من المسلحين أن يسمحوا لهم بأخذ بعض التحف لكنهم رفضوا وأمروهم بالمغادرة سيراً على الأقدام بالملابس التي يرتدونها فقط !!
لقد أعلنت خلافة أبي بكر الصهيوني أن لبنان ضمن دولتها التي صنعها له الأميركيون وبعض عرب الخليج ضمن مشروع حدود إسرائيل للفرات فكانوا الفرقة الإسرائيلية الأولى التي وصلت إلى الفرات ... والسؤال للأخوة المسيحيين والسنة وكل أطياف المجتمع اللبناني ماذا فعلتم لمواجهة داعش وخلافتها ؟!
هل ينتظر المسيحيون وصول داعش لتخيرهم بين القتل أو الجزية أو التهجير كما فعلت في سوريا والعراق ؟
ماذا فعل مسيحيو لبنان لأخوتهم في سوريا والعراق ... هل تظاهروا هل اعتصموا أم اكتفى بعضهم ببيان صحفي ؟
من يسكت عن مآسي المسيحيين في سوريا والعراق ويهاجم رجال المقاومة الذين يحمون حدود لبنان من جحافل التتار الجدد ويدعون بالهزيمة للنظام في سوريا وللمقاومة في لبنان فإنه كمن يفتح باب داره وكنيسته أمام التكفيريين الجدد لذبحه وسبي نسائه.
ماذا لو وصلت داعش إلى بكركي وحاريصا وكسروان وزغرتا فما أنتم فاعلون ؟ ..هل ستهاجرون سيرا"على الأقدام أو سباحة في البحر أم ينتظركم الأسطول السادس كما وعدكم كيسنجر في السبعينات من القرن الماضي... أم تبايعون أبو بكر البغدادي وتسيرون وراء من يرحب بحكم الأخوان ؟
المقاومة تقاتل دفاعاً عن لبنان واللبنانيين وليس عن أهلها ومناطقها فقط وبدل أن تدعموها وتفاخروا بشهدائها الذين تندبهم أمهاتهم وزوجاتهم والذين تركوا جامعاتهم ووظائفهم ليدافعوا عنا جميعاً لكن بعض الأغبياء المضللين والمرتبطين ينادون بنزع سلاحهم حتى يذبحنا الداعشيون جميعاً ويهدموا مساجدنا وكنائسنا.
لقد منعت داعش التدخين وأعدمت كل "الأراكيل "وأغلقت عيادة الطب النسائي للأطباء الذكور منعاً للخلوة ... وبدأت برجم النساء في الساحات بتهمة الزنى وصلبت حتى الأطفال لإتهامهم بالإفطار واغتصبت النساء للترفيه عن المجاهدين !!!
ستفعل داعش في لبنان كما فعلت في سوريا والعراق ... بتمويل الخليج ورعاية أميركا وتخطيط وقيادة إسرائيلية العاجزة عن القتال المباشر فجهزت لواء غولاني التكفيري بإسم "لواء البغدادي".
هل سيستيقظ الغافلون أو الحاقدون على المقاومة ويحصنوا لبنان وأهله من الذباحين وحوش العصر ... إنتبهوا قبل وصول داعش فليس لكم ناصر غربي أو خليجي ... وتحصنوا وأحموا أنفسكم للدفاع عن أعراضكم وتعاونوا مع إخوانكم ضمن وحدة اللبنانيين وتبينوا من معكم ...ومن سيتحول داعشياً !