تعيش القدس المغتصبة، يتمها السياسي الفاضح،والوحدة والاستفراد،وتقتل وتنهش كل يوم، بمخالب الاحتلال الصهيوني،وإحراق مسجدها الأقصى قبل أربعين عاما،و الذي أطفأته أيدي المقدسيين العارية،وتشتعل القدس اليوم،بغضبها وهي ترى المجندات الإسرائيليات،يقمن بالتدريب العسكري،في قاعات الصلاة في المسجد الأقصى،الذي أصبح ميدان تدريب،لتسقط عنه صفة المقدس،والمحرم على الغاصبين.
تقتل القدس بتغيير أسماء شوارعها لتصبح عبرية إسرائيلية،تقتل القدس بحفر الأنفاق واحدا تلو الأخر تحت قواعدالأقصى،تقتل القدس بهدم منازلها،وطرد سكانها المقدسين،تقتل القدس بشراء أراضيها ترغيبا وترهيبا،تقتل القدس بمنع الصلاة في مسجدها،وإن أقيمت الصلاة رغما عن الاحتلال، فتقام بشيبهالا بشبابها،حتى تمنع الأجيال القادمة من الإرتباط بالقدس.
تقتل القدس على ( مأدبة الإفطار) لنتنياهو،وهو الذي يتفاخر باغتصابها كل يوم،مع أرض الضفة الغربية بالمستوطنات.
تقتل القدس،بقوافل التطبيع مع البلاد العربية والإسلامية ،والشعارات ومكاتب الاتصال، المباشر وغير المباشر والاقتصاد المهرب.
تقتل القدس بحصار غزة،فتدمر الأنفاق على الفلسطينيين الساعين لتأمين الغذاء والدواء لأطفالهم،فتدمر الأنفاق على رؤوسهم لتكتب الحياة لأنفاق الاحتلال تقوض المسجد الأقصى.
القدس لم تعد القضية... وفلسطين غارقة بمشاريع التفاوض العقيم الذي تجربه السلطة،وكل جولة مفاوضات يضيع قسم من فلسطين والقضية،و يتم التنازل فيها عن أحلام المستقبل بالتحرير وقيام الدولة....فلسطين صارت عبئا على الأنظمة والشعوب،على الأحزاب ووالمثقفين ،حتى وعلى الشعراء،صارت خبرا عاديا يضيع بين مسلسلات رمضان الذي افرغ من مضمونه عبادة وسلوكا وهدفا،فضاعت أيامه ولياليه،وضاع يوم القدس،بين ثناياه،خطباء المساجد الذي يتقاضون رواتبهم من وزارات أوقافهم وأنظمتهم يلهجون بالدعاء بطول العمر ( للحاكم ) الذي ألهب ظهر شعبه بالسياط،للحاكم الذي أضاع الثروات،وأضاع القضية،ووأفرغ الدين من مضامينه،وينسون فلسطين وحجاج غزة ومعتمريها،المنتظرين على معبر رفح،فالطريق سالك من فلسطين المحتلة للسياح الإسرائيليين وللبضائع الإسرائيلية وللمسؤولين الإسرائيليين،لكنه مقطوع لحجاج فلسطين، ولمرضى فلسطين،الغاز المصري يتدفق إلى إسرائيل المحتلة لكن قوارير الغاز ممنوعة على نساء فلسطين، لتبقى النساء تشعل الحطب،أو الغضب،أو الحسرات والألم،لتطعم أطفالها ولا بأس أن يقوم حاكم عربي بإعطاء جائزة مليون دولار لأفضل مسلسل تلفزيوني في رمضان يلهي العباد عن دينهم وقضاياهم ولا يدفع دولارا أو درهم للمحاصرين في غزة، أوللجائعينفي موريتانيا والصومال.
الطائرات تقصف في اليمن،والجيش يتحرك لسحق أهله ومواطنيه،لأنهم طالبوا بالماء والمدرسة والمستشفى لكن ... لا يتحرك لسان عربي باتجاه العدو تهديدا أو نصرة لأخوانه الفلسطينيين.
القدس تعيش النسيان،يتيمة محاصرة مستفردة،حاول الإمام الخميني(رحمه الله) إعادة البوصلة،بأن الهدف الأساس ،تحرير القدس وتحرير و تحرير الطريق إليها،من فلسطين،وخارجها يعني أن القدس لا يمكن الوصول إليها عبر الطائرة أو بساط الريح،بل عبر تغيير الأنظمة،وتأمين طريق الوصول إليها،سلاحا وغذاء ومجاهدين..
يوم القدس... يوم وحدة المسلمين لتحرير القبلة الأولى وثالث الحرمين الذي لا اختلاف عليه...حتى لا تضيع القوة وتتشتت وتذهب ريحكم.......بالفتن والصراعات،والمحاور المضادة،والتحالفات الخاطئة .
يوم القدس...تذكير بأن العدو هو من احتل الأرض،وهتك العقيدة... وقتل الأسرى والنساء والأطفال ... العدو هو إسرائيل ذلك الشر المطلق ... لا صلح ولا مهادنة،جرثومة سرطانية لا حياة لها وإن عاشت فلا حياة للمحيطين بها،وأن لا عدو للعرب إلا إسرائيل وأميركا،وليس للعرب أعداء من الفرس وغيرهم.
يوم القدس ... يؤكد أن الفتاوى يجب أن تصدر ضد التهويد...و......،ضد الخلاعة واللهو،...وليس ضد أفكار دينية لأحد المذاهب أو غيره ... الحرب تعلن على الصهاينة والغربيين الذي يستبيحون دماء الإسلام في أفغانستان والعراق في لبنان وفلسطين في سوريا وإيران في السودان والصومال.
يوم القدس...يوم من عام...ومع ذلك فلا يحييه إلا نفر من المسلمين،وصار يوما محاصرا...يحاول الجميع قتله فإذا كانت العقدة...أن هذا اليوم أطلقه الإمام الخميني ورعته إيران،فليطلقوا يوما أخر...وأسبوعا أخر وشهرا أخر فالقدس تستأهل كل الأيام وكل الشهور وكل السنوات وكل العمر حتى تتحرر وتعود مطهرة من دنس الاحتلال.
من يبخل بيوم على القدس في إذاعاته،وصحفه،في دعائه او في جيوشه،وفي ماله...فكيف يمكن أن يعطيها دمه وحيائه ومن يبخل بالدماء،فالنفاق مختبىء في قلبه،والإسلام يقف خارج أبواب عقله،والإيمان متردد بالبقاء في خلاياه.
فالقدس لا تتحرر بالدعاء فقط،بل مع كثير من القطران،وقطرانها دم الشهداء وطلقات المجاهدين...
كانت المشكلة نوم الأنظمة او تآمرها، والمشكلة الآن هو الخمول الذي تغرق فيه الشعوب نخبا ا و عامة،وحجتها قمع الأنظمة لها،وهذا عذر أقبح من ذنب،ونحن لا ندعو إلى الانقلابات والثورات الأهلية،التي تزيد من الفتن والضياع والضعف، لكننا ندعو لمناصرة القدس وأهلها بشكل واقعي غير خيالي وفق التالي:
- إعلان توأمة الأفراد مع سكان القدس للمساهمة (بالمرابطة) في المسجد الأقصى طوال العام،والأيام وعدم تركه فارغا أمام المستوطنين،وذلك عبر تكفل أي فرد بالمال لتغطية (يوم مرابطة)في ثغر المسجد الأقصى.( وسأبدا بنفسي معلنا استعدادي بالمساهمة ببالمرابطة في المسجد الأقصى ، ولمن يريد مؤاخاتي في هذه الحملة الإتصال على –www.alnnasib .com) )
- إعلان توأمة الأسر العربية والإسلامية مع الأسر الفلسطينية في القدس
- إعلان توأمة المدن العربية والإسلامية مع القدس أولا وبقية المدن الفلسطينية.
. - تأمين معيشة كل كبار السن والمتقاعدين في القدس،لتأمين مرابطتهم في المسجد الأقصى ليلا ونهارا.
- - إعلان الجمعة الأولى من كل شهر يوما للتضامن الإعلامي والإقتصادي مع القدس وأهلها.
- البدء باعتصامات أمام الهيئات الدولية والعربية،ودور الافتاء ووزارات الخارجية،ورئاسة الحكومة في كل بلد عربي وإسلامي.
- تشكيل لجان شعبية لنصرة القدس،لمتابعة وتنسيق حماية الأقصى ومدينة القدس مع هيئة المسجد الأقصى ولجان المصلين.
يوم القدس.... يوم الأمة باتجاه مقدساتها،وعلى المسلم أن تكون أيامه لحماية دينه ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
لم يعد يوم للقدس يكفيها،وهي التي تقتل كل يوم من أهلها وأعدائها،ويكاد العمر لا يكفي،لذا فلنجعل ايامنا للقدس لفلسطين،للبنان للعاق...للسودان...للأمة.
لتعود الأمة إلى أهلها وعزتها،لتسترجع حقوقنا المصادرة،وهويتنا الضائعة،ليباهي بنا رسول الله(صلعم)يوم القيامة،ولكن كيف يباهي بنا ونحن الأذلاء،الضائعون،التابعون،المتفرقون،نلهث وراء الألقاب وسباق الجمال،والمطربات الجواري...
إن ضاعت القدس أولى القبلتين،فلن يبق مقدس لدينا،وستتشتت الأوطان والأنظمة واحدة تلو الأخرى، فعاجلوا ... لإنقاذ أنفسكم قبل فوات الأوان،حتى لا تصبحوا وحيدين على مآدب إفطار اللئـــام.!