مجزرة قانا تشمئز من الفيتو الأميركي.
د.نسيب حطيط
إرتكب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الحائز على جائزة نوبل للسلام مجزرة قانا عام1996 واغتصب الأمم المتحدة في مقرها الأممي وقتل جيشه أكثر من مائة لبناني من الأطفال والنساء والشيوخ تحت علم الأمم المتحدة.
عوقب الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي لقوله الحقيقة ولم يجدد له ولم نسمع الأعراب و العالم الغربي يتحركون في مجلس الأمن دفاعا عن الإنسانية ،والذي منعته اميركا من إدانة إسرائيل،بإستخدامها حق النقض (الفيتو ولم (يشمئز)العرب عندها من الأميركيين!
في عام 1996طارد الصهاينة السيد المسيح(ع)إلى قانا علهم يصلبونه ثانية كما أجدادهم، لكنهم فشلوا وخابوا كما المرة الأولى وكان القربان أشلاء الضحايا والنساء في(الهنغار)الأممي ،ولعنهم السيد المسيح(ع )بالمقاومة ففروا أذلاء ومن معهم في ايار عام2000وتحررت قانا وتحرر الجنوب،لكن صهاينة الحقد عادوا ليثأروا من السيد المسيح(ع)ثانية، فارتكبوا المجزرة الثانية في قانا عام2006وعاد المسيح(ع) ولعنهم فانهزموا بمشيئة الله وسواعد المقاومين وصمود الشعب اللبناني.
مجزرة قانا وأخواتها في المنصوري والخيام والعباسية والدوير والنبطية الفوقا والخيام وحولا وكل المجازر المنسية، تعطي الدليل الواضح على المعايير المزدوجة للنظام العالمي الأعور،المعايير المزدوجة بالنسبة للأسرى فأسير إسرائيلي يحرك العالم لتحريره بينما11ألف أسير فلسطيني لا يحركون حتى السلطة الفلسطينية ،المعايير المزدوجة تحرك إذا قتل إسرائيلي واحد،وتسكت عن شهداء المجازر المتنقلة منذ مجازر دير ياسين والحولا عام1948 المعايير المزدوجة تظهرحتى عند الأعراب في الملف النووي الإيراني السلمي وتسكت عن مفاعل ديمونة الإسرائيلي والقنابل النووية الإسرائيلية، تعبيرا عن العمالة السياسية ،المعايير المزدوجة تظهر في لبنان عند قوى14أذار التي تطالب بنزع سلاح المقاومة ولا ترى الطيران الإسرائيلي يخترق السيادة اللبنانية،و تسكت عن الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجيشه وشعبه.
قانا تقبح وجه الأعراب والمؤسسات الدولية،وتفضح المعايير المزدوجة والنفاق الدولي،ودماء الشهداء في قانا حفظها المقاومون عندما استطاعوا فرض تفاهم نيسان عام1996 لحماية المدنيين وكانت المرة الأولى الذي صار فيها اللبناني(إنسانا)له حقوق العيش كما الإسرائيلي ونشأت معادلة(السن بالسن)و(الصاروخ بالصاروخ) ، واسقينا الإسرائيلي حصرم الثأر بعد عناقيد الغضب ،وصرنا في زمن لا نقتل فيه وحدنا.
صرنا قوة يخافها العدو ،ودماؤنا يحميها المقاومون الشرفاء ولايتاجر بها اللصوص والأمراء.
قانا وأخواتها تصرخ ، لا تتركوا السلاح المقاوم وأحفظوا المقاومة من أي ضعف أو ثغرة أو خلل ،فالخوف ليس من الأعداء بل من الوقوع بالغرور والرفاهية والترف والسقوط بالجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وصيانتها،فتطعن المقاومة بتكديس الاموال والمخدرات وسطحية العقائد والإنحراف في السلوك والتمسك بالدنيا وزينتها.
مسؤولية حفظ المقاومة ليست محصورة بقيادتها وعناصرها وحزبها ،إنها مسؤوليتنا جميعا دون إستثناء، فمن رأى عيبا أو خطأ فليقومه بهدوء ومحبة ،فالمؤمن مرآة أخيه،وكل مواطن حارس لرصد العملاء، والمطالبة بإعدامهم حتى لا تتكرر قانا ثانية،لا أن نكافئهم بتخفيض السنة السجنية!
ماذا سيقول النواب(نواب المقاومة) للذين إنتخبهم من الجنوب من أهالي الشهداء أو اوالمعوقين والأيتام في جولاتهم الإنتخابية عام2013،هل سيبشروهم بتخفيض عقاب العملاء أم العفو عنهم وإلغاء عقوبة الإعدام... من يريد أن يكون نائبا عن الجنوب فعليه أن يحفظ دماء المقاومين الشهداءمنهم والأحياء،ولايقايض دمهم بالكرسي أو بعض التفاهمات وإلا سننسى الحسين(ع)ومن قتله ...وسننسى المسيح(ع)ومن صلبه .
أين المحاكم الدولية الخاصة منها والجنائية ،وأين مجلس حقوق الإنسان الذي ينفذ أوامر أميركا ويدين من يريد بإرتكابه جرائم ضد الإنسانية،ولا يحاسب إسرائيل المجرمة وقادتها ،أويلزمها بدفع التعويضات للشهداء مع أنهم في مقر الأمم المتحدة التي عجزت طوال22عاما من تنفيذ القرار425وعجزت عن حماية المدنيين في مركزها الأممي في قانا، وعجزت عن حماية من فيها في الخيام عام2006،لكن طالما أن المعايير المزدوجة تحمي إسرائيل فلن تتراجع عن جرائمها ...ولهذا لن نترك السلاح !