محور المقاومة يهزم أميركا في العراق
د.نسيب حطيط
ينهزم المشروع الأميركي مجدداً في العراق بوجهه التكفيري المسمى "داعش" ويفشل الغزو الثاني للعراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 والذي شكل التهديد المباشر لسوريا عبر شروط وزير الخارجية كولن باول للرئيس الأسد (الإذعان وطرد حماس والتخلي عن المقاومة في لبنان) وكان العراق-الأميركي بوابة الدخول إلى سوريا ...لكن سوريا لم ترفع الرايات البيضاء وأحتضنت حماس المقاومة التي انقلبت على سوريا وتحالفت مع قطر وتركيا !
إنهزم المشروع الأميركي في سوريا التي صمدت وقاومت مع محور المقاومة، فعاد الأميركي إلى العراق ثانية في غزوة الموصل التكفيرية وتآمر بعض العراقيين ومنهم البعث العراقي الذي كافأته داعش بتفجير قبر صدام حسين وحاول الأميركيون في العراق تعويض خسارتهم في سوريا وقطع طريق الإمداد الإيراني عن سوريا ولبنان وتفجير العراق وتقسيمه إلى ثلاثة دويلات (كردية – سنية – شيعية) وقال الأميركيون أن هزيمة داعش تحتاج إلى عشر سنوات ،لكن الجواب لمحور المقاومة والجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي والعشائر كان سريعاً وحاسماً،و بدأت هزيمة داعش ومعها الأميركيون وحلفائهم خلال أشهر و داعش لن تعمر طويلاً في العراق وبدأ ت داعش تتصحر وتنحسر في الجغرافيا والديمغرافيا العراقية.
لقد جاءت نتائج الغزو الأميركي- التكفيري عكسية، فبدل أن يتشتت العراق مذهبياً، توحد العراقيون في الحشد الشعبي والعشائر من (السنة والشيعة) لقتال داعش وتحرير المدن والقرى العراقية (السنية) دون اعتبار للمذهبية التي حاول الأميركيون وحلفائهم تأجيجها عبر الفبركات الإعلامية التي تتهم الحشد الشعبي بممارسات مذهبية أو عبر الضغط على العشائر ( وبعض ممثلي السنة) ليرفضوا تحرير مدنهم بواسطة الحشد الشعبي والجيش العراقي حتى جاهر شيوخ العشائر ا الذين ذاقوا مرارة القتل والذبح ،بموقفهو الوطني،فتوحد العراقيون ضد الفتنة المستمرة الغزو الأميركي.
- كانت داعش كلب الصيد الأميركي في العراق للضغط على الحكومة والشعب للإستغاثة بالأميركي لحماية العراق من داعش -الأميركية وأقامت أميركا التحالف الدولي الذي قصف داعش بالمساعدات والتموين وقال الجنرال (ديمبسي) في ذروة المعارك "أن على التحالف وقف غاراته ضد داعش" ! واستطاع العراقيون بمساعدة إيران وحلف المقاومة إثبات قدرتهم على هزيمة داعش دون مساعدة الأميركيين .
- إن الهدف الأميركي من إسقاط العراق هو تهديد إيران بالتكفيريين في تكرار للحرب العراقية الإيرانية والإطباق على سوريا من جهة العراق إستكمالاً للحصار من الجبهات الأردنية والتركية والإسرائيلية واللبنانية، لكن حسابات الحقل الأميركي لم توافق البيدر المقاوم في العراق وسيكون العراق فك الكماشة الثاني المتكامل مع سوريا للإطباق على داعش والمشروع الأميركي .
- كما أخطأت إسرائيل في قصفها لمجموعة المقاومة في القنيطرة واستدرجت إيران لتكون على حدودها مع سوريا وتمركز محور المقاومة على جبهة الجولان، فإن أميركا أخطأت استراتيجياً في العراق فخلعت أبواب العراق عبر داعش لتسهيل عودتها إلى العراق ،فسبقها الإيرانيون ودخلوا لمساعدة أشقائهم وأسقط بيد الأميركي وأهل الخليج وهم يبتلعون مرارتهم لإضطرارهم بالصمت عن وجود (سليماني) كرمز على الوجود الإيراني في العراق والثانية تبرير التدخل الإيراني والقبول به حتى الإشادة بنتائجه.
العراق سيستعيد عافيته وقوته ودوره في المنطقة وستعيد وحدته الوطنية لوأدالفتنة التي لم يعرفها العراقيون على مدى تاريخهم ،فعشائر العراق تضم سنة وشيعة والمكونات العراقية تحترم عقائد بعضها وتزور مقامات أئمتها وأوليائها دون تفرقة أو تعصب ... ورب ضارة (داعش) تكون نافعة لإظهار الخداع (الداعشي) الذي يكذب بشعاراته الهادفة لإستعادة حقوق أهل السنة وحمايتهم، فإذا به يعيث في ربوعه فساداً ويدمر مساجدهم ويغتصب نسائهم ويدمر قراهم...
والسؤال...ألم يتأذى سنة العراق من داعش أكثر مما تأذوا من شيعة العراق إذا افترضنا أنهم تعرضوا للأذى ؟
نداونا لأهلنا في العراق ...انتم إخوة في الدين والوطنية والقومية والإنسانية، فلا تلجأوا لأميركا التي ستضحي بكم وتبيعكم لأجل مصالحها ،كما فعلت مع صدام حسين والقذافي ومبارك فهل تستيقظون وتحذروا ؟