مشعل يلوح بعلم الثورة السورية فمتى علم 14 أذار
د.نسيب حطيط
حمل خالد مشعل علم الثورة السورية(العلم الفرنسي) في غزة معلنا تحرير سوريا التي أستضافته بعدما طرده كل العرب الذي شكرهم خاصة مصر وقطر وتركيا.
لقد سمحت إسرائيل لمشعل بالدخول لغزة ومنعت رمضان عبد الله وهددت بإلغاء الهدنة،لأنها تعرف تناقض الدورين بين مشعل ورمضان عبد الله فالأول حلفاؤه أصدقاء إسرائيل(مصر –تركيا-قطر...)ولذا فهي تطمئن له، تحت السيطرة ورمضان عبد الله حلفاؤه المقاومة وصواريخها فهو خطر يهدد الإحتلال.
لقد زارت قوى 14 أذار وعلى رأسها القوات اللبنانية غزة تأييدا للمقاومة ،وصار خصوم المقاومة في لبنان أصدقاء(حماس-مشعل) وتحولت كل الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية التي حملت السلاح مع المقاومة الفلسطينية وحضنتها إلى خصوم ،فأسامة سعد والشيخ ماهر حمود وعبد الرحمن البزري غرباء وبهية الحريري في غزة ؟ حزب الله وحركة امل والحزب الشيوعي والناصريين والقوميين غرباء والقوات اللبنانية والمستقبل أصدقاء...!
إن منظمة التحرير الفلسطينية ولدت من لبنان و جنوبه و أخذت الشرعية إنطلاقا من ساحته ،ومع ذلك تدخل الفلسطينيون في الشأن اللبناني في الحرب الأهلية وكانت النتيجة تهجير المقاومة الفلسطينية إلى تونس ومن ثم أوسلو وتحولت المقاومة إلى(سلطة بلدية).
الظاهر أن التاريخ يعيد نفسه،فما أعطاه لبنان لفتح أعطته سوريا لحماس وتدخلت حماس في سوريا حتى رفعت علم المعارضة السورية في غزة وهاجرت حماس إلى أحضان حلفاء أميركا وإسرائيل من العرب والترك، وشكرتهم وتنكرت لمن ساعدها وهو لا يريد شكرا ولا إمتنانا فهذا واجبه في قتال الإحتلال،والآن ستتحول حماس إلى شريك في السلطة الفلسطينية ويصبح خالد مشعل رئيسا(لبلدية فلسطين الكبرى)على 22% من أرض فلسطين التاريخية.
أيها الأخوة الفلسطينيون لا يصيبكم الغرور والعجب بعد هدنة غزة ،ولا تنخدعوا بالدعم الموهوم من مصر وقطر ،ومحور المقاومة لا ينزعج من قلة الوفاء ولا يصاب بخيبة الأمل... لكنكم نسيتم حتى السعودية التي رعت إتفاق مكة ولم تشكروها أيضا ،لأن الصراع بين الإخوان المسلمين والسلفية الوهابية قد بدأ في مصر بشكل واضح، ولا تستطيعون أن تكونوا إلا مع الإخوان .
وسؤالنا... ماذا لو أوعزت أميركا لقطر وتركيا ومصر والأردن بضرورة قطع العلاقات معكم ... ماذا ستفعلون لو إمتنعت إيران وسوريا والمقاومة في لبنان عن إيصال السلاح إليكم ؟فهل سيعطيكم أحد من العرب سلاحا .
القدس ليست فلسطينية بل هي إسلامية- مسيحية ولذا قال الإمام الصدر (إن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء) ولذا فنحن نعمل ونستعد للدخول إلى القدس، وقد وصلت بشائرنا عبر صواريخ (فجر5) التي نقلتها أيدي المقاومين الذين أعتقلوا في مصر-مبارك ولكننا لا نفهم كيف يحمل مشعل علم ما يسمى الجيش السوري الحر ويلوح به في وقت يهدد فيه الناطق بإسمه(الدادا) بمهاجمة قواعد المقاومة في لبنان، وهدد قبلا أن السوريين في لبنان قادرون على حمل السلاح وقد تدخلوا فعلا في الشمال ويعدون لأعمال تخريبية في الجنوب وغيره.
فهل أن(حماس-مشعل)أعلنت تحالفها مع 14 أذار في لبنان ضد المقاومة والأحزاب الوطنية؟
هل سيشهد لبنان تحالفا بين 14 أذار وبعض القوى الفلسطينية والمعارضة السورية لتعديل موازين القوى مع المقاومة وحلفائها.؟
الرمال اللبنانية إبتلعت الكثيرين سواء كانوا محتلين أو متدخلين أو متآمرين، وبقيت المقاومة ومن يلعب في الساحة اللبنانية مع حلفاء إسرائيل السابقين والمحايدين الحاليين المرتبطين بالمشروع الأميركي سيسقط،كما سقط الإحتلال وأعوانه وحلفاؤه في لبنان.
من أجل القضية الفلسطينية ومن أجل الوحدة الإسلامية نناشد الإخوة الفلسطينيين لا تقسموا المقاومة (مذهبيا) أو(قوميا) فإسرائيل تريد رأس الجميع ،فقليلا من التواضع وتقوى الله سبحانه ولا نحب أن نراكم تلوحون بأعلام القوات اللبنانية و14 أذار!