مظلومية الضلع المكسور للزهراء نسيب حطيط
ان المظلومية الكبرى والمتوحشة التي تعرّضت لها السيدة الزهراء والتي لا تنسجم مع القيم العربية السائدة في الجاهلية ولا تنتمي للقيم الإسلامية لكنها تشابه ما تعرّض له الأنبياء والرسل وابنائهم وعوائلهم من المظلومية والقتل والسجن والتعذيب او الحصار ..لكن المفارقة ان من سبقها كان يتعرض من الجماعة التي لا تؤمن بالدين وتحاول حماية معتقداتها التي تؤمن بها وتعلن جهارا وبصراحة محاربتها للفكر الديني ورسله وانبياؤه ورموزه .بينما في قضية السيدة الزهراء تم الانقلاب على الدين ورموزه وأهله ..باسم الدين .للثأر مما سبق بعدما تم الانحناء امام قوة الدين الجديد والتسلل اليه ثم العمل على السيطرة على قيادته بعد الرسول واستعادة الحكم المفقود والذي نزعه منهم الدين ليعودوا ويحكموا الناس باسم الدين بعدما تمردوا على البلاغ الإلهي والنص النبوي والواقع المعروف من الجميع وحتى منهم ..!
ان التجرؤ على حشد جماعة مسلحة بامر من المتصدي لخلافة رسول الله وبقيادة المرشح للخلافة بعده ولاقتحام بيت الامام علي والسيدة الزهراء على بعد امتار من قبر الرسول وبعد وفاته بأيم حيث لم يجف تراب القبر بعد وذلك بهدف اخذ البيعة علي غصبا وكرها ومخالفة لرسول الله وامره في تحد واضح لله ورسوله وللنص الإلهي (لا إاكراه في الدين" وفرض البيعة كرها بتهديد السلاح واحراق البيت على من فيه مع معرفة من فيه وفضلهم ودرجتهم وهم:
- الامام علي وصي رسول الله والقائد الإسلامي المعلوم غير المجهول والمنتسب الى بني هاشم الذين لهم منزلتهم الاجتماعية في المنظومة الاجتماعية العربية قبل الإسلام وبعده.
- السيدة الزهراء بنت رسول الله وحبيبته وبضعته والتي يعرف من هاجمها وسلبها حثها منزلتها عند الله سبحانه ورسوله والتي اشهدتهم على انفسهم بمال سمعوا من رسول الله (ص) عندما قال (فاطمة بضعة مني...من اذاها فقد اذاني...ومن ابغضها فقد ابغضني...)
- الحسن والحسين المعروفين عند المسلمين وعند من هاجمهما وهدد بإحراق البيت عليهما بأنهما سيدا شباب اهل الجنة ويعرف الآمر والقائد للاقتحام والإحراق منزلتهما عند رسول الله وسمعا وشاهدا ذلك واللذان قال بهما رسول (امامان قاما او قعدا ..حسين مني وانا من حسين...)
- سلمان المحمدي .وابو ذر والمقداد والعباس والفضل بن العباس والزبير وغيرهم من كبار الصحابة والمعروفين بتقواهم ومنزلتهم ودرورهم في الحركة الدينية وتثبيت ونشر والدين الجديد والدفاع عنه بل والقدرة الهم على خوض المعركة بمعناها العسكري الميداني اذا أرادوا ...
ان الهجوم اللاشرعي والإنقلابي الميداني بعد الإنقلاب السياسي واللاديني في "السقيفة" ومنذ اللحظات الأولى لوفاة رسول الله(ص) يدل على النوايا المبيتة والكامنة في الصدور وانتظار الفرصة المناسبة لاعلان الانقلاب وتسلم السلطة وفق فهم الإنقلابيين الدنيوي وليس وفق الفهم الأخوي للمنقلب عليهم وكأن من انخرط في هذا الإنقلاب قد صبر في الكمين السياسي والديني الذي نصبه للاسلام حوالي 23 عاما منذ اعلان الرسالة من قبل الرسول الأكرم وصبر لممارسة الإغتيال السياسي في لحظة فراغ وحزن وقد كان ذكيا وخبيثا ومتوحشا ومتطرفا في جرأته على الله ورسوله ..
قد يظن البعض ان اثارة ما حدث هو نبش للماضي واثارة للفتنة وهذا امر خاطئ وفهم سطحي للمشكلة وللاسلام والتعامل مع الحدث بشكل منفصل ومعزول عن المسيرة الدينية الى يوم القيامة ..ولأن الإسلام خاتم الرسالات ..ولأن الرسول الأكرم خاتم الأنبياء .ولا بد من التعامل مع هذا الحدث وكأنه حدث لحظوي في كل عصر لأن تبعاته لا زالت حتى اليوم وستبقى حتى يأذن الله للامام المنتظر بالخروج ؟
وتصوروا ماذا كانت النتائج لو لم ينقلب المنقلبون ؟؟؟
لن يكون هناك مسلمون سنة من اتباع الإنقلابيين...لن يكون هناك مسلمون شيعة من الذين تم الانقلاب عليهم؟
كانت دعائم تثبيت الإسلام مع الامام علي اكثر رسوخا وعدالة وحكمة وعاما .
لما كانت حروب صفين والنهروان والجمل وغيرها .
لما كانت عاشوراء ومجزرة كربلاء التي افتعلها الأمويون ..اتباعا #لسنة_ اقتحام بيت علي وفاطمة ...