معركة الموصل وحلب نهاية الربيع العربي الخادع
د.نسيب حطيط
ينتظر الجميع نتائج معركة الموصل وحلب كمحطتين مفصليتين في الصراع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات ، وما . يترتب عن هاتين المعركتين من نتائج زلزالية على المنطقة والعالم وفق هوية المنتصر
إن معركة الموصل وإنتصار الجيش العراقي والحشد الشعبي، أي إنتصار الدولة المركزية و إنهزام المشروع الأميركي –الصهيوني بالإضافة لإلغاء المخطط التركي لإحتلال الموصل بوصفها أرضا تركية بعد إحتلال الدولة العثمانية للعراق عبر أدواتهم التكفيرية ورعاته الخليجيين، مما سيغير الإتجاه العام والمحوري للمشروع الأميركي لما يمثله العراق من موقع جيوسياسي وقوة إقتصادية وبشرية مما يعطيه القدرة على إحداث التوازن مع دول الخليج وخاصة السعودية وعامل إرباك وقلق حقيقي لتركيا ومشروعها الأمبراطوري للأسباب التالية :
- إن العراق يشترك بحدود برية مع السعودية وتركيا وجزئيا مع الكويت وبالمعطى الأمني مع قطر والبحرين والإمارات ونتيجة للثقل البشري والعددي للعراق وإمكانياته العسكرية ، يستطيع ان يمثل عامل ردع لهذه الدول التي تجاوزت حدودها الجغرافية والسياسية لتفرض المخطط الأميركي على المنطقة، فتدخلت في سوريا واليمن والعراق ولازالت مستندة الى التعهدات الأميركية بضمان أمنها وكذلك لعدم وجود تهديد عسكري مباشر لأمنها و إقتصادها وهذا ما سيلغيه العراق في المستقبل بعد هزيمة داعش .
- إن إنتصار العراق سيساعد فب ي مساندة سوريا في حربها ضد الإرهاب والإطباق لى الرقة من الجبهتين السورية والعراقية، مما يفشل المخطط الأميركي بتجميع داعش والنصرة وكل الجماعات المسلحة برعاية تركية لفصل الشمال السورية وإقامة محمية أميركية –إسرائيلية تسنزف العراق وسوريا.
- إن إنتصار العراق سيجعل السعودية بين فكي كماشة اليمن والعراق ، مما يقيد حرية المناورة لديها ويعيدها إلى الداخل أو يحد من تدخلها الخارجي .
- إن تحرير الموصل سيساهم في إعادة العقلانية والرشد الى إقليم كردستان بقيادة البرازاني الذي أصابه الغرور والخطأ في الحسابات مدعوما بالتشجيع الأميركي والمساعدة الإسرائيلية ليتمرّد على الدولة المركزية والمضي في إبتزازها سياسيا وإقتصاديا" وسينهي حلمه بإعلان الدولة الكردية المستقلة الغير قابلة للحياة ، مما يضطره للعودة الى حضن الوطن العراقي الموحد لحفظ مستقبل الأكراد الذي خذلهم الغرب وأميركا في بدايات القرن العشرين ومع ذلك يصدقهم الأكراد مرة ثانية وسيبيعونهم عندما تتضرر مصالحهم وسيتخلون عنهم.
رب ضارة نافعة ورب نقمة تتحول إلى نعمة ، فمع كل المآسي التي أحدثتها داعش في العراق والتي أستكملت ما بدأه الاحتلال الأميركي ،لكنها أستنهضت الشعب العراقي وأيقظته بعد سنين عجاف دمرت العراق وقتلت أهله منذ الحرب على إيران ثم غزو الكويت وبعده الاحتلال الأميركي ،لينتفض العراقيون ويوحدوا كلمتهم وليقتنع البعض ان مستقبله ليس في تقسيم العراق او الإستعانة بالسعار المذهبي التكفيري ،فالعراق لم يعرف الصراع المذهبي والطائفي بين مكوناته وأطيافه .
معركة الموصل بداية النهاية لكابوس داعش وتقسيم العراق الذي سيتبعه تحرير حلب في مرحلة ليست بعيدة وعندها يعلن محور المقاومة أنه أستطاع وقف الزحف الأميركي – التكفيري، لينطلق للمرحلة الثالثة وهي الهجوم على كل ساحات الصراع في الإقليم وبعدها ليتفرغ لتوجيه البوصلة الى القضية المركزية –فلسطين- التي تخلى عنها معظم أهلها وكذلك أكثر العرب ليعلن بدء حربه الشاملة ضد الكيان الإسرائيلي.
قد يظن البعض أن ما نقوله حلما" يستحيل تنفيذه ،لكن الوقائع منذ العام 1982 تاريخ الإجتياح الإسرائيلي للبنان ،اثبتت أن ما كان مستحيلا بنظر الأكثرية صار ممكنا في العام 2000 وفي العام 2006 وهو قاب قوسين أو أدنى في العام 2017.
الوحدة والصبر والثقة بالله سبحانه وبالنفس وبناء المجتمع المقاوم لتحصين المقاومة ومجاهديها ،هم السبيل الوحيد للصمود ثم للنصر...وما النصر الا صبر ساعة .