معلولا تستغيث انقذوا المسيحيين في سوريا
د.نسيب حطيط
يعيش مسيحيو لبنان مرحلة خيبة مغامرات بعض قياداتهم ورهاناتها الخاطئة على أحفاد من صلب المسيح (ع) وتحالفها الآن مع التكفيريين والأخوان المسلمين!
بدأت مغامرة بعض المسيحيين بإشعال الحرب الأهلية بتحريض أميركي –إسرائيلي بعدما وفرت ممارسات بعض الفلسطينيين البيئة الملائمة.. مما أقنع بعض القيادات المسيحية للتعاون مع إسرائيل لإحداث التوازن العسكري فاشتعلت الحرب بحجة حماية المسيحيين ، أما جوهرها فكان مؤامرة إسرائيلية -أميركية لتهجير المسيحيين وتوطين الفلسطينيين أو على الأقل تقسيم لبنان لتأمين التوطين ولبناء قاعدة أميركية إسرائيلية فيما عرف بالمناطق الشرقية (المسيحية) وكانت نتائج المغامرة والرهانات الخاطئة ان أصيب المسيحيون بالتصحر في لبنان والآن في سوريا :
- خسارة المسيحيين لدورهم القيادي وتراجع صلاحياتهم (إتفاق الطائف)
- خسارة المسيحيين في الجغرافيا والديموغرافيا حيث أدت معاركهم في الجبل وشرق صيدا إلى تهجيرهم ، وأدت مغامرتهم بالتعاون مع الإحتلال الإسرائيلي في الجنوب (جيش حداد) ومن ثم (جيش لحد) إلى خسارتهم الكبرى على المستوى الوطني والوجودي.
- خسارة المسيحيين لوحدة القرار خاصة على الصعيد الماروني وساهمت معاركهم الثنائية (الصفرا مع الوطنيين الأحرار) (القوات - المرده) ومعارك (عون – جعجع) فيما سمي حرب الإلغاء الى تشتيتهم لا يوحدهم المصير المشترك ولا يجمعهم التهديد الوجودي وذابوا في سياسات المحاور الكبرى، لكن الملفت أن الفريق السياسي (القوات اللبنانية) والذي تحمل المسؤولية الأساس في خسارة المسيحيين ،لا يزال في خطه المغامر فيتحالف مع من لا يستطيع أن يكون نداً أو معارضاً له ولا ينسجم معه عقائدياً وسلوكياً فيتصرف كردة فعل على خصومه المسيحيين دون حساب لتداعيات موقفه عليه وعلى المسيحيين.
لقد أعلنت القوات اللبنانية وقوفها مع الثورات العربية ،تماشياً مع رعاتها الإقليميين لكنها لم توضح لأنصارها والآخرين.. هل كانت ضد حسني مبارك لتفرح بسقوطه ؟ أو ضد زين العابدين بن علي متحالفة مع النهضة في تونس .... ؟
نحن نتفهم وقوفها ضد النظام في سوريا لكننا لا نتفهم تحالفها وتأييدها للتكفيريين والإخوان المسلمين حتى ترفع شعار (فليحكم الإخوان)، ألم تقرأ أو تسمع ما يتعرض له الأقباط في مصر !
ألا تعرف ما تعرض له المسيحيون في العراق من القاعدة والتكفيريين حتى هجروا وتركوا العراق !
الا تعرف القوات أن التكفيريين يكفرون المسيحيين كما المسلمين بل أكثر من غيرهم !
المستغرب وغير المفهوم .. كيف يمكن للقوات أن تبرئ التكفيريين من الهجوم على معلولا أو الإعتداء على المسيحيين كما يعتدون على الشعب السوري ومساجده وكنائسه.
يمكن أن تخاصم في السياسة وأن تمارس المناورة أو التكتيك لكن لا تطمس الحقائق ... كلنا مهددون من الإعصار التكفيري مسلمين ومسيحيين علمانيين أو حركات دينية...
مفهوم الأقليات لا يعني المسيحيين أو الدروز أو الشيعة ... لقد أصبح أهل السنة والجماعة الذين لا يؤمنون بالقتل أو الذبح من الأقليات المهددة من التكفيريين.
نداؤنا للقيادات المسيحيةالروحية والسياسية الحريصة على تاريخها و مستقبلها ضمن بيئتها العربية الإسلامية المرتكزة على المحبة والأخوة والشراكة ،بأن تبادر لمراجعة تجاربها السابقة حى لا يذوب جمهورها في الغربة أو ينعزل من الخوف فتخسر مبرر وجودها ، وإن لا تتبع المشاريع التكفيرية ونحن لا ندعوها لأن تحمل السلاح مع محور المقاومة بل ندعوها للقراءة الصحيحة على المستوى الوطني والوجودي ،فتصريحاتها لا تسقط نظاماً ولا تنصر ثورة بل تدفع المسيحيين إلى محرقة الحرب الدائرة... وتحول المسيحيين إلى رهائن أو مهاجرين لإقتلاع جذور المسيحية بعدما سقطت القدس والناصرة وبيت لحم.. والآن معلولا وبراد.. نحن وإياكم في جبهة مواجهة الباطل مسلمين ومسيحيين... فلا تجعلوا السياسة الخاطئة تلوث عقائدكم ورسالتكم.
10\9\2013 سياسي لبناني*