الأمانــــة العامــــة للعتبــة الحسينية المقدسة
مهرجان تراتيل سجادية الدولي الخامس
بحث بعنوان
رسالة الحقوق للإمام السجاد (ع) "أسس واقعية لتعايش سلمي"
بسم الله الرحمن الرحيم
"رسالة الحقوق للإمام السجاد (ع)أسس واقعية لتعايش سلمي"
البروفسور نسيب محمد حطيط *
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (1)(
ان محاولة تفكيك واستخلاص (الأسس الواقعية للتعايش السلمي) في رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام)–زين العابدين تستوجب الإلمام والإحاطة بهذه الشخصية الرسالية المستولدة من البيت النبوي بالإضافة الى كونه "بقيّة" العائلة الإستشهادية الأولى في الإسلام والعائلة المسلوبة حقوقها كأفراد (أئمة ) او كجماعة (آل البيت) ومع ذلك لم تخالف الأوامر الإلهية والنبوية التي تستوجب حفظ الإسلام وحقن الدماء والسعي الى السلام والتعايش (كأمر واقع) يخدم الهدف الأساس مع انها تعلم ويعلم المسلمون حقوقها لكن لم يناصروها بشكل حقيقي يؤثر في منع الإعتداء عليها وسفك دمائها وسلب حقوقها وتهجيرها وسبي نسائها.
ان رسالة الحقوق تفرض على قارئها التعامل معها بانها جزء من مقاومة اخلاقية ومضبطة عدلية وقانونية تتكامل مع المقاومة الفكرية والمسلحة التي قام بها آل البيت النبوي وفق الظروف ومصلحة الأمة والتكليف الشرعي بل وتحدد حدودها وعدم التجاوز ولا يجب قراءتها تحت عنوان النص الجامد الضعيف بل (النص – الحجة ) بتعريف الناس على حقوقها حتى تطالب بها وتنفي عنهم صفة الجهّال بالحق ،كي لا ينسحبوا الى دائرة الحياد او الوقوف في جبهة الظالم او الطاغوت ومحاولة لبناء المجتمع الصالح او الأمة الصالحة اذا كانت ظروف اصلاح السلطة الحاكمة غير متيسّرة او غير ممكنة نتيجة الظروف والوقائع.
ولا بد من الإشارة على ان رسالة الحقوق للامام السجاد (714م) قد سبقت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأكثر من 12 قرنا" حيث اعلنت وثيقة حقوق الانسان عام 1949م وسبقتها وثيقة حقوق الشعب الإنكليزي الموقعة عام 1628م والخاصة ببريطانيا .
- تعريف الحق:ان يكون "الحق" اسما" من أسماء الله الحسنى كما ورد في القرآن الكريم (ثُمَّ رُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ)(2) و(إنا أرسلناك بالحق)(3) يجعله كافيا"، لتجاوز كل التوصيفات والتعريفات التي قالها المشرّعون والفلاسفة – مع انهم لم يتفقوا على تعريف موحد للحق- ويعطيه السمو والعلو والقداسة ، وقد وردت كلمة "الحق" ومشتقاتها في القرآن الكريم في ثلاثة وثمانين ومائتي (283) مرة حوالي ضعف كلمة "سلام" 140) وبالنسبة للتعريف الإسلامي وفقا للآية الكريمة يصبح الحق متعلقا بكل ما حكم به الله سبحانه ومتعلقا بصفات العدل والمساواة...وينقسم تعريف الحق الى مستويين :
- التعريف الإسلامي "للحق" يرتكز على الأسس التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وما استخلصه الأئمة (ع) منهما وهو ثابت غير متحرك الا في بعض الجزئيات.. لأنها مرتبطة بتعاليم وتشريعات الله سبحانه وتعالى.
- التعرف الوضعي : هو الذي شرّعه علماء القانون والفلاسفة (التشريع الوضعي) وهو يختلف بين بلد وآخر وصولا" للتناقض فهو متغير غير ثابت حيث يعتبر (الحق ) كل ما منحه القانون للأشخاص والجماعات أو والدولة ...
وبالنسبة لنا ولرسالة الحقوق فإنها مبنية على أساس التعريف الإلهي وليس على أساس القوانين الوضعية المنقسمة على منظومتي الرأسمالية و الإشتراكية وغيرها.
تعريف التعايش: إن مصطلح التعايش يعتبر من المصطلحات (السياسية – الاجتماعية) الحديثة التي فرضتها وقائع التواصل بين الشعوب والأديان بعدما كانت صفة الإنعزال او الجغرافيا النقية تستوعب القوميات او العقائد لتصبح الجغرافيا اسما موازيا" للعقيدة او العكس ومن أوائل الذين طرحوا مصطلح ( التعايش السلمي) كمفهوم نظري كان الجنرال البروسي، كارل فون كلاوسويتز (1780-1831) في كتابه بعنوان "في الحرب"، ونشر سنة 1831، وكان أول بحث يعالج مفهوم التعايش السلمي ما بين القوى المتنافسة والمتصارعة والتي تتصف بميزة (معادلة القوى) او "توازن الردع" والتي مهّدت لولادة مصطلح (التعايش السلمي) وبرز مصطلح التعايش السلمي بوضوح بعد الحرب العالمية الثانية وقد دعا اليه الرئيس السوفياتي الراحل "نيكيتا خروتشوف" عقب وفاة ستالين عبر انتهاج مبدأ قبول فكرة تعدد المذاهب الإيديولوجية العالمية والتفاهم بين المعسكرين الغربي والشرقي ومن المصطلحات المعاصرة للتعايش السلمي "المواطنة او "السلم الأهلي" او "المؤاخاة" مصطلح (الإدنماج) الذي طرحته أوروبا -وخاصة فرنسا - مع اللاجئين والمهاجرين الذين لجأوا اليها بأعداد كبيرة ولم يستطع الطرفان (اللاجىء والشعب المضيف الإنسجام او المساكنة) وقبيل منظومة (العولمة) لنشر السلم العالمي ظاهرا" لكنها في الواقع تخبىء خبثا" ذكيا" لإختراق المجتمعات او ما يسمى بالتنازلات المتبادلة او تفكيك وحجة الشعوب عبر مصطلح التعايش السلمي بين مكوناته القومية الطائفية والإثنية ،حيث يجب علينا الإلتفات لهذا المصطلح الذي بدأ في لبنان عند رحيل المستعمر الفرنسي في القرن الماضي وطرح ميثاق (العيش المشترك) وقد بدأ طرح مصطلح (التعايش السلمي) في العراق بعد الغزو الأميركي ليطرح التعايش السلمي بيم المسلمين أنفسهم او بينهم وبين الطوائف والقوميات الأخرى التي هي مسلمة أيضا"(مثال الأكراد –التركمان..).وقد طرحت المرجعية المباركة مبادئ (التعايش الاجتماعي) في العراق خصوصا" على لسان ممثلها في كربلاء سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(4) وحددت خمسة مبادئ لهذا التعايش الاجتماعي واعتقد انها حاولت تجنب مصطلح التعايش السلمي لعدم تكريس الخصومة او الحرب بين مكونات للشعب العراقي .
إن التعايش هو فعل إرادة بالعيش والمساكنة والتجاور وتقبل الآخر دون تعد عليه (لا إكراه في الدين) او اعتداء من قبله وفق منظومة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(5) ولا بد من إقتران التعايش بصفة السلمي لأنه لا تعايش دون سلام اومهادنة .
إن استمرارية التعايش السلمي ضرورة كما هي ضرورة العيش لاستمرار الحياة بشر ط ان يكون التعايش بما لا يخالف الحكم الإلهي والنبوي وعدم الذوبان وحصر التعايش بعدم الاكراه للآخر دون التنازل عن المبادئ والرضوخ لإملاءات الآخرين ...(إعطاء الحق للآخرين مقابل اعتراف الآخرين بحقوقك .. حيث فرض المناهضون للإسلام وفق ما ورد في القرآن (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )(6).
- تعريف السلم .
ان الإسلام يلقح النفس المؤمنة بمبادىء السلام (فالسلام) هو احد أسماء الله الحسنى بالإضافة ان تحية المسلمين هي "السلام عليكم" أي ان المسلم يبادر لإعطاء السلام والأمان عند لقائه بالآخر فاتحا" باب المودة والإحترام له ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم)(7) وقد تكررت كلمة السلام ومشتقاتها (140) مرة.
- أنواع التعايش السلمي في رسالة الحقوق:
عندما نسمع او نقرأ مصطلح “التعايش السلمي” يتبادر الى الذهن ان المقصود هو التعايش السلمي بين الدول او الطوائف او القوميات او القبائل بحدها الأدنى متمثلة بالمعاهدات واتفاقيات السلام والصلح والمهادنة بناء على اتفاقيات دولية او دينية او عشائرية او حزبية ،لكن مصطلح التعايش السلمي يمكن اسقاطه على الأفراد والجماعات الصغيرة من عدد الإثنين(2) وما فوق(فالوئام والمودة والمساكنة والتصالح بين الزوج والزوجة وبين الأهل والأبناء وبين الأخوة والجيران والأصدقاء وكل ما تم ذكره في الرسالة ...) تتطلب تعايشا" سلميا" وحياة مسالمة ..جوهرها التسامح وعدم هضم الحقوق والإعتذار عن الخطأ وعدم المشاحنات واحترام صلة الرحم ، فإذا استطاع الفرد تربية نفسه على منظومة حفظ حقوق الاخرين ،أعانه ذلك في بناء دار السلام والمصالحة والتعايش معهم دون التنازل عن ثوابته ومبادئه العقدية التي ترضي الله سبحانه ...
إن التعايش السلمي مفهوم اجتماعي وسياسي يزهر بمعاني كثيرة تشرح ماهيته وتحقق أهدافه دون استعمال المصطلح بحرفيته وهذا ما يظهر في رسالة الحقوق للإمام السجاد (ع) عندما حاول إطفاء شرارة العداء والخصومة والتقاتل عبر الغاء الدافع المتمثل بسلب الحقوق للآخرين وعبر تأديب الأدوات المادية (الجوارح) وعبر الأدوات العقلية بإخضاعها للأحكام الإلهية المبنية على العدل والمساواة وحفظ الحقوق والثواب والعقاب لتأسيس منظومة التهذيب والتربية الأخلاقية المرتكزة على حفظ حقوق الغير لسد منافذ الخلاف والشقاق والخصومة متدرجا من "الجزء" الى "الكل" تحت قبة شاملة هي قبة الحق الإلهي الراعية للعبد المؤمن ابتداء وعلى الخليقة عامة وفق المنظمة الإلهية للتغير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)(8).
الأسس العامة لرسالة الحقوق.
إن الأسس والمرتكزات العامة لرسالة الحقوق موزعة على ثلاثة محاور و وتنقسم على خمسة دوائر..أما المحاور فهي:
أ- ( الحق الإلهي (فأَمَّا حَقُّ اللهِ الأَكْبَرُ فَإنَّكَ تَعْبُدُهُ لا تُشْرِكُ بهِ شَيْئاً، فَإذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بإخلاصٍ جَعَلَ لَكَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَكفِيَكَ أَمْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَحْفَظَ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْهَما)(9).
إن العبودية والتوحيد وعدم الشرك بالله وان الله (أكبر) يعطي الإنسان ملكة عدم التفلت او الطغيان والخوف من العقاب والطمع بالثواب وبما انه يعتقد بذلك يصبح لائقا" بالغلبة والفوز في الدنيا والآخرة اذا اطاع الله سبحانه فإنه يتفلت من التحالف او الإستجداء بالغير من القوى الضعيفة مهما عظمت وكبرت وتمنحه القوة والصبر لحماية حقوقه او عدم التنازل عنها او كبح جماح نفسه بالطغيان على الآخرين وسلبهم حقوقهم وهذا اول مدماك في التعايش السلمي والركيزة الأساس الحاملة لهذا المفهوم والقبة التي تظلل كل اللاجئين اليها طمعا" في حياة هانئة ورغيدة بعيدا" عن العنف ومن لا يؤمن بها او بوجود الآخرة يصنع قوانينه التي تؤمن مصالحه دون حساب للآخرين ويسحق كل من يواجهه بحجة مخالفة القانون او الشرعية المصطنعة التي صاغ نسيجها القانوني والعدلي ....) وقد حدد الله سبحانه الشريحة التي تستفيد من التعايش السلمي وفق القرآن الكريم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)(10)
ب - الذات الفردية (الجوارح.. يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(11) ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )(12)
ان الإنسان بطبعه يخاف من الرقابة والشهود اذا ارتكب ذنبا" او فعلا" منكرا او جريمة او سرقة وأثبتت الوقائع إمكانية إخفاء الأدلة للجريمة او تجاوزها عبر شهود الزور او الرشوة او استغلال السلطة او الإستقواء بالحاكم وفق القوانين الوضعية على إختلاف مفاهيمها وعقائدها المادية المتنوعة ،أما الإعتقاد بوجود شهود ملازمين عبر ملائكة الله سبحانه الكاتبين بالعدل والجوارح المسخّرة للإنسان لتأمين معاشه وقضاء حاجاته والمتفلتة من السيطرة عليها في الآخرة والخارقة للنظام الطبيعي (النطق) بحيث يتحول الانسان من انسان ناطق "باللسان" يسيره عقله الى انسان "ناطق بالجوارح" الخارجة عن ارادته واوامره ولا يستطيع القيام بالمعصية والمنكر على تنوعهما بدونها في الدنيا ، مما يجعل الإنسان مقيدا" بشهود ملازمين ينطقهم الله سبحانه ولا ينطقون الا بالحق والصواب دون تزوير او احتيال او نقصان عندها يصبح الأساس الثاني للتعايش السلمي المبني على عدم ارتكاب الفاحشة او المنكر او الإعتداء أدوات الخصام والحرب والفتنة والتحريض والقدح والتشهير بما تمثل من أبواب ونوافذ للنفور والشحناء بين الناس الأقربين والأبعدين .
الشموليـــة: تمتاز رسالة الحقوق عن غيرها من المواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان وحماية الطفل بالشمولية والتخصيص دون البقاء في العام، بالإضافة الى ربط بنودها ومفاهيمها بالاحكام الإلهية الثابتة غير المتحركة بينما لجأت القوانين الدولية للعموميات وربطت الحقوق وتوصيفاتها بالقوانين الوطنية التي تختلف عن بعضها البعض مما شرّع تعدد المرجعيات لتعريق الحقوق وجعل الفرد خاضعا" لحقوق متباينة وفق الجغرافيا التي يعيش فيها ووفق نظام الحكم الذي يحكم البلاد وفق ما ورد في وثيقة (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)(13) في المادة الثامنة (لكلِّ شخص حقُّ اللجوء إلى المحاكم الوطنية المختصَّة لإنصافه الفعلي من أيَّة أعمال تَنتهك الحقوقَ الأساسيةَ التي يمنحها إيَّاه الدستورُ أو القانونُ، مما جعل الحقوق معرّضة للطعن والسلب والتمايز بحيث يصبح الحق في دولة او نظام ما تمردا" على القانون والشرعية والعكس بالعكس ،مما أحال العالم الى ساحة متقلبة في حماية الحقوق وتعريفها وفتح أبواب الفتنة والحروب والتشتت والتفكك في المجتمعات الوطنية او الإقليمية او الدولية حيث ورد في المادة 29 – البند رقم 2 (لا يُخضع أيُّ فرد، في ممارسة حقوقه وحرِّياته، إلاَّ للقيود التي يقرِّرها القانونُ مستهدفًا منها، حصرًا، ضمانَ الاعتراف الواجب بحقوق وحرِّيات الآخرين واحترامها، والوفاءَ بالعادل من مقتضيات الفضيلة والنظام العام ورفاه الجميع في مجتمع ديمقراطي)(14) والمجتمع الديمقراطي يشرّع رأي الأغلبية الأكثرية والتي يمكن ان تكون من حزب او قومية واحدة فتفرض احكامها وقوانينها على الآخرين ويمكن ان تتغير في فترة زمنية قصيرة نتيجة فوز اغلبية أخرى منافسة ومتناقضة مع الأولى .بينما تخضع رسالة الحقوق لمبادىء أخلاقية سلوكية الهية ثابتة بعيدا"عن المزاجية والتقلب السياسي فتصبح أسس التعايش السلمي ثابتة غير متحركة ومتزلزلة بعناوين اليمين واليسار او الراسمالية الاشتراكية والثنائيات السياسية او المتعدة .
ج – الجماعة .اكدت الرسالة على حقوق (اهل الملة واهل الذمة -اهل الكتاب-) على الفرد انطلاقا من الامر الإلهي والنبوي و الإمامي(15)حيث ركز القرآن على عالمية الرسالة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون)َ(16). وخص اهل الكتاب فقال تعالى ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(17) وأكد رسول الله (ص) على وحدة المؤمنين والمسلمين : (لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّر أَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه )(18) بالإضافة الى منظومة التآخي والسلمية في قول الامام علي (ع) (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) (19) وقد حاول الامام السجاد(ع) ربط الفرد بالجماعة البعيدة والقريبة بعلاقات السلام والود والاحترام لتشكيل مجتمع إنساني بعيد عن علاقات المصالح والمادة او الربح والخسارة بمفهومها التجاري المادي بل ببعدها الروحي والإنساني والديني .
دوائر أصحاب الحقوق في الرسالة .
تتوزع على خمسة دوائر ( الذات الإلهية -الفرد -الاسرة –الجماعة المباشرة – الجماعة العامة ) مقسمة الى (خمسين حقاً على الإنسان) ويتوزع الحق على أنواع ومنها (الحق المادي – المعنوي – الشهوي – الديني...).
مرتكزات واسس رسالة الحقوق .
- الأساس الأول: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عبر الإستنباط والتأويل والتفسير( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم)(20) .
- الأساس الثاني :السنة النبوية الشريفة (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي).
- الأساس الثالث: التوسع من الدائرة الفردية الى الجماعة ثم العالمية حيث تكون البداية بتامين حقوق الغير عليك قبل المطالبة بحقك على الآخرين التفصيل بالحقوق لكل صاحب حق خلاف القوانين الوضعية .
- الاساس الرابع : تلازم الحقوق الدينية والمعنوية والأخلاقية السلوكية مع الحقوق المادية مع اسبقية الاولى
- الاساس الخامس:ربط الحقوق بالامر الإلهي (العقاب والثواب ) خلاف القانون الوضعي (العقاب المادي – السجن – الغرامة ..)
مصطلحات نواقض التعايش السلمي وفق دوائر أصحاب العلاقة:
ان التوصيفات والمصطلحات المتعلقة بانهيار التعايش السلمي بين الأفراد والجماعات تتنوع وتختلف وفق دوائر اهل الحقوق ففي بعض الدوائر تكون العلاقات افقية وفي بعضها عمودية او مباشرة او غير مباشرة فتترواح مظاهر عدم التعايش السلمي بين الهجر والعقوق الى الخصام وصولا الى الحرب وفق ما يلي :
- الدائرة الإلهية.
المعصية والحرب على الله سبحانه ورسوله عبر العصيان والرفض للاوامر الإلهية ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا)(21) ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ )(22)
- الدائرة الثانية (الارحام) الشجار والهجر والعقوق مع ( فعظوهن واهجروهن في المضاجع )(23) وقول رسول الله (ص)(إن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر) وقال الله تعالى(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظ عَظِيمٍ)(24)
- الثالثة :الخصومة مع الجار والصديق و... عن النبي الكريم(ص) قال( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)وفي حديث آخر ( في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض إلا المشرك أو مشاحن )(25)
الواقعية والثبات والتمكن او القدرة في المطالب.
ان الواقعية الواضحة والسهلة في مطالب الامام السجاد(ع) وفق المنظومة القرآنية (لا يكلف الله نفسا" الا وسعها )(26) لا تترك مجالا لأي فرد للتملص من الالتزام بها بحجة عدم القدرة او الفقر او قيود السلطة او البيئة المحيطة او المرض( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ)(27)فهي مطالب معنوية وسلوكية لا تتعلق بالأمور المادية بل بالأمور العقدية والتربوية الأخلاقية وتلعب دورا عكسيا" في تحصين العقيدة والأخلاق للفرد اذا حاول القيام بها طالما انها تتعلق بنفسه وبالله سبحانه وهو الرحمن الرحيم وفي استقراء لمفردات الحقوق وتوصيفاتها نرى هذه الواقعية السهلة الممكن القيام بها دون التأثر بالظروف الخارجية او المحيطة او الضاغطة او المانعة .
ان من المميزات الإستثنائية للواقعية الملحوظة في الرسالة تتمثل بإنتمائها لمنظومة الأخلاق المتعارف عليها وتشكل منظومة من القيم المشتركة بين كل العقائد او الفلسفات الإنسانية، مما يعطيها طابع الديمومة والثبات وعدم الخضوع للمتغيرات، فالصدق والوفاء والسلام والرحمة للصغير او الكبير او الخصم لا يمكن ان تتغير عبر الزمان والمكان في المجتمعات الانسانية الحضرية واغلب المجتمعات القبلية او البدوية والاهم انها لا تحتاج لأجهزة الشرطة والأمن للرقابة عليها وفرضها او فرض الغرامات على المخالفين وهي أمور يستطيع الإنسان إذا أراد ان يقوم بها دون عناء ولذا حاول الامام ان يكون واقعيا فلا يحما الانسان ما لا يستطيع فعله (لكي تطاع اطلب المستطاع) فهو لا يطلب بذل المال او الروح او التضحية بما يملك من مادة على تنوعها ،إنما يطلب الكلمة الطيبة والفعل الحسن والخلوق واذا لبّى الافراد متطلبات هذه الرسالة ،فيستطيعون بناء الفرد الصالح والاجتماعي المسالم والمتسامح ،مما يبني تلقائيا" المجتمع الصالح وقبلها الاسرة الصالحة وصولا الى الدولة الصالحة وقد استطاع رسول الله (ص) بعد الهجرة الى المدينة المنورة ان يؤسس لهذه المدينة عندما استطاع ان يؤاخي بين المهاجرين والأنصار وبين القبائل المتقاتلة حتى اليهود المعادين والمحاربين له فقد وقع معهم المعاهدات ولم يطرد المنافقين من المدينة مع علمه بهم لكن هذا التعايش السلمي كان دون التنازل عن المبادئ والثوابت والأهداف او الذوبان في الآخرين او الإعتقاد بمعتقداتهم او ما عرف اصطلاحا بالمدينة الصالحة التي نشدها ونظّر لها الفلاسفة بما اطلقوا عليه اسم "المدينة الفاضلة" والنموذجية مع صعوبة تنفيذها واقعيا" وتعتبر مفردات الحقوق الواردة في الرسالة مفاتيح التعايش السلمي والتسامح وفق التالي :
مفاتيح التعايش السلمي في الرسالة .
- الدائرة الإلهية ( العبادة –عدم الشرك- الإخلاص)
- حق النفس ( الطاعة لله –وحق الجوارح -)
- اللسان ( عدم الفحش-النطق بالخير-الادب-عدم الفضول )
- السمع (التنزه عن خبث الكلام - تَكْسِبُ الخلق )
- البصر(الغض عن الحرام – استعماله للعلم )
- الكبير(الاحترام- التوقير – تقديمه في المسير- عدم الاستجهال- الاكرام لاسلامه).
- اليد (القبض والبسط بما يرضي الله )
- البطن( الطعام الحلال – الموازنة بين الجوع والشبع )
- الصغير(الرحمة –العفو-الرفق- التستر- العون-العطاء)
- الفرج (الحفظ)
- الصوم(صوم الجوارح – التقية )
- الصلاة(الإقامة – الخشوع –المناجاة )
- الصدقة (النفقة – السرية )
- الخليط (عدم الخداع او الغش او الكذب والاستغفال.....)
- الأقارب والعشيرة الاهل (السلامة-الرحمة-الرفق-استصلاح-الشكر-النصرة-اللطف-الوصل)
- المسلمون (السلامة –الرحمة-الرفق-كف الأذى –الشكر).
- اهل الكتاب ( القبول بما قبل الله منهم-عدم ظلمهم-الوفاء بالعهد)
ووفقا" لهذه المفاتيح السلوكية والمعنوية الخاصة بالتعايش السلمي في رسالة الحقوق نرى منتهى الواقعية والسهولة مع الإمكانية في تحقيقها لأنها خارج الماديات التي عادة ما يحرص عليها الإنسان ويطمع في امتلاكها او التعدي على الآخرين لسلبها دون حق بها والأكثر من ذلك انها تبني علاقة تبادلية بين الكبير والصغير وبين المتخاصمين او المختلفين في العقيدة وغيرها وتعطي الحق للآخر وفق الصفة التي يحملها في نفس الوقت التي تمنح الحق للمعطي بصفته الأخرى المتعلقة به مثال ان حق الأب او الأم او الأخ . بنفس اللحظة التي تعطي الحق لأبيك او امك ستأخذ الحق من ولدك بصفتك كأب او أم وعندما تعطي الحق لأخيك ستأخذ الحق من اخيك بصفة الأخوة معه ... وهذه قمة العدالة والمساوة في إحقاق الحق المتوازن والممكن بطريقة طوعية دون إكراه، مما يحقق التعايش السلمي بمفرداته المتعددة والأهم انها طاعة لله سبحانه ورسوله الكريم وتحصيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
أسباب الشجار والعداء .
تتنوع أسباب اشتعال الفتنة والشجار والخصومة او الحرب فتكون مصدرها (كلمة – فعل –او اتهام بالباطل والتزوير مما يزعزع منظومة الإلفة والمودة والصداقة او صلة الرحم او تهديدا" للحقوق الشخصية او العامة وسأكتفي بمثالين اثنين نظرا" لضيق الوقت وذلك كنموذج تحليلي للرسالة .
الجوارح: ان ما يقوله الامام السجاد حول الجوارح ينطلق من الآية الكريمة (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(28) ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )(29)
اللسان: (إكرامه عن الخنى ) أي ابعاده عن فاحش القول الذي يمكن ان يهتك كرامة اح من الناس فيثيره ويأتي مطالبا بحقه وفرض الاعتذار فاذا رفض المفتري وقعت الواقعة ونشب الخلاف الذي يمكن ان يؤدي للأذى من قتل وجرح ويؤسس للثأر المتبادل بين القبائل او حتى الدول (القبائل الكبرى ) (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ)
السمع : ـ فتنزيهُهُ عن أنْ تجعلَه طريقاً إلى قلبك إلاّ لفوهة كريمة تُحدِث في قلبك خيراً، أو تكسب خلقاً كريماً، فإنّه باب الكلام إلى القلب، يؤدّي إليه ضروبَ المعاني على ما فيها من خير أو شرٍّ.
ان الجلوس والاستماع لفاحش القول والغيبة او الطرب او الأفكار المنكرة او الخبيثة مما يستولد مفاهيم وسلوكيات سلبية تستدرج صاحبها الى العمل الآثم الذي يوقد الفتنة ويطعن الوفاق والمودة ويفجر التعايش والسلام والإلفة بين الأفراد والجماعات
وأمّا حقّ يدك:ـ فأنْ لا تبسطها إلى ما لا يحلّ لك (فتنال بما تبسطها إليه من الله العقوبة في الآجل، ومن الناس بلسان اللائمة في العاجل...ـ ولا تقبضها عمّا افترضَ اللهُ عليها...ولكن توقّرها: بقَبْضها عن كثير ممّا يحلّ لها، وبسطها إلى كثير ممّا ليس عليها، فإذا هيَ قد عُقِلَتْ وشُرِّفَتْ في العاجل وَجَبَ لها حُسْنُ الثواب من الله في الآجل يقول الله في كتابه الكريم (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا ) وصحيح ان الآية تتعلق بالإنفاق وفق المفسرين لكن يمكن تعميم مفهومها على ميادين متعددة في الحياة العامة وصولا" الى عدم الإسراف بالقتل الجائز شرعا" .
ان اليد آلة تنفيذية للقتل او القطع او التخريب في الوقت الذي تكون فيه آلة للإسعاف وتضميد الجراح وزرع الأشجار والورود انها وسيلة لايصال الصدقة ( حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه) في الوقت الذي تكون فيه آلة للسرقة والسلب والنهب ..هي مرآة القنوط والدعاء كما هي صانعة الأصنام التي نعبد من دون الله ..هي من تطلق الرصاص في الحرب لقتال الأعداء او للإعتداء على الآمنين فاجعلها تعمل بما يرضي الله سبحانه ولا تعصي أوامره آلة للخير والحياة وليست للشر والموت ..لا تجعلها تدفع ثمن معصيتك بالسرقة فتقطع وهي التي لا تستطيع الرفض بل هي مأمورة .
وفي الختام يمكن ان نستخلص من رسالة الحقوق للإمام السجاد(ع) بأنها رسالة تربوية – أخلاقية تنتهج الواقعية وإمكانية التطبيق حيث انها لم تعتمد على الماديات التي يتمسك بها الناس سواء بالبذل او الطمع او سلب حقوق الغير مع تميزها بالواقعية الشمولية والأسبقية في الطرح عن المواثيق المعاصرة لحقوق الإنسان بالإضافة لإرشاد وتوجيه الجمهور العام للعمل بها طواعية دون إكراه بل طاعة لله سبحانه ورسوله الكريم وارشادات الأئمة طمعا بالثواب والجر في الدنيا والآخرة مصداقا" لقوله تعالى (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) وقد غرس الامام السجاد هذه الكلمة الطيبة لتنتشر بين الناس لتكون مصداقا" لقوله نعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
والحمد لله رب العالمين
كربلاءالمقدسة في 14\9\2018
المراجع
1- سورة البقرة – آية رقم38.
2- سورة الأنعام – آية رقم 62.
3- - سورة البقرة-آية رقم 119 .
4- الخطبة الثانية لممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي لصلاة الجمعة 22/شعبان/1438هـ الموافق 19/5/2017م.
5- - سورة الحجرات- آية رقم 13.
6- - سورة يونس –آية رقم 15
7- - سورة الأنعام –آية رقم 54.
8- سورة الرعد - آية رقم 11
9- - رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين (ع).
10- - سورة الممتحنة –آيات رقم 8-9.
11- - سورة النور – آية رقم 24
12- - سورة الإسراء – آية رقم 36
13- - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان—وثيقة تاريخية هامة في تاريخ حقوق الإنسان—صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، واعتمدت الجمعية العامة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس في 10 كانوان الأول/ ديسمبر 1948 بموجب القرار 217 ألف بوصفه أنه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم. وهو يحدد،و للمرة الأولى، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا.(عن موقع الأمم المتحدة http://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/index.html)
14- - المصدر نفسه.
15- - نسبة الى الأئمة (ع)
16- - سورة سبأ- آية رقم28.
17- - سورة العنكبوت - آية رقم 46
18- صحيح مسلم .
19- قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان في الذكرى الخمسين للاعلان العالمي لحقوق الانسان1998م (قول علي ابن أبي طالب):يا مالك إن الناس صنفان: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية) ، وبعد أشهر اقترح (عنان) أن تكون هناك مداولة قانونية حول( كتاب علي إلى مالك الأشتر).اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مداولات طويلة، أقرتها الأمم المتحدة في تقريرها السنوي الصادر عام 2002م ( الشيخ محمّد السند، بحوث معاصرة في الساحة الدولية، 365).
20- سورة النساء –آية رقم36.
21- سورة المائدة- آية رقم 33 .
22- - سورة النساء - آية رقم 14.
23- - سورة النساء - اية رقم 34.
24- - سورة فصّلت – آية رقم 24.
25- - صحيح الجامع 4268 .
26- - سورة البقرة – آية رقم 286.
27- - سورة الطلاق –آية رقم 7.
28- سورة النور – آية رقم 24
29- - سورة الإسراء – آية رقم 36