نتنياهو بين العجز والفساد نسيب حطيط
يعاني رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حالة الإحباط التي تلازمه منذ سنوات وهو يكافح لحصد لقب "(الرئيس- الملك) الذي حكم أطول مدة زمنية كرئيس وزراء في إسرائيل التي بدأت في العام 1996 بعد فوزه على شيمون بيريز ويبدو انه أصيب بعدوى عدم التنازل عن السلطة بعد تحالفه مع الأنظمة الملكية والأميرية او الرئاسية في العالم العربي لكي يتجانس معهم (من عاشر القوم أربعين يوما" صار منهم او رحل عنهم) وهو يريد البقاء معهم لإنجاز صفقة القرن وذلك عبر كسب الولاية الخامسة كرئيس حكومة، والمشكلة انه يلاحق بتهم الفساد منذ سنوات وينجو منها الواحدة تلو الأخرى ،اما نتيجة استغلال موقعه في السلطة وتهديد او تعطيل سلطات المراقبة والتحقيق او بسبب ضعف منافسيه السياسيين وتشتتهم مما يفسح المجال له لتنظيم تحالفات غير استراتيجية ومتقلبة تهدف للعودة لرئاسة الحكومة حتى لو كان التحالف مع أحزاب صغيرة فهو يستعمل منظومة التحالف مع (المقاعد) وليس التحالف مع الأفكار والسياسات والخطط للأحزاب .
يتميز نتنياهو عن سلفه "إيهود أولمرت" الذي سجن بسبب الفساد وقبض الرشاوى ،بأن فساده "فساد عائلي" فلا يقتصر عليه بل يطال زوجته سارة وولده ويتميز أيضا" بتنوع فساده واختلاف قيمة الرشاوى ونوعيتها فالقضية المسجلة تحت عنوان القضية "4000" أو "قضية بيزيك"، وهي أكبر مجموعة اتصالات في إسرائيل، وسعيه للحصول على تغطية إعلامية إيجابية في موقع "واللا" الإخباري مقابل خدمات وتسهيلات حكومية و قضية 2000"، التي تتهمه بالإتفاق مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالتغطية الإيجابية عنه ،ثم القضية "1000" والتي تدين نتنياهو وأفراد من عائلته بقبض رشاوى بقيمة 750 ألف شيكل (240 ألف دولار) من المنتج الإسرائيلي أرنون ميلتشان، و250 ألف شيكل (72 ألف دولار) من الملياردير الأسترالي جيمس باكر.
أما زوجته سارة فقد اتهمت بحصولها وموظف حكومي على أكثر من 100 ألف دولار من أموال الدولة عن طريق الاحتيال لشراء مئات الوجبات من مطاعم، وتم توجيه تهم الاحتيال وخيانة الثقة وتلقي سلع عن طريق الاحتيال إلى سارة، وقد استدعيت للمحكم للتحقيق معها وكانت زوجته قد أدينت ببيع القناني الزجاجية الفارغة
بما عرف بقضية "قناني سارة" حيث كانت تلوم العاملين في البيت الحكومي لعائلة نتنياهو، المموّل من أموال الضرائب، بإعادة الزجاجات الفارغة للمحال التجارية وقبض المردود المالي عن كل زجاجة فارغة (نحو عشرة سنتات).وقد واعترفت عائلة نتنياهو بالفضيحة، مكتفية بتقديم (شيك بقيمة ألف دولار) الى خزينة الدولة بينما قالت الصحافة الإسرائيلية ان "سارة" قد ربحت حوالي 6000 دولار واستعملتها لأغراض شخصية اما ابنه "يائير" فقد فضح والده عندما طلب اموالا" من لصرفها على "فتاة تعرّ" وذلك من صديقه أوري، الابن الأكبر لإمبراطور الغاز الإسرائيلي كوبي ميمون وقال له (يا صديقي، لقد ساعدكم والدي في الظفر بصفقة بقيمة 20 مليار دولار، وأنت ترفض أن تقرضني 400 شيكل؟
ان مشكلة نتنياهو انه لم يسجل في سجله أي انجاز عسكري مع انه استطاع كسب معارك سياسية واقتصادية عبر نجاحه بالتطبيع مع معظم الدول العربية بل وتجاوز عقد الإتفاقيات ذات التنازلات المشتركة الى عقد التحالفات مع دول الخليج دون مقابل للعرب ومع ذلك لم تشفع له إنجازاته من تجاوز الرأي العام الإسرائيلي لفساده مع عائلته لإهظار الشفافية والديمقراطية في الكيان الصهيوني وان الجميع تحت سقف القانون والمساءلة فالهدف حماية الكيان وليس حماية الأشخاص .
وقد تنبا كثيرون بان يلجأ نتنياهو لمغامرة عسكرية سواء في لبنان او في غزة قبيل الإنتخابات المبكرة في نيسان المقبل لإعادة تجميع أنصاره والرأي العام للفوز بهذه الانتخابات تضاف الى مشروع "صفقة القرن" لكن العجز العسكري الذي يمنع الجيش الإسرائيلي من المغامرة في لبنان يمكن ان يتجه نحو غزة بضربات محدودة لها وظيفة انتخابية او ان الإدارة السياسية للكيان الصهيوني قد اخذت قرارا بإعفاء نتنياهو من الحكم او إعطائه إجازة اجبارية لبضعة سنوات ثم إعادته للعمل السياسي.