لقد طالعت المقابلة الخاصة مع فضيلة مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو وقد رأيت من واجبي أن أجيب على بعض اتهاماته أو هواجسه أو تخيلاته المفترضة خوفا من مذهب إسلامي خاصة وانه درج في الأونة الأخيرة على إطلاق تصريحات سياسية،له كل الحق أن يتمايز عن سواه في الموقف السياسي الذي ينسجم مع قناعاته ولكن ضمن ضوابط وحدود تلزم كل مواطن وكل مسلم وتراه ملزما أكثر من غيره لأنه في موقع الفتوى وقد نصب إماما لفئة من الناس من موقعه الديني فإذا كان العامة ملزمين بالتهدئة ولغة العقل والحكمة والكلمة الطيبة فواجب رجل الدين العاقل أن يكون أكثر حكمة وهدوء من العامة بل أن يكون ضابطا لإنفعالات العامة لا مثيرا للعواطف و المشاعر الراكدة أو الهادئة ولكن ما يبعث الطمأنينة في النفس هي المقالة بحد ذاتها حيث أعترف فضيلة الشيخ أنه يتحدث وفق الظروف والضغوط بعد ما سدت بوجهه طرق الإنكار لأحاديثه السابقة فعاد ليتحصن بفكرة الضغوط التي مورست عليه ليقول عكس قناعاته ولذا فإن ما يقوله الان هو نتيجة الظرف وتغير الزمان والمكان والواقع السياسي ولذا فان تصاريحه المرحلية يمكن أن(تنسخ)بتصاريح وأحاديث جديدة وفق الواقع السياسي المستجد دون ارتكاز على القناعات والمبادىء وإنما وفق الرياح السياسية مع أنه يملك حصانة العمامة الدينية التي تحفظ من كل زلل أو خلل في المواقف والأداء، فالعقائدي هو من يثبت على موقفه مهما تغيرت الظروف ولا يكيل المديح لأحد دون قناعة ليعود ويشتمه بعد حين والعالم الديني لا يمكن أن ينصاع للمثل الشعبي(اليد التي لا تستطيع غلبها بوسها وادع عليها بالكسر)اما بان ذلك غير وارد لعدة اسباب أهمها:
- فيما يتعلق بالمسلمين الشيعة وخوفه من ان ياخذوا منه ما يملك فاننا نطمئنه -ان المسلمين الشيعة يامنون بالاسلام ومبادئه ووحدة الصف وتحت شعار انما المؤمنون اخوة في ظل شعار الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ولا يمكن ان يسلب الاخ اخيه او يتعدى عليه.ان المسلمين الشيعة لا يتطلعون لاخذ ما في يد غيرهم وهم الذين ظلموا او حرموا وعرفوا معنى ان ياخذ الاخرون حقوقهم ولذا فلن ياخذوا حقوق الاخرين الا اذا تجاوز البعض وتعامل معهم بانهم مواطنون درجة ثانية وان حقهم ليس لهم او هو حق الاخرين.
ان النظام السياسي اللبناني المبني على الطائفية السياسية يحفظ حقوق جميع الطوائف وبالتالي يضمن عدم تعدي البعض على البعض الاخر وفي هذا امان لفضيلة الشيخ ومن يمثل.
وما يلفت الانتباه هو اتهامه للمسلمين الشيعة(بتأميم) الامام الحسين واحتكاره مع ان الشيعة لا يدعون ذلك بل يقومون بما يمليه عليهم واجبهم الديني في احياء ذكرى سبط رسول الله(صلعم)وسيد الشهداء في مواجهة الانحراف.والانحراف لا يمكن ان تسقط تهمته في نظام العفو السياسي بل ان مواجهة الظلم والانحراف واجب كل مسلم فاذا قصر مسلم في ذلك فلا يكون الحق على من يقوم بواجبه بل على الذي تقاعس عن نصرة العدالة فاذا كان فضيلة المفتي ونحن لا نشك في ذلك من المؤيدين والتابعين لاهل البيت فاننا مستعدون لتلبية اي دعوة لاحياء هذه الذكرى مع غيرها من الاحداث المنيرة والعظيمة في تاريخ الاسلام من اجل اعادة العزة والكرامة في هذه الامة التي تتطاول عليها الظالمون بعناوين اهمها مساواة الاسلام بالارهاب وبدل ان نناقش من ياخذ من درب من الشيعة ام السنة.فلنناقش ما ياخذه اعداء الامة اميركا واسرائيل واعوانهما من هذه الامة من نهب للثروات في افغانستان والعراق وفلسطين وغيرها لتبقى للامة ثرواتها وحقوقها وبدل ان نتنازع ونفشل وتذهب ربحنا هباء نناشد فضيلة المفتي ان يضع يده بيدنا لوحدة الموقف والصف ومناقشة هواجسه ومخاوفه بهدوء دون اعلام حتى لا يفهم(حرصه)في غير موقعه في لحظة سياسية مفصلية في تاريخ لبنان والمنطقة حيث يخطط الاعداء للشرق الاوسط الكبير وان اي تصريح او كلام يشكل منفذا لايدي الفتنة المتربصة من خلال الشبكات الاسرائيلية التي انكشف بعضها اخيرا وما زال غيرها نائما او متربصا لاشعال الفتنة في لبنان بعدما دب الياس في نفوسهم من اسقاط لبنان في القبضة الاميركية الاسرائيلية فكان لا بد ان تقاتل طالبان والنظام في افغانستان لتسقط افغانستان في قبضتهم عقود طويلة ولا بد من ان يكون القتل في العراق وهدم المساجد على اساس تكفيري فيكون الانتحاري(المسلم)في مسجد براثا وغيره من المساجد ليسقط العراق ولا بد من الفتنة على الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس لتسقط فلسطين ولا بد من اشعال الفتنة في لبنان اما مسيحية اسلامية او اسلامية–اسلامية او لبنانية فلسطينية او لبنانية سورية ليسقط لبنان المقاوم ليكون قاعدة اسقاط الانتفاضة والنظام في سوريا مقدمة لاسقاط الانظمة العربية واحدا بعد الاخر.لنهب الثروة واسقاط الاسلام الصحيح وبناء الاسلام التكفيري والمهزوم .والظاهر اضافة لاتهام المسلمين الشيعة بمصادرة السياده وتخريب الاجماع الوطني والتحالف مع سوريا فقد اضيفت تهمة جديدة تثير الشفقة على قائلها وهي انهم سرقوا(الحسين)من البعض ولا بد من اعادته اليهم.فضيلة المفتي الكلمة الطيبة تثمر الكلمة الطيبة وتضيىء النور والكلمة المحرضة توقد الفتنة وتشعل النار ونحن نريد من سماحتكم كلمات شموعا تضيىء ظلمة الجهل الذي يحاول الاعداء ان يدثرونا بغطائه ولا نريد كلمات توقد فتنة مخبأة او يعمل على استيلادها.هدانا الله واياكم الى سواء السبيل ولتكن الستنا دعوات اخوة ومحبة تجمع ولا تفرق وان يكون قولنا وفعلنا في لم الشمل دون مجاملة وهذه مسؤوليتك اكثر من مسؤولية العامة مع دعائي بالتوفيق .