ندوة عن السلفيتين الجهادية والتكفيرية أي مشروع وأي مستقبل د نسيب حطيط
وطنية - نظمت "مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر"، مع المعهد الشرعي الإسلامي، ندوة بعنوان: "السلفية الجهادية والسلفية التكفيرية: أي مشروع وأي دور وأي مستقبل"، لمناسبة صدور كتابي "السلفية الجهادية" للدكتور محمد علوش، و"السلفية التكفيرية" للدكتور نسيب حطيط، في حضور حشد من المثقفين والإعلاميين المهتمين بهذا الموضوع.
واعتبر الاعلامي محمد شري أن "داعش ليس فقط نتاج مؤامرة، بقدر ما هو كشف عن نقاط الضعف القائمة لدينا، ونعمل جاهدين للتستر عليها. يجب أن نعترف بأننا نعاني ازدواجية بين النظرية والتطبيق. ويجب تأصيل السلوك السياسي المتطور والمتحول مع النظرية الفكرية، وإلا فإننا دائما معرضون لمثل هذه الظواهر المتشددة".
وتحدث الدكتور نسيب حطيط، مؤكدا أن "التكفير ظاهرة متجذرة عبر التاريخ في كل الديانات، وأن التكفيريين هم جلادون من جهة، لكنهم من جهة أخرى ضحايا الفكر الذي تربوا عليه من مشايخ تم تصنيعهم سياسيا ومخابراتيا وضحايا المشروع الإستعماري الذي استولدهم ورعاهم واستخدمهم، ومسؤولية مواجهة التكفيريين هي مسؤولية كل شخص يفترضه التكفيري عدوا"، داعيا إلى "العمل على تأسيس مقاومة ثقافية لمواجهة منهج التكفير ودعم الحوار الديني والإنساني لمواكبة العمل الميداني وإنقاذ الشباب من الفكر الضال ومقاومة التكفير المتبادل، والعمل في دوائر المذاهب للتخفيف ومعالجة الغلو والمغالاة التي تتطور إلى التكفير الخفي الفكري والسلوكي".
ثم كانت الكلمة للدكتور محمد علوش الذي لخص أبرز ما جاء في كتابه "السلفية الجهادية"، وعرض في سياق تاريخي مفهوم السلفية وتطوره، كما عرض أدبيات الحركات السلفية المتمثلة بمبدأ الحاكمية ومبدأ الولاء والبراء وجهاد الأنظمة، متوقفا عند أبرز صفاتها لكونها "تيارا أيديولوجيا صداميا مناهضا بشكل مطلق لكل ما هو قائم من انظمة إجتماعية وسلطات سياسية وثقافية".
وفصل خصائص تنظيم "داعش" من حيث "هيمنة الشباب، حداثة الدين، استنهاض التاريخ بحذافيره، تطبيق جذري للمفاهيم".وعرج على منظري التيار السلفي، فعددهم وذكر أبرز كتبهم، ومتناولا الصياغات الفكرية الحديثة للسلفية الجهادية بشكل سريع، والظروف السياسية التي نشأت فيها.
وكانت الكلمة الأخيرة للدكتور حسن المحمود الذي أبدى جملة من الملاحظات دونها عقب قراءة كتابي كل من علوش وحطيط، وذلك بعدما شدد على أن "نمو الجماعات التكفيرية وتنامي انتشارها والتداعيات المرافقة لها تجعل من قراءة هذه الظاهرة وتكوين رؤية نظرية واضحة عنها، أمرا في غاية الأهمية".
وأعقبت الكلمات مداخلات من الحاضرين ركزت على ضرورة البدء من الساحة الداخية والإنطلاق من النقد الذاتي لكل نوازع الإقصاء لدى كل الحركات، أيا كان مذهبها أو أيديولوجيتها.