نسيب حطيط الناتو بصدد تأديب تركيا وإعادتها إلى الحظيرة الأمريكية الأوروبية
الوقت- تحدث الكاتب والباحث السياسي اللبناني الدكتور نسيب حطيط لموقع الوقت التحليلي عن آخر التطورات في ادلب، حيث قال ان ما يجري في ادلب والشمال السوري يُدخل القوى المتصارعة في المنطقة في دائرة المواجهة المباشرة وتُنقل الاحداث السورية من الصفة الداخلية إلى الصفة الاقليمية والدولية البعيدة عن حقوق الشعب السوري حيث أن التطورات تحولت الى صراع بين محورين على المستوى الاقليمي بين المحور الذي تقوده امريكا وبين محور المقاومة.
ونوه الكاتب اللبناني الى ان التدخل التركي المباشر قد أزاح القناع عن الالتباس منذ بداية التطورات السورية -كما قيل- بحيث غاب الوكلاء من المرتزقة والتكفيريين او متعددي الجنسيات لتصل الدولة السورية وجيشها وحلفائها للمواجهة مع الاصيل الأمريكي والتركي وبالتالي نحن امام مواجهة يمكن ان تتخذ صفة الاقليم بين سوريا وتركيا وصفة الصراع الدولي بين روسيا وأمريكا لأن روسيا الآن في نقطة لا تستطيع التراجع فيها عن وجودها في سوريا خوفاً من ان يصيب الاتحاد الروسي ما اصاب الاتحاد السوفيتي بعد هزيمته في افغانستان وكان نتيجته الاولى تفكك الاتحاد السوفيتي.
واضاف، والآن اذا انهزمت روسيا واخرجت من الساحة السورية وبالتالي من ساحة الاقليم فإنها ستتعرض للتفكك كاتحاد روسي وتصبح دولة اسمها روسيا فقط من دول العالم الثالث. لا خيار امام الروس إلا المواجهة والاستمرار لإثبات وتثبيت وجودهم او المغادرة وفي هذا نهاية للوجود السياسي الدولي.
ما يجري الآن في ادلب محطة مفصلية ويمكن ان توجه المسارات على مستوى تأثير الدول
وتابع، الآن هناك اشكالية بسيطة هي كيفية التعامل مع الاتراك او مع سياسة اردوغان نتيجة تقاطع المصالح بين ايران وتركيا وبين روسيا وتركيا على المستوى الاقتصادي نتيجة الحصار الذي فرضه أمريكا وتنصاع إليه اوروبا فإن كلا الطرفين مستفيدين من هذه العلاقة وكذلك الروسي والتركي وهنا يصبح ان المشكلة معقدة بين المصالح الاقتصادية وبين المواقف السياسية والمصالح الاستراتيجية لهذه الدول الثلاث وبطبيعة الحال للدولة السورية.
وأردف قائلا، إن ما يجري الآن في ادلب محطة مفصلية ويمكن ان توجه المسارات على مستوى تأثير الدول سواء تركيا وايران على مستوى الاقليم وعلى الوجود الأمريكي او الروسي على المستوى الدولي إلى نقطة محورية هي هل ستسترجع الدولة السورية المناطق التي احتلها التركي ام تتراجع؟ اعتقد ان الدولة السورية ستكمل هذا المشوار مع صعوبته مع حلفائها رغم الاثمان الباهظة.
لا مصلحة للناتو بأن تغرق تركيا بالكامل؛ الناتو بصدد تأديبها واعادتها الى الحظيرة الأمريكية - الأوروبية
وعن دعم الناتو لتركيا في مواجهات ادلب، قال الدكتور حطيط، ان الناتو لا يستطيع تقديم الدعم البشري وهو قاصر عن جمع العديد البشري لكي يدعم تركيا. الجيش التركي هو الخزان البشري عمليا للناتو، ما يقوم به الناتو هو ان يدعم تركيا في حرب بديلة او بالوكالة سيدعمها بالمعطى اللوجيستي وليس بالمعطى المالي. تركيا تبتز اوروبا باللاجئين لتؤمن المال والناتو سيدعمها بالأسلحة لكن كعديد بشري تركيا قادرة على تغطية هاذ الامر.
واضاف، لا مصلحة للناتو بأن تغرق تركيا بالكامل وتنهزم اعتقد ان الناتو بصدد تأديبها واعادتها الى الحظيرة الأمريكية - الأوروبية حتى لا يكون لها قرار مستقل بحيث تتدخل في ليبيا وسوريا والعراق في اي مكان دون مشورة او على الاقل موافقة بالكامل من أمريكا او الناتو. لكن السؤال هنا هل ان امريكا لها المصلحة في ان تتزعم تركيا العالم السياسي السني ام السعودية؟ اعتقد ان الناتو وامريكا تريدان تأديب تركيا وليس اغراقها لأنها تمثل الذراع العسكري البشري الوحيد المتبقي الممكن الاستعانة به على مستوى الشرق الأوسط.
كما حصل اليوم والجدل حول اسقاط طائرة سورية هو جانب من المغالاة التركية
وحول أسباب تضخيم الاعلام المعادي لسورية ومحور المقاومة حجم خسائر الجيش السوري، قال الدكتور حطيط، الأتراك بطبيعتهم لا يقولون الصدق تاريخياً هم يجافون الصدق، اردوغان بحاجة الى ان يكون له انجازات عسكرية تعوض خسائره الميدانية فكان يوحي للأتراك بأن هيبته المعنوية هي التي تردع الجيش وحلفائه.
وأضاف، عندما تلقى ترکیا صفعات متتالية وأخرها الصفعة التي اعترف فيها أن هناك عشرات القتلى من الجنود الأتراك وبدأت تصل جنائزهم الى تركيا مما أثر على الوضع الاقتصادي و انخفاض الليرة الترکیة واثر على شعبيته ويريد ان يخادع الرأي العام التركي.
واختتم بالقول، هو يبالغ في اعداد القتلى وفي عدد الأليات والدبابات المدمرة بحيث يريد ان يوازن اعلامياً بين فقدان الهيبة وفقدان السيطرة لأن الرأي العام عبر الاعلام العالمي يعرف ان كل ما بنته تركيا خلال 8 سنوات بعد الاحداث في سوريا على مشارف الانهيار والخسارة الكاملة لأنه اذا انهزم المسلحون في ادلب –وسيهزمون ان شاء الله- فإن كل المشروع التركي واحلام السلطة العثمانية ستنهار وهي ستنهار عملياً. المبالغة التركية كما حصل اليوم والجدل حول اسقاط طائرة سورية هو جانب من المغالاة التركية.