نسيب حطيط وقع كتابه نواقض المذهب التكفيري من القرآن والسنة
الإثنين 19 أيلول 2016 الساعة 12:14
وطنية - وقع الدكتور نسيب حطيط كتابه "نواقض المذهب التكفيري من القرآن والسنة" الصادر عن دار المحجة البيضاء للنشر في قصر الأونيسكو - بيروت.
حضر حفل التوقيع رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب علي بزي، نقيب المحررين الياس عون، ممثلون عن السفارة الروسية في لبنان، مدير الدراسات في وزارة الإعلام خضر ماجد، امين عام الهيئة القيادية في حركة المرابطون العميد مصطفى حمدان، شخصيات، فاعليات سياسية، تربوية، ثقافية، إعلامية واجتماعية.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى النقيب عون كلمة قال فيها: "إستقبلت امس في مكتبي بنقابة محرري الصحافة اللبنانية الباحث والاستاذ الجامعي الدكتور نسيب حطيط الذي قدم كتابه الجديد "نواقض المذهب التكفيري من القرآن والسنة" الصادر عن دار "المحجة البيضاء". ويقع الكتاب في 237 صفحة من الحجم الكبير يتناول فيه 84 موضوعا حول الاتجاهات التكفيرية ومذاهبها، معززا بالوثائق والصور، ومستشهدا بآيات من القرآن وبعض الاحاديث النبوية. وشرح حطيط الهدف من تأليفه هذا الكتاب بالقول: "حاولت نقض فكر التكفيريين من مصادرهم وفتاويهم وسلوكياتهم، دفاعا عن الاسلام ورسوله وليس دفاعا عن مذهب او جماعة بالمنطق والدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لتبرئة الاسلام والمسلمين من توحشهم وجهالتهم، وكذلك الشباب البريء من افكارهم المنحرفة".
أضاف: "ليس غريبا على كاتب معروف من آل حطيط الايغال عميقا في أساسات الايديولوجيا والفكر الاجتماعي والسياسي والديني على مرتكزات الترصن والتقوى والانبهار بالقوة العلوية وانبيائها المترسلين والطاهرين والمولودين على هذه الارض المشرقية - العربية والكارزين عليها. كان مسيحنا عيسى بن مريم ناطقا فقط بالارامية - ولحظة غيبوبته على الصليب قال بالارامية "ايلي ايلي لما شبقتاني" اي "الهي الهي لماذا تركتني" ، وعندما قرر شابا فتح معركته الأخيرة مع اراخنة الرومان واحبار اليهود هجم ككتلة نورانية مضيئة ومتعففة فعذبوه حتى التلاشي والامحاء لكن لم يمت اذ نظر الى الجموع كقوة الهية وقال لها: كونوا اخوة!
بعد سنوات طويلة من السير على جمر اللظى، ظهر النبي محمد هالة من سكب نور، قرشيا، عربيا ينادي بأعلى الصوت: "وانزلناه قرآنا عربيا بلغة عربية مبين" فضرب السعار اليهود في الجزيرة وحاولوا قتله اكثر من مرة حتى توفي مسموما، وما زال اليهود يقتفون أثرنا إما بالقنابل او بالسم كما حصل مع القائد ياسر عرفات".
وتابع: "منذ وجد الانسان والارهاب توأمه. كانت الارض لأربعة فقتل قايين هابيل وتكررت الاحداث. عندنا، في المسيحية وبعد استشهاد المسيح ب 300 سنة انعقد المجمع النيقاوي عام 325 للرد على المطران آريوس لان الكنيسة اعتبرته ارهابيا وفي عام 381 انعقد مجمع القسطنطينية للرد على مفاهيم الطبيعتين في المسيح ثم المجمع الخلقيدوني وبسببه ارسلت بيزنطيا يهودا ذبحوا 350 راهبا على العاصي وعيدهم هو عيد جميع القديسين في 31 آب من كل عام.
حصل ما يشبه ذلك في الاسلام ولم يكن قتل الشهيد الحسين الا ذروة ذلك. احيي بالفم الملآن الكاتب الزميل حطيط الصاعد قلما منتجا وجريئا مسلما، على خطى النبوة الطاهرة لازالة الاعوجاج.
وأختم بقول قاله جرجي زيدان واضع التاريخ الاسلامي: ما بيصح الا الصحيح".
حطيط
وختم حطيط بكلمة قال فيها: "التكفير حق الله سبحانه وليس للبشر التطاول عليه. تكفير البشر لبعضهم البعض لازم كل الرسالات السماوية من اليهودية للمسيحية للاسلام بحجة حماية الدين من قبل بعض الناس الذين يتصرفون بأنهم الأكثر إيمانا والأكثر تقوى وينصبون انفسهم آلهة أو وكلاء الله سبحانه على الأرض بدون إذن منه.
التكفيريون يقدمون حساب الآخرة ويستعجلونه ويجعلونه في الدنيا خلاف السنة الإلهية.
يحكمون على الظاهر وهم عاجزون عن معرفة الباطن. يحكمون على سماع ورؤية الظاهر للحظة أو ساعة وهم يجهلون النيات والدوافع وما يفعله الآخرون وهم على انفراد.
التكفير لا يقتصر على التكفير الديني بل يتعداه إلى التكفير السياسي والقبلي والحزبي، فالأحزاب تكفر بعضها وتكفر من يخالفها وكذلك الدول تكفر خصومها وأعداءها وتطلق عليهم أوصاف محور الشر او الإرهاب والإيديولوجيات تكفر من يخالفها ويصل التكفير ان يكفر الواحد منا الآخر ويرجمه ويعزله. والتكفير المعاصر من أبشع انواع التكفير وأسخفه واكثره وحشية فالوهابي او السلفي التكفيري يكفرك كيفما تحركت وكيفما تحدثت وكيفما لبست فإن لم تقصر ثوبك فأنت كافر. وإن حلقت لحيتك فأنت كافر.
وإن لم تضع المرأة النقاب فهي كافرة. والتصفيق تشبه بالكفار وكفر. والتحية العسكرية كفر".
أضاف: "يكفر السلفيون الوهابيون كل المسلمين والمسيحيين وكل العلمانيين والناس أجمعين. والمشكلة ان البعض يعتقد أنه خارج دائرة الذبح والسبي التكفيري، لأنه يهادن التكفيريين ويظن خطأ بأنه في مأمن ولذا يترك واجب الدفاع والمقاومة على عاتق البعض بل ويدينه ويستنكر فعله، بينما الواجب ان نقاوم التكفير كل وفق إمكانياته وقدراته بالكلمة والموعظة والفن والمسرح وبالحوار وبالرصاص، فالقضاء على جحافل التكفير لا تقوم على العمل العسكري فقط فهو يحاصر الخطر ويمنعه من التمدد ومن القتل لكنه لا يلغيه ولا بد من مقاومة ثقافية وفقهية وإعلامية تفضح هؤلاء التكفيريين الذين أساؤوا للاسلام واهله وتعاملوا مع العدو الصهيوني وقالو "ان الله لم يأمرنا بقتال إسرائيل" وهل أمرهم الله سبحانه بقتال المسلمين او المسيحيين المسالمين؟
وختم: من أجل تأسيس مقاومة ثقافية وفكرية وإعلامية ضد التكفير الديني والتكفير السياسي كان هذا الكتاب الثاني بعد كتاب السلفية التكفيرية الجذور والمنهج ونوجه الدعوة للمؤسسات الدينية والحزبية والمدنية للتعاون لتأسيس جبهة مقاومة التكفير قبل ان يتجذر وينتشر ويستنزف قدرات الأمة ويشوه تاريخها ويدمر تراثها".