نسيب حطيط وقع كتابه "السلفية التكفيرية" وكلمات أكدت وجوب مواجهة هذه الظاهرة وتدارك أخطارها
الجمعة 26 أيلول 2014
وطنية - وقع الدكتور نسيب حطيط كتابه "السلفية التكفيرية"، في احتفال أقيم في قصر الاونيسكو، حضره الوزير السابق علي قانصو، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين،نقيب المحررين الياس عون، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ، ممثل السفارة الايرانية حسين بدكاري، وفد السفارةالروسية برئاسة الملحق الثقافي سيرغاي فرابيوف، مدير الدراسات في وزارة الاعلام خضر ماجد، محمد خواجه ممثلا حركة امل، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، رئيس حركة الامة الشيخ عبدالناصر جبري، عميد معهد الفنون الدكتور محمد الحاج وشخصيات سياسية وثقافية وقضاة واساتذة جامعيون وضباط واعلاميون وممثلون عن الاحزاب ورؤساء بلديات ومهتمون .
بداية النشيد الوطني، ثم قدم للاحتفال زياد حمود، فكلمة للنقيب عون، استهلها بالقول:" ما اكثر الكتب التي تصدر عن دور النشر في بيروت ومن كل نوع ولون وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الكتاب الورقي مازال بخير ولا غرابة في ذلك، رأسمال لبنان الاول - كما اعرف وتعرفون - فهو الكتاب الذي يعبر اللبناني من خلاله عن احلامه وطموحاته ويسجل في تاريخه الممتدة جذوره عبر الازمنة البعيدة .
لكل منا عالمه الخاص في الكتابة، هناك من يختار الشعر، وهناك من يختار القصة، وهناك من يختار الصحافة وهكذا دواليك ، اما صديقنا الكاتب المميز الدكتور نسيب حطيط فقد اختار الطريق الصعب، اختار المجال الفكري والعلمي الذي يحتاح الى الكثير من البحث والتدقيق والى الكثير من المعاناة والجرأة فكان كتابه عن" السلفية التكفيرية ".
لم ينشغل العالم كما انشغل بهذه المنطقة ، منطقة الشرق الاوسط منذ الحروب الصليبية التي لم تنته باندحار الصليبيين من الشرق انتهت بالحرب العالمية الاولى في العام 1918، عندما صرح الجنرال اللنبي من مصر: الان انتهت الحروب الصليبية لكن انشاء الكيان الاسرائيلي في العام 1948 كان شكلا من اشكال الصراع بين الشرق والغرب باعتبار ان اسرائيل هي قلعة الدفاع عن مصالح الغرب وحضارته ولم يترك العرب لمصيرهم منذ عقود بسبب مركزهم الاستراتيجي وثرواتهم الطبيعية حتى طموحاتهم في التقدم والتنمية ممنوعة عنهم .
عار علينا ان نظل حكومة ومعارضة وشعبا نتلهى بالسياسات الصغيرة ولا نلتفت الى الامور الكبيرة التي تضع وطننا من جديد على طريق الحياة، علينا ان نرفع الصوت في المحافل الدولية ونجبر الدولة الارهابية على دفع التعويضات كاملة عن الاضرار الفادحة التي لحقت بنا قبل قيام هذه الدولة ولا ننسى ان الصهاينة مازالوا حتى اليوم يطالبون المانيا بتعويضات ابادة اليهود على يد هتلر بما سمي المحارق النازية.
عندما قرأت كتاب زميلنا العزيز الضخم والفريد من نوعه " السلفيةالتكفيرية -الجذور والمنهج" ادركت مدى الجهود المضنية التي بذلها من اجل ان يبين لنا كم ان التاريخ يلفه الغموض من كل جانب ، ان سلاح فتاوى التكفير المفبركة وغير المنضبطة تفتك بالعالم الاسلامي وتحول اوطانه الى ساحات قتال واستدعاء للغزو بحجة حماية الاسلام تحقيقا لاهداف الاعداء والمحتلين للقضاء على الاسلام كمنظومة حضارية وثقافية وسياسية تحفظ شعوبها وتؤمن الدفاع عن حقوقها.
الملحق الثقافي الروسي
ثم القى الملحق الثقافي في السفارة الروسية فرابيوف كلمة اشار فيها الى كتاب الدكتور حطيط والذي "جاء للمشاركة في كشف الحقيقة القاتلة وللمساهمة في مقاومة هذه الظاهرة التكفيرية، لانكم انتم مع افكار ساحة القتال وهذا الشيء مهم جدا. العالم يعرف مختلف انواع السلفية ونحن نعلم ان الاسلام الدين الكبير والعالمي بعيد جدا عن السلفية التكفيرية وهذه الظاهرة تحولت في السنوات الاخيرة الى دائرة ارتكاب الجرائم في سوريا والعراق ولبنان ولا يمكن التفاهم مع هذه الظاهرة وامر مستحيل لا بد من مكافحتها .
حطيط
وفي الختام القى حطيط كلمة قال فيها:"يقف البعض حائرا امام ظاهرة التكفيريين على مستوى اتخاذ الموقف منهم سلبا ام ايجابا متسائلا هل هم ضحاياام جلادون ؟.ان الاجابة على هذه التساؤلات تحدد ماهية الاسلوب والوسائل والاهداف في معركتنا مع التكفيريين والتي يمكن ان تطول عقودا من السنين ولا يمكن اقضاء عليها بلمحة بصر او شهور اوسنين".
اضاف:" اني اميل للاعتقاد ان اكثر التكفيريين هم ضحايا وجلادون في آن، فهم ضحايا الفكر الذي تربوا عليه من مشايخ تم تصنيعهم سياسيا ومخابراتيا وضحايا المشروع الاستعماري الذي استولدهم ورعاهم واستخدمهم كأدوات للقتل حتى صاروا انتحاريين اصابهم العمى الديني والانساني وتحولوا الى " جثث متحركة" تديرها اجهزة المخابرات وتفجرهم في السيارات او الاحزمة الناسفة في الساحة المقاومة والمتمردة على المشروع الاميركي فتتحول" الجثة المتحركة" المعروفة بالانتحاري الى" جلاد" يصلي ويصوم ويفترض انه يجاهد في سبيل الله لينطبق عليهم الآية الكريمة(00 يحسنون صنعا00) وعندما يتحول التكفيري الى وحدة هجينة تمتزج فيها الضحية بالجلاد فيخسر الدنيا لانه ضحية ويخسر الاخرة لانه جلاد وهذه افدح انواع الخسارةالتي يمكن ان يتعرض لها الانسان .
وقال:"مسؤولية مواجهة التكفيريين مسؤولية كل جهة او طائفة او شخص يفترضه التكفيريون عدوا كافرا لابد من قتله اذا لم يبايعهم او يماشيهم. واذا استعرضنا اعداء التكفيريين وفق ما يعلنون وما يصرحون فاننا نجد ان الجميع هم بمثابة اعداء لهم سواء كانوا من الشيعة او من المسيحيين او من العلويين او من الدروز او من الصوفية والمذاهب الاربعة والعلمانيين والشيوعيين ومن منطلق حق الدفاع عن النفس والهوية فان مسؤولية مواجهتهم لاتنحصر في حزب او مذهب او دولة بل تشمل كل من يفترضوه عدوا وبما انهم يعتقدون انفسهم الفرقة الناجية التي تحدث عنها رسول الله(ص) فذلك يعني ان لاصديق ولا حليف لهم".
===============