نـداء السيـد المسيـح(ع) فلنتحـد ضـد لصـوص الهيكـل.
د.نسيب حطيط
يحاصر الاحتلال الإسرائيلي كنيسة المهد ،كما حاصر أجدادهم مع الرومان السيد المسيح(ع) لصلبه، فاللصوص والأشرار يعملون لإطفاء مشعل الحق الذي يحمله الأنبياء، بالقتل والتهجير والأكاذيب.
والسيد المسيح(ع) كلمة الحق التي لا تصلب ولا تقتل ولا تفنى، مهما حاول الظالمون في كل مكان وزمان ، ويبقى المسيح(ع) منتصرا بالحق الذي يدعو إليه، والتضحية من أجل المظلومين والدعوة لعبادة الله سبحانه وتطهير الهيكل من اللصوص ادعيا السلطة وولاية الناس .
إن سرقة الهيكل- المعبد ليست عملية محصورة بالمكان أو الزمان أو الوسيلة، بل يمارسها البعض بقفازات وطقوس تصدح وبأفعال لا تتوافق مع سلوك المسيح(ع)الذي إعتاد خشونة اللباس وقليل الطعام وكثرة التجوال ومرافقة الضعفاء والفقراء وقول الحق مهما كان الثمن، ومن يناقض أفعاله لا يكون من أتباعه.
السيد المسيح(ع) لم يحمل السيف ليقاتل أعدائه، بل هدد به ودعا إليه عند الضرورة عندما قال(ما جئت لأعطي سلاما بل سيفا) لأن السيد المسيح(ع) قال لتلاميذه(في هذا العالم سيكون لكم ضيق) (وسوف يأتي وقت يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله).
والسيد المسيح(ع) كما كل الأنبياء والرسل يدعو للحق بالحكمة والموعظة الحسنة والمودة والعقل والدليل ورحابة الصدر و التسامح بين الأخوة والأصدقاء و حتى مع الأعداء لهدايتهم ،ولهذا يقول(من أراد أن يخاصمك ليأخذ ثوبك فاترك له ردائك) ولا يعني بالرداء الوطن والعقيدةو كنيسة القيامة وكنيسة المهد، بل عليك حفظ الرسالة ومقاومة تحريفها كما يحاول المحافظون الجدد بتخطيط صهيوني حاقد، فلم يستطيعوا قتل رسالة المسيح(ع) فيحادلون الآن عبر تشريع زواج المثليين وغزو العالم وقتل الشعوب الضعيفة واهانة السيدة مريم العذراء(ع) بأفلام سينمائية سيئة ليسلبوا منها القداسةوالطهارة ،فأين السيف-الكلمة وأين السبف-الموقف لمقاومة الإعتداء على المسيح(ع)وأمه العذراء؟ وأين السيف لتحرير كنيسة القيامة والمهد؟
في ميلاد المسيح(ع)لا بد من توحيد صفوف المؤمنين بالله عن وعي ومعرفة وصدق في كل الأديان والمذاهب لمقاومة الأعداء الواضحين و المضللين من التكفيريين والمتعصبين ،لأن المعركة ليست بين المذاهب والطوائف فالكل يؤمن بالله سبحانه ويعبده على طريقته ، لكن المعركة بين أتباع المذاهب والطوائف المؤمنين الصادقين،وبين المضللين من المذاهب والطوائف،المعركة بين طائفة الوعي والخير وطائفة الجهل والشر،بين طائفة الأحرار وطائفة الأتباع والعملاء لأميركا وإسرائيل وأتباعهما ،والكنيسة والمسجد ليسا على الحياد في هذه الحرب -الفتنة فإذا انتصرت طائفة التكفيريين من كل المذاهب لن يبقى كنيسة ولا مسجد حقيقي لجمع الناس في سبيل الله ، بل كنيس ومعبد للأصنام البشرية والسياسية المعاصرة ،للآلهة الجدد أميركا وبعض الملوك والأمراء اننا تشهد ظهور انبياءكذبة من جديد، فلتقاوم الإنحراف والفتن لحفظ أرضنا وكرامتناومقدساتنا .
السيد المسيح(ع) في عيد ميلاده يذكر أتباعه وكذلك المسلمون، أن الإحتلال الإسرائيلي طرد المسيحيين من فلسطين ولم يبق سوى حوالي 150ألفانويذكرهم أن الاحتلال الأميركي في العراق قتل وهجر المسيحيين ولم يبق منهم سوى300 ألف من أصل مليون ونصف، وأن التكفيريين المضللين يغتالون ويهجرون المسيحيين في سوريا ونيجيريا وغيرها ،والإسلام منهم براء ،ومع ذلك هناك من المسيحيين من يتحالف مع إسرائيل وأميركا قبل وبعد اجتياح العام1982 وبعدما خذلوه وتركوه على بوابات فاطمة أو لاجئا في فلسطين المحتلة أو مهجرا من الجبل وشرق صيدا !
فلتتحد سيوف وكلمات المؤمنين لمقاومة الاحتلال والجهل والضلالة، لتبقى بلادنا أرض التسامح والدين والأخلاق ،فينتصر الخير وينتصر العيش المشترك وتعود الحرية، وكلنا أمل بتحقيق الوعد الإلهي (وقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).
كل عام وأنتم بخير، وعسى أن نحرر المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، لنعلن قيامة الحق وهزيمة الباطل.