نكبة حماس تقبل يد القرضاوي ولا تقاتل.
د.نسيب حطيط
ببركة شهداء غزة ،فاز إسماعيل هنية بتقبيل يد الشيخ القرضاوي وقلم أظافره للزينة ( على ذمة الراوي ) وقمع مظاهرة التنديد بالعدوان على سوريا.
نكبة فلسطين بدأت في 15 أيار عام 1948 ولم تنته بعد ، فبعد إحتلال فلسطين وفشل العرب وتآمرهم حتى جاءت نكبة عام 1967 وإحتلال الجولان والضفة الغربية وسيناء وبعدها نكبة إتفاقيات السلام من كامب ديفيد إلى وادي عربة إلى أوسلو والعلاقات الدبلوماسية بين العرب والكيان الصهيوني.
لكن تاريخ النكبات الفلسطينية تزين ببعض ومضات الضوء والكرامة عبر العمليات الإستشهادية والنوعية وجاء تحرير الجنوب اللبناني بقوة المقاومة دون مفاوضات أو شروط أو معاهدة سلام وجاء الإنتصار في حرب تموز عام 2006 والصمود في غزة عام 2008 وعام 2012 وكانت حماس والجهاد وبعض الفصائل الفلسطينية تنمو على أطلال حركة فتح وتتعالى من بوابة المقاومة بدعم من سوريا و إيران والمقاومة في لبنان وكانت سوريا الحضن والحصن وقاعدة التدريب والقيادة لحماس إلى أن جاء( الخريف العربي ) وعادت حماس إلى جذورها كذراع لحركة الإخوان المسلمين كما قال إسماعيل هنية وطعنت حماس من حماها وحفرت الأنفاق في سوريا لإسقاط النظام بعدما أغلق الإخوان في مصر أنفاق غزة تنفيذا لطلب إسرائيل.
لقد منعت حماس مظاهرة فلسطينية تندد بالعدوان الإسرائيلي على سوريا وبايعت حماس قطر وتركيا وأدارت ظهرها لسوريا وإيران وحزب الله وأمنت الغطاء للمسلحين في سوريا وإعترفت بأن بعض عناصرها يدربون في سوريا ولكن ليس بقرار تنظيمي وتناقضت مواقفها فهي ضد النظام الديكتاتوري في سوريا ولكنها مع الأنظمة الديمقراطية في الخليج وعلى رأسها قطر!.
هي مع التعددية السياسية وحقوق الإنسان ، لكنها لم تتظاهر أو تستنكر عندما إجتاح الصهاينة المسجد الأقصى ، ولم تطالب إسرائيل برفع يدها عن الأقصى والحرم الإبراهيمي لكن( العبقري ) إسماعيل هنية تذكر المخيمات الفلسطينية وطالب سوريا برفع يدها عنهاوهو يقبل يد القرضاوي المستعين بأميركا والذي طالبها "أن تقف وقفة لله..." ليعلنها من المجاهدين في سبيل الله وأوباما من الصحابة المتأخرين!
نكبة حماس أنها لم تبق على مبادئها وضيعت بوصلتها ولم تك وفية لمن أجارها وحتى العرب في الجاهلية كانوا لا يغدرون بالمضيف أو الضيف.
سؤالنا للأخوة في حماس...لماذا تركتم من حمل الصواريخ على أكتافه ليوصلها إلى غزة وتركتم من حضنكم ...وتركتم من أعال شهداؤكم ودربكم وأمدكم بالمال والسلاح وبايعتم من فتح السفارات الإسرائيلية في بلاده بايعتم من طرح مبادرة ( مبادلة الأراضي ) وتصفية القضية الفلسطينية بزعامة قطر و الجامعة العربية ، لقد قال الوزير القطري حمد بن جاسم مع بدايات الخريف العربي، لقد إنتهت حماس كحركة مقاومة مسلحة .." والظاهر أنه كان صادقا لأنه من أعطى الأوامر وإشترى القرار بالمال والفنادق.
نسألكم بإسم شهداء فلسطين وشهداء حماس من الشيخ أحمد ياسين إلى أحمد الجعبري وقافلة الشهداء ...هل أغرتكم السلطة والفنادق والكافيار حتى تخاذلتم وأصبحتم في محور المساومة وتركتم محور المقاومة..هل أصبحتم الذراع الجهادية لتنظيم أيد كامب ديفيد وآخر لا يجرم التطبيع مع إسرائيل..هل تريدون تحرير فلسطين حقا أم تتهيأون للوطن البديل في الأردن.
هل المقاومة المسلحة أوالمدنية موسمية وهل تقاعد الفلسطينيون في الخارج عن نصرة فلسطين وتلهوا بالحصول على الجنسية الأجنبية وإدارة المطاعم والتفتيش عن وظيفة.... أين مظاهراتكم أين تحركاتكم السلمية على مدار العام في أرض الشتات... أين إزعاجكم للصهاينة في كل العالم..إستيقظوا من سباتكم وأحلامكم الخاطئة فلن يحرر أمير أو ملك عربي فلسطين المحتلة ولن تحرر فلسطين إقامة الفنادق ...بل معارك الخنادق... اللهم إشهد أني قد بلغت.
بيروت في 15/5/2013 سياسي لبناني*