هل أجهض الإخوان... ثورة مصر
د.نسيب حطيط
تأخر (الإخوان المسلمون ) عن المشاركة بالثورة المصرية،ووقفوا على ( التل )بإنتظار من يربح النظام أم الثورة... وبعدما سقط مبارك، إنقض الإخوان على الثورة بالتحالف مع السلفيين وإبتلعوها ( بإسم الإسلام الإخواني).
إن قواعد الإسلام الأخواني ترتكز على التالي:
- كل من يخالف ( الإخوان )الرأي فهو علماني ملحد من أعداء الثورة.
- قيادة الإخوان ( معصومة ) ولا يجوز الرد عليها أو الإعتراض على قراراتها ( الإعلان الدستوري).
- المصالحة مع إسرائيل والتبعية لأميركا من فقه الأولويات الإخواني مقابل الإمساك بالسلطة.
- ( الرئيس ) في الفكر السياسي الإخواني هو ( الخليفة ) في العصر الحديث وهو ( أولى بالناس من أنفسهم ).
- ( الديمقراطية الإخوانية ) أن يصمت الجميع،وأن يمتنعوا عن الإعتراض، وكل ما هو مسموح في عهد مبارك ممنوع في عهد الإخوان،لأنه ضد الشريعة...!
- ديكتاتورية الإخوان،تفوقت على ديكتاتورية الملوك والأمراء وحتى مبارك ووصلت لمصادرة القضاء.
لقد أجهض (الإخوان) الثورة المصرية،ووضعوا مصرعلى فوهة بركان،يهدد وحده مصر السياسية والشعبية ويسير بها نحو التقسيم على خطى السودان،وشوهت التجربة الإخوانية ،الفكر السياسي في الإسلام،وأنكرت الآية الكريمة ( لا إكراه في الدين )ولم نجد في عهد رسول الله(ص)والخلفاء عمليات إكراه للناس للقيام بواجباتهم ، ولم يؤسس الإسلام فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، التي تحمل السيف والعصا وتتجول في الأسواق بل شجع على الحوار والموعظة الحسنة.
والسؤال المطروح...هل بدأت الفوضى في مصر؟وهل تتجه نحو التقسيم العمودي بين الإسلاميين والعلمانيين كمرحلة أولى وبعدها التقسيم الطوائفي بين المسلمين والأقباط،وبعدها التقسيم الإثني بين النوبيين المصريين والعرب؟.
لقد أصاب الغرور حركة الإخوان المسلمين،بعدما شعرت أنها وضعت يدها على العالم العربي وشارفت على إعلان دولة الخلافة ،وبدأت باضطهاد المعارضين لسياساتها وأفكارها،وبدأت ممارسة القمع الفكري والبوليسي ضد المعارضين سواء في مصر أو تونس وبدأت بإستعمال مصطلح التكفير السياسي.
لقد أجهض(الإخوان)بتحالفاتهم مع أميركا ما يسمى الربيع العربي وجعلوه خريفا إسلاميا أصفر،وحولو الإسلام إلى جسر عبور لمخطط الشرق الأوسط الكبير،فالإسلام الإخواني يتباهى بأنه وسيط نزيه وعادل بين الإحتلال الإسرائيلي والمقاومة تماما كما كان مبارك والسادات،تطبيقا للإسلام المهجن الأميركي الذي يجمع بين(اللحية الطويلة وربطة العنق)كإسلام متكامل مع الإسلام السلفي ،وصار الإسلام بين فكي كماشة تحركها قبضة واحدة تتمثل بالتحالف الأميركي الإسرائيلي فالفكالأول إسلام (ربطات العنق الإخواني ) وإسلام (الدشداشة السلفي والوهابي).
الثورة المصرية في خطر،ومصر تقف على حافة الحرب الأهلية المسلحة وإذا ما أصر الإخوان على مواقفهم واستمرت الأزمة خلال الأسابيع المقبلة ،فسنسمع صدى الطلقات في الشوارع المصرية ودخول مصر في أنفاق الفوضى والتقسيم،لتفتيت أكبر بلد عربي وإسلامي في موقع جيو- سياسي مهم.
لقد أعجب(الإخوان)بإنتصارهم الموهوم في غزة،فظنوا قدرتهم على إستباحة إرادة الشعب المصري وورطهم الأميركيون تماما كما ورطوا صدام في غزو الكويت ، إن ظواهر الفوضى والإنقسام تتسارع في مصر بشكل لم يظهر حتى في سوريا ،فلقد إنقسم القضاء في مصر ولم يحدث في سوريا،وأعلنت الصحافة الحداد،وكذلك النقابات وإنسحب الأزهر والكنيسة والليبرالييون من الهيئة التأسيسية للدستور،وإنقسم المجتمع المصري سياسيا وطائفيا،وبدأت ملامح(عسكرة)الثورة تلوح في الأفق في بيئة لا تغيب عنها أجهزة المخابرات الإسرائيلية والغربية لتغذية الفتنة.
هل يعود إلى الإخوان إلى (رشدهم)وينقذوا مصر عبر الإعتراف بالآخر والحوار مع المعارضة...أم يوغل الأخوان في ديكتاتورية قراراتهم ليضعوا مصر في مهب الريح...
الظاهر أن تجربة الإخوان السياسية سقطت قبل أن تولد!وسنشهد مرحلة العنف الأخواني في الساحات العربية ؟غستكمالا لما فعلته القاعدة والسلفيون لتهشيم الإسلام ضمن مؤامرة اميركية صهيونية يمثل الإسسلاميون الجدد ادواتها ووقودها ويقبض ثمنها الأميركيون وحلفاؤهم.