هل بدأ العد العكسي لهزيمة التكفيريين
د.نسيب حطيط
منذ شهرين يعيش التكفيريون من داعش والنصرة حالة تصحر ميداني في العراق وسوريا وإشتباكات مع المعارضة السورية وخيبة أمل من التخلي الظاهري عنهم عبر التحالف الدولي مقابل توسع عملياتهم الخارجية في السعودية وقريبا في أوروبا .
وصل الوحش التكفيري الى ذروة إنتفاخه الميداني والمالي بغزوة الموصل معلنا دولته العظمى المستولدة من التحالف الأميركي الخليجي بحضانة تركية –إسرائيلية تحاصر سوريا من الجنوب والشمال وظن المحور الأميركي أنه أمسك بخناق محور المقاومة من الوسط العراقي وقطع حبل السرة بين إيران والمقاومة في لبنان وسوريا وتعويضا عن فشل في سوريا بعدما يقارب الأربع سنوات دموية ضد الشعب السوري ودولته ،لكن حسابات الأميركي لم توافق البيدر الميداني على الجبهتين السورية والعراقية وكذلك في لبنان ،فالجيش السوري وحلفاؤه أحرزوا ولايزالون الإنتصارات الميدانية الإستراتيجية خاصة في حلب مما دفع المندوب الدولي دي ميستورا لإطلاق مبادرة لتجميد القتال في مدينة حلب للحفاظ على المسلحين المحاصرين داخلها ،لأنها إن سقطت خسرت تركيا وأسيادها الورقة الأساسية والرابحة في سوريا ولا يبقى إلا فلول المسلحين في الأرياف النائية التي تزعج ،لكنها لا تؤثر في الموقف الإستراتيجي وتبعدهم عن تحقيق شعار إسقاط النظام .
إلتقط العراقيون أنفاسهم بعد فتوى المرجع السيد السيتساني وعملوا على منظومة الحشد الشعبي والعشائر لمؤازرة الجيش العراقي الذي دمره الاحتلال الأميركي والفساد الداخلي ،وبدعم مفتوح من ايران ميدانيا ولوجستيا إستعاد الجيش العراقي وفصائل المقاومة المبادرة وتمكنوا خلال الشهرين الماضيين من تحرير امرلي وجرف الصخر وبيجي ،بعدما أعلن الأميركيون بان القضاء على داعش تحتاج الى خمس سنوات او عشرة ،فأستبدل العراقيون سنوات اميركا المخادعة إلى أشهر،فبهت الأتراك وهرول رئيس الوزراء التركي اوغلو الى بغدا لينفض يديه من داعش ويعلن إستعداد للدعم العسكري لمواجهتها وهو القادر على إقفال طرق الإمداد لها من أراضيه والإمتناع عن شراء النفط الذي تسرقه من سوريا والعراق لتأمين تمويلها لقتل المدنيين ونشر أفلام إستعراضية للذبح الجماعي يحاكي عمليات الأتراك التاريخية في إعدام الخصوم بالخازوق !
الخوف الخليجي والإرتباك السعودي بعد فشل مشروعهم التكفيري والخوف من إرتداد داعش الى ساحاتهم بعد مجزرة الأحساء دفعهم لتنفيذ الأمر الأميركي بوجوب المسارعة للمصالحة بين قطر والسعودية لدرء الخطر القادم وإجبار قطر للمصالحة مع مصر والتخلي عن دعم الأخوان المسلمين والضغط عل الأردن لمحاصرة الأخوان وإعتقال قياداتهم ووضعهم تحت الحصار وفق منظومة إعادة تجميع القوى للمحور الأميركي الخليجي المهزوم بوجه محور المقاومة في الحرب الممتدة على مدى السنوات الأربع الماضية ،أما في لبنان فقد انهزم المشروع الفتنوي التكفيري سواء في إجهاض إمارة داعش في طرابلس او الإختراق في عرسال وجرود بريتال وتبقى العيون بإتجا حاصبيا –شبعا وإن انخفضت خطورتها بعد إنشغال العدو الإسرائيلي بالداخل نتيجة عمليات المقاومة في القدس والضفة مما يخفف من تدخله على جبهة الجولان بدعم مسلحي المعارضة والذي بدأ ينعكس إيجابا لصالح الجيش السوري .
المشروع التكفيري ذو أفق مسدود لا يستطيع الحياة لأنه يخالف التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية وينتحر ويتآكل ذاتيا فعمليات الذبح الوحشية ترتد عليه عكسيا فبدل أن ترهب اعدائه فإنها تحشدهم لمواجهته خاصة بعد الأخطاء الفادحة التي أرتكبها بحق العشائر والقبائل السنية ورفاقه التكفيريين والتي أسقطت من يده مقولة الجهاد لحفظ حقوق اهل السنة، فإذا به يقتلهم ويدمر مساجدهم ويغتصب نسائهم بحجة انهم زوجات العاملين مع النظام او انهم لم يبايعوا الخليفة- الشبح خلافا لكل شروط المبايعة حتى على المبادىء الفقهية وفق المذاهب السنية الأربعة!
هزيمة التكفيريين قادمة ... فليسارع بعض المراهنين عليهم أن يبادروا للحوار لحفظ ما تبقى من وحدة وإستقرار وكيانات .