هل تكون حماس ضحية الفتنة السورية
د.نسيب حطيط
لقد صرح رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم (إن حركة حماس انتهت كحركة مقاومة مسلحة لأن خروج حماس من دمشق والذي أصبح مؤكدا هو نهاية الحركة في المقاومة).
وبصفته قائدا للأمة العربية في هذا الزمن الرديء، يعلن أن أحد أهداف الفتنة السورية سيتحقق بضرب محور المقاومة والممانعة،فإن لم يسقط النظام السوري فلا بد من قطع أذرع محور المقاومة قبل إسقاط النظامين السوري والإيراني.
لقد أعلن رئيس مجلس(إستانبول) برهان غليون أنه سيقطع علاقات سوريا بإيران وحزب الله وحماس،وسيفاوض إسرائيل لإسترجاع الجولان مما يعني أن المعارضة(الأميركية)ستسقط السلاح المقاوم وتؤيد إتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، التي نجا منها لبنان بإسقاطه إتفاق(17أيار).
واستكمالا لمسيرة إسقاط سلاح حركة حماس يعلن رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية، أن حركة حماس هي الذراع (الجهادية) لحركة الأخوان المسلمين، واستثنى من زياراته سوريا وإيران اللتان دعمتاه بالسلاح والمال في الوقت الذي يعلن يظهر الأخوان المسلمون في سوريا رياض الشقفة وعلي البنايوني على التلفزيون الإسرائيلي إستعدادهما للتفاوض مع إسرائيل وقال البنايوني(لإسرائيل حق الوجود وإذا نفذت القرارات الدولية بالإنسحاب لحدود(1967)يمكن أن تعيش بسلام.
إن إعلان حماس كجزء من حركة الأخوان المسلمين العالمية التي كشفت المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية أن الأخوان المسلمين تعهدوا لأميركا بإحترام الإتفاقيات مع إسرائيل،سيلزم حماس الإلتزام بهذه الإتفاقيات والتخلي عن العمل المسلح ضد العدو الإسرائيلي،لتسهيل الطريق أمام (الأخوان المسلمين)لإستلام الحكم في الدول العربية برضى ودعم أميركي وفق معادلة(الحكم للأخوان ولإسرائيل الأمان)ونزع الصفة القومية والإسلامية عن الصراع العربي الإسرائيلي وحصره بالمذهبية الشيعية في لبنان وإيران وسوريا،لحصاره بالفتنة المذهبية والكماشة الجغرافية.
والسؤال المطروح هل أن إعلان خالد مشعل عزوفه عن الترشح للمكتب السياسي هو قرار حقيقي أم مناورة،لفرض شروطه ورؤيته الجديدة لإستراتيجية حماس المتناغمة مع السياسة القطرية والتركية برعاية أميركية والتي تقول بالمقاومة السياسية ولتجميد العمل المسلح ،لإستكمال الوحدة الفلسطينية وإستقرار أنظمة حكم الأخوان،في العالم العربي.
إن قيادات المقاومة المسلحة في غزة يعارضون إسقاط المقاومة المسلحة،أو بتجميدها بشكل رسمي مختلف عن الهدنة المؤقتة التي تسيطر على القطاع الآن،لأنهم يرون الموت البطيء للحركة وهي بين أحضان الأمراء والملوك العرب التابعين لأميركا وكذلك فإن تجربة السلطة الفلسطينية منذ إتفاقية(أوسلو)وما أعقبها لا يبشر بالخير وستضيع حماس في دهاليز المفاوضات والإغراءات .
على الأخوة في حركة حماس قراءة من سبقهم من حركات المقاومة أو الأنظمة التي تركت السلاح والدفاع عن النفس والتحقت بركب المفاوضات والحماية الأميركية والإغراءات المادية،فقد سقطوا جميعا ولاحقهم الذل والعار وخسروا شرف الوطنية والكرامة،(فالسلاح زينة الرجال).
وقد قال النبي محمد(ص)(المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف)والمفاوضات لا تحرر أرضا ولا تعيد لاجئا،فالرصاص يفتح الأبواب المغلقة والدماء ترسم طريق الحرية،وإن مفاوضات السلطة لم تطلق سراح أحد عشر ألف أسير فلسطيني بينما أسر الجندي شاليط أطلق1000أسير فلسطيني،وفي اللحظات المفصليةعلى الثائر أن يكون مبدئيا وأن لا يسكت عن الحق،وإذا كانت حماس تنأى بنفسها عن سقوط نظام الممانعة الذي احتضنها في سوريا،فلتعلم أنها ستسقط إن سقط،والظاهر أنها ستسقط سريعا وسيبقى النظام المقاوم والشعب السوري المقاوم،ولن يترك الشعب الفلسطيني حقوقه،وإن تخلى عنها البعض طمعا في سلطة أو عطاء،فالقدس لن تبقى أسيرة وسيحررها المؤمنون الشرفاء الصادقون،وليس حملة الشعارات الضعيفة التي تسقط عند أول إختبار.
المقاوم يبقى منتصرا سواء استشهد أو انتصر،ولن يربح المتخاذلون إلا بعض الصور والمقابلات ومآدب الطعام وسيحملون للمحاكمة(مبارك) أو يهربون (بن علي ) اويقتلون في الصحراء(القذافي).