هل يتكرر سيناريو الحرب العراقية الإيرانية
د.نسيب حطيط
نشرت داعش خريطة دولتها الإفتراضية في العراق وبلاد الشام وتضم (العراق– سوريا- لبنان- فلسطين-الأردن) وأعلنت أنها موجودة في سوريا (الرقة ودير الزور وغيرها) وها هي في الموصل وفي الأردن تملك البيئة والحاضنة البشرية سواء عبر المجموعات الإرهابية التي يحتضنها الأردن لإرسالها للقتل في سوريا أو عبر جماعة الإخوان المسلمين وبعض الفصائل الفلسطينية، أما في لبنان فإن "داعش" متواجدة بجناحها السياسي لداعش في لبنان والمتمثل بالقوى التي تساندها وتدعمها وتتواجد "داعش" عبر خلاياها المستيقظة من اللبنانيين والنازحين والسوريين وبعض الفلسطينيين الذين يحفرون الأنفاق.
لكن ما هي أهداف إجتياح "داعش" للعراق...؟
هل هي مبادرة "داعشية" من الزعيم المفترض الوهمي أو الواقعي لتنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي الذي كان معتقلاً عند الأميركيين ؟
هل ما جرى إنقلاب وتحالف متعدد الجنسيات من العراقيين إلى داعش إلى القاعدة ودول الإقليم؟
هل ماجرى محاولة أميركية لإشعال الفتنة المذهبية الشاملة وحرب المائة عام التي بشر بها وزير الخارجية الأميركية هنري كيسنجر ؟
هل أستخدمت السعودية الفيتو الدموي لوقف المفاوضات الأميركية -الإيرانية ؟
هل ستكرر أميركا سيناريو الحرب الإيرانية –العراقية لإعادة حصار ايران ؟
هل تواطئ الأكراد مع المهاجمين لإستغلال الأوضاع وتوسيع دولتهم المفترضة وسيدفعون الثمن لاحقا بعدما نزوح أكثر من نصف مليون عربي الى مناطقهم بعدما عجز صدام حسين عن تغيير ديموغرافيا الإقليم ؟
هل ساهمت تركيا لجني بعض الثمار الإقتصادية من النفط العراقي والتعويض عن خسارتها لورقة الإخوان المسلمين في مصر وفشلها في سوريا ؟
هل أخطأ المالكي بطريقة تعامله وإدارته للخلاف السياسي وعدم نجاحه في توثيق الوحدة الوطنية ؟
ما هو الدور الأميركي في هذا الإنقلاب الداخلي والخارجي على الحكومة المركزية في العراق وما هي مكاسب أميركا من ذلك ؟
إن الغزو الداعشي للوسط العراقي مناورة خادعة لتبرئة الدور الداخلي للقوى السياسية المتحالفة مع تركيا والسعودية حيث لايمكن تصديق القدرة الداعشية النووية والخارقة لإحتلال أكثر من 20000كم مربع خلال ساعات وإنهيار الجيش العراقي والقوى الأمنية وبشكل دراماتيكي ،لقد تم رفع شعار داعش لتغطية أعمال القتل الجماعي والإغتصاب والتدمير من قبل فلول البعث العراقي والمخابرات الأجنبية وذلك لحفظ خط الرجعة للقوى السياسية المتمثلة بالنجيفي والبعث ووغيرها في حال فشل الهجوم وقد أستعجلت السعودية إعلان الإنتصار ودعوتها لإعادة تشكيل العملية السياسية في العراق وحفظ حصتها وإعلان شراكتها عبر ودائعها السياسية المذهبية .
إن الدور الأميركي واضح ومكشوف لتحقيق الأهداف التالية
- إعادة إحتلال العراق وبطلب من الحكومة العراقية لتعويض الفشل الأميركي في سوريا .
- فتح الباب مجددا للتدخل الأميركي في سوريا بذريعة محاربة الإرهاب في العراق وملاحقته الى الداخل السوري ولحصار سوريا من ثلاث جهات (العراق-الأردن –فلسطين المحتلة ).
- استعادة الساحة العراقية لإضافة أوراق جديدة ضد إيران في ذروة المفاوضات الأميركية –الإيرانية والملف النووي الإيراني .
-إعادة التموضع العسكري بالقرب من السعودية لحماية العائلة المالكة وحماية إنتقال السلطة بعد الملك عبد الله وسط خلافات العائلة المالكة والضغوطات الداخلية المعارضة.
- تأمين الإحتياط النفطي الإستراتيجي والغاز الخليجي وإحتكاره والتحكم به للإمساك بأوروبا ،بعد التوتر الروسي الغربي وتهديد مصادر الطاقة التي تغذي أوروبا من روسيا .
أما في حال فشل المشروع ألأميركي –الداعشي ،فإن أميركا ستقود تحالفا دوليا وإقليميا للتخلص من الجماعات التكفيرية التي صنعتها بتمويل خليجي وفكر وهابي وإحتضان غربي وذلك إتقاء للخطر الإرتدادي الناتج عن عودة التكفيريين العائدين الى دولهم في الغرب أو في الخليج.
ويمكن ان تلجأ اميركا الى نقل جحافل المارينز الكفيري الى مناطق اخرى سواء في ايران او في بلاد القوقاز لمشاغلة روسيا ،الاعداء الجد الذين ينازعونها قيادة العالم و يتصدون لمشروعها الاحادي و المطالبة بالشراكة معها ،
لقد نجح السيناريو الأميركي بغزو العالم عبر هذه القوى التكفيرية كبديل عن الجيش الاميركي الذي فشل في افغانستان و العراق وقبلهما في فييتنام ،مما شجع الاميركيين على تعميم إستراتيجية التفجير الداخلي للعالم الاسلامي عير فيروس التكفير وعوارضه الاساسية من الفتن المذهبية و القومية و الطائفية و نشر الفوضى الدموية وصولا للتفتيت و التقسيم من خلال الوقائع الميدانية التي تستولد نزوحا مؤقتا و تغييرا ديموغرافيا طارئا و رسم مناطق جغرافية نقية مذهبيا و اثنيا ووفق استراتيجية إطالة الازمات فيتحول الطارىء و المؤقت الى دائم و ثابت و تنقسم الكيانات و الدول الحالية الى اقاليم مستقلة بعنوان الحكم الذاتي لرسم خريطة الشرق الاوسط الجديد الذي بشر به الصهيوني برنارد لويس و اعلنته اميركا في العام 2006 اثناء الحرب الاسرائيلية على لبنان.
ان داعش لبيست تنظيما عالميا بل منهج سلوكي ووجهة نظر دينية يتلطى ورائها التحالف الاميركي- الوهابي ويختبىء وراء راياتها كل مذهبي وطامح للسلطة او مضلل او متواطىء مع الاستعمار وهي يافطة مطاطة يختبىء ورائها كل حلفاء اميركا و المعاديين لمحور الممانعة و المقاومة في العالم العربي و خصوصا في بلاد الشام.
اننا نعتقد ان غزوة داعش في العراق ستؤدي الى انتحار المشروع التكفيري بالتلازم مع تطاير شظاياه الى الأردن والكويت والسعودية ليحصد المدنيين الابرياء من كل المذاهب و الجماعات ويفرح ابعض بوحشية داعش ويسميها ثورة شعبية لاخذ حقوقها المفترضة بينما يقمع الثورة الشعبية في البحرين و يرسل درع الجزيرة و يقمع المعارضة الداخلية في بلده ويمد المعارضة السورية بالسلاح و المال ويغيب عنه انه سيتلقى مايفعله بالآخرين لأن العدالة ستاخذ حق المظلومين من ضحايا النفاق و التكفير.