هل يسقط نتنياهو بلعنة النووي الإيراني والمقاومة
د.نسيب حطيط
يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بضرب رأسه بجدار الملف النووي الإيراني و جدار المقاومة في القنيطرة وشبعا.
إعتاد الإسرائيليون المرشحون للإنتخابات وؤئاسة الحكومة وللزعامة في الداخل الإسرائيلي أن تكون دماء الضحايا العرب في صناديق الإنتخابات ،لتعويض فشلهم في حل المشاكل الداخلية السكنية والمعيشية والفشل في الدمج بين اليهود الغربيين والشرقيين وفي مقدمتهم الفالاشا وإنتقال المافيات الروسية مع المهاجرين الروس.
لقد فشل نتنياهو في حرب غزة الماضية وبدأ يتلمس فشله في سوريا عبر إنهزام جماعات النصرة والمعارضة السورية التي وجدت شفائها بالمستشفيات الإسرائيلية ببلسم نتنياهو ولمساته الخادعة التي يمسحها على رؤوس جرهاهم في الجولان ويحاول أن يعوض عن الفشل الميداني بضربة حمقاء لمجموعة من المقاومين في الجولان، فكان الرد المقاوم الذي صفع نتنياهو وقيادته العسكرية في عملية شبعا النوعية والتي قيدت أيدي العدو ومنعته من التدخل في معارك ريف درعا والقنيطرة على الجبهة الجنوبية وبدأ الحزام الأمني الإسرائيلي في جنوب سوريا ينهار بعد اربع سنوات على العمل في بنائه.
قفز نتنياهو إلى الكونغرس الأميركي للتصدي للرئيس الأميركي أوباما ومنعه من التوقيع على الإتفاقية لتسوية النووي الإيراني ،حفظاً لمصالح إسرائيل التي تملك السلاح النووي منذ الستينات ولقبض الثمن من السعودية ودول الخليج التي تعارض هذا الملف ولكن المشكلة أن نتنياهو والسعودية لا يعرفون أن المفاوضات النووية الإيرانية -الأميركية هي حاجة أميركية وأوروبية تعادل الحاجة الإيرانية لإلغاء العقوبات، فأوروبا تعاني من تداعيات فرض العقوبات التي تورطها أميركا بها ضد روسيا وإيران وسوريا وغيرها ،مما ساعد في الإنكماش الإقتصادي بالتلازم مع التهديد الإرهابي – التكفيري في أوروبا فتهاوى سعر اليورو إلى أقل من 1.1 د.أميركي ويمكن أن يتهاوى بشكل أكبر.
ماذا ربح نتناهو من عملية القنيطرة...؟
إن عملية القنيطرة تعتبر خطأ إستراتيجيا للكيان الإسرائيلي، حيث قصف حزامه الأمني بيديه وأعاد توازن الردع مع المقاومة عبر عملية شبعا وخسر النافذة التي كان يتسلل منها إلى الساحة السورية عبر المعارضة السورية في الجنوب واستدرج إيران إلى حدوده في الجولان ،فساهم في توسعة الجبهة بينه وبين المقاومة فبدل أن تكون محصورة في 42 كلم في جنوب لبنان أضيفت إليها الجبهة من الجولان حتى المثلث الأردني –الفلسطيني السوري في درعا، مما سيرهقه استخبارياً وعسكرياً ويخسر الهدوء في المنتجعات السياحية في جبل الشيخ والجولان وصولاً إلى طبريا.
أما على الصعيد الأميركي – الإسرائيلي فقد حقق المواجهة المباشرة بينه وبين الرئيس أوباما في قاعة الكونغرس وأهانه وأهان الشعب الأميركي الذي انتخب أوباما الذي لا يليق بتولي سدة الرئاسة وفق نتنياهو وعزز الإنقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين بشكل صار الكونغرس الجمهوري شريكاً في السياسة الخارجية بعد توجيه بعض أعضائه رسالة إلى إيران لدعوتها لعدم التوقيع على الإتفاق فصارت أميركا بثلاثة رؤوس –نتنياهو-الكونغرس- أوباما!
لقد أسقطت المقاومة شيمون بيريز بعد عناقيد الغضب عام 1996 وأسقطت يهود باراك في العام 2000 بعد فراره من جنوب لبنان وأسقطت أولمرت فيحرب تموز العام 2006 ... فهل يسقط نتنياهو بعد عمليتي القنيطرة وشبعا ؟
يمكن أن تعمل المخابرات الإسرائيلية لإسقاط نتنياهو من نافذة المظاهرات الشعبية المطالبة بتوفير السكن ومكافحة الفساد والجريمة ولمعاقبة ساره نتنياهو على إختلاسها المال العام وغيرها فقد تظاهر حوالي 50 الف إسرائيلي بدعوة من منظمة "مليون يد" غير الحكومية للمطالبة بالتغيير السياسي وهاجم رئيس جهاز الموساد السابق، مئير داغان، سياسة نتنياهو واعتبر داغان أن الولايتين الأخيرتين لنتنياهو شكلتا "6 أعوام من الإخفاقات المتتالية لإسرائيل ،موضحا أن إسرائيل لها أعداء، لكنه لا يخشاهم بقدر ما تخيفه القيادة الحالية وارتفع شعار نتنياهو ارحل !.
هل يسقط نتنياهو بالضربة المقاومة... في آذار2015 ؟