وحدة العراق تنصر على دواعش الفلوجة
د.نسيب حطيط
تشكل معركة الفلوجة منعطفا" مفصليا في مقاومة العراقيين لدواعش الداخل والخارج وضربة للمشروع الأميركي-التركي – الإسرائيلي الراعي لداعش واخواتها مع تمايز بسيط مع الموقف السعودي المؤيد ظاهرا لتحرير الفلوجة بسبب القلق السعودي من انتصار داعش في العراق وسقوط الحدود السعودية –العراقية بيد داعش وتحول داعش الى جار مقلق وخطر على الداخل السعودي الذي يعيش في أحضان الفكر الوهابي الداعشي وخلاياه النائمة التي استيقظ بعضها في الطائف والرياض وغيرها.
لقد صنع الأميركيون من الفلوجة بؤرة حاضنة للتكفيريين والبعثيين بعد تدمير جزء كبير من منازلها ومستشفياتها ومدارسها بعد الغزو الأميركي حيث بلغ عدد المنازل المهدمة والمصابة اكثر من 9000 وحدة سكنية وقطعوا الماء والكهرباء عنها لمدة ستة أشهر ومع ذلك لم يتحرك المنافقون من العلماء وخاصة السنة والخليجيون منهم لإستنكار ما تعرض له اهل الفلوجة وسكتوا وصموا أذانهم لأن القاتل هو السيد الأميركي بينما يصرخون كذبا ان ويفبركون القصص عن تجاوزات الحشد الشعبي والقوى الأمنية العراقية وتكذبها الصور وشهادات اهل الفلوجة .
يحاول البعض تصوير معركة تحرير الفلوجة بأنها حرب ضد اهل السنة في العراق ونسألهم هل عاش السنة العراقيون في رفاه وسعادة تحت حكم داعش... والجواب عند عشيرة البونمر "السنية" والتي أعدمت داعش 500 شخصا من الرجال والنساء والاطفال ...فهل استنكر علماء التكفير وأبواق الفتنة هذه المجزرة ؟
لم يعرف العراقيون التفرقة المذهبية وفي اللحظات المفصلية يتوحدون سنة وشيعة ضد الغزاة والمحتلين وعندما هاجم الوهابيون العتبات المقدسة في النجف وكربلاء عام 1802 اصدر علماء السنة في بغداد فتوى بتكفير الوهابيين واعلنوا استعدادهم للدفاع عن العتبات المقدسة مع إخوانهم الشيعة وعندما غوت داعش الموصل والأنبار(السنية ) اصدر المرجع السيد علي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن العراق وشعبه بينما لم يصدر أي فتوى عندما قتل التكفيريون مئات الآلاف من الشيعة المدنيين بالسيارات المفخخة وعشائر العراق تضم شيعة سنة ولافتنة مذهبية داخلية وان حدث بعضها فبرعاية وتخطيط أميركي –صهيوني بتمويل وتحريض خليجي وتركي .
إن تحرير الفلوجة من داعش يحقق الأهداف التالية .
- ترسيخ وحدة العراقيين عندما يتوحد مقاتلو العشائر والحشد الشعبي تحت قيادة الجيش العراقي والقوى الأمنية ويجهضون المخطط التكفير – الأميركي لتقسيم العراق.
- إثبات قدرة العراقيين على هزيمة داعش دون مساعدة أميركية مخادعة والتي أمتنعت عن توفير الغطاء الجوي الذي تعهدت به للحكومة العراقية .
- تأمين العاصمة بغداد ولأول مرة منذ الغزو الأميركي من الدواعش والبعثيين وفتح الطريق لتحرير الموصل والنبار وبقية المدن العراقية من داعش التي تعيش أواخر عمرها في العراق والمنطقة والتي بشر الرئيس الأميركي أوباما بأنه يحتاج 30 عاما للقضاء عليها وهاهم العراقيون يهزموها بأقل من 3 أعوام!.
- إقتناع العراقيين وخاصة اهل السنة بان العراق الموحد هو حصنهم وليس الكانتونات المذهبية وتكذيب داعش ورعاتها وإدعائاتهم برفع الحيف والمظلومية عنهم من الشيعة بعدما ارتكبت المجازر في حقهم وهدمت مساجدهم كما هدمت مساجد الشيعة وسبت نسائهم كمرتدين وقتلت علمائهم وأرجعتهم الى العصور المتوحشة بسلوكياتها وكشفت زيف وإنحراف معتقداتهم الدينية التي تكفر المذاهب الأربعة كما تكفر الشيعة والأيزيديين والمسيحيين.
معركة الفلوجة والنصر فيها على داعش بداية فجر العراق ووحدته إن أحسن العراقيون بكل أطيافهم على إدارة النصر بدون تشتت وتنازع وبدون عكس الأولويات والواجبات فالعراق الذي عانى منذ حرب صدام على ايران ورزح تحت الحصار بعد غزو الكويت وأستشهد مئات الألاف من مواطنيه (سنة وشيعة) ثم مالقيه من توحش داعش ومجازرها الشاملة، يستحق شعبه أن ينعم بخيراته وبالأمن المفقود منذ حوالي أربعة عقود وأن لا يسرقه البعض من ولاة أمره فيذبح مرتين واحدة من الغزاة والتكفيريين وأخرى من ذوي القربي والتي هي اشد وأظلم .
دعاؤنا للأخوة في العراق بالنصر والوحدة وجهاد النفس ومحاربة الفاسدين الذين أغتنموا الام الناس ومعاناتهم فسرقوا حقوقهم ولم يعطوا النموذج الحسن بعد سقوط النظام وبعد انسحاب الغزاة !