عندما ارتكبت العنصرية الصهيونية،جريمتها الإنسانية،أثناء الحرب على غزة، برضى من السلطة الفلسطينية،وتواطئ وحصار عربي،وتغطية دولية،كان الجميع ممن شارك في سفك دماء غزة،يعتقد أن الضحية لا تعيش ثانية للاقتصاص من قاتلها،وتحصيل حقوقها باسم العدالة، لكن غزة ،انتصرت بصمود أهلها وجهاد مقاوميها،وبقيت على قيد الحياة،عطشى ومحاصرة،تباع أعضاء شهدائها وجرحاها،في تجارة البشر،التي يتقنها الاحتلال الإسرائيلي،قتلا وسجنا وتعذيبا.
لكن أن تقتل غزة وأهلها مرة برصاص الاحتلال،وحلفائه عربا وغربيين،وتعود لتقتل مرة ثانية،بيد فلسطينية تتنكر لانتمائها الوطني والديني،تنفذ صاغرة التعليمات الإسرائيلية والأميركية،بصفتها وليا للدم الفلسطيني،(بالشكل الرسمي)المنتهية ولايته،حيث تقوم هذه السلطة مباشرة أو مواربة،لتغتال بارقة أمل للمظلومين في غزة،عبر جهد جماعي،توج بتقرير وتوصيات غولدستون،الذي انسجم مع إنسانيته.
وإظهارا للوقائع والحقائق،طالب بإحالة الجناة الإسرائيليين إلى المحاكمة،لإظهار حقيقة جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة،مع إنه أدان حماس أيضا،مع الفارق الكبير في المسؤوليات،وكذلك في الأذى الذي تعرض له المدنيون في كلا الجانبين،والذي يثير الغضب والدهشة،أن تستخدم السلطة الفلسطينية،وهي المسؤولة نظريا وقانونيا،عن حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني،سواء بخيارها،أو رغما عنها عن قصد أو غير قصد،لتضييع الحقوق الفلسطينية،وتبرئة العدو الإسرائيلي،وإنقاذه من المحاكمة على جرائمه ضد الإنسانية،لتعلن هذه السلطة الضعيفة والمحمية إسرائيليا،والتي يرعاها الأميركيون،كما كانت حكومة فيشي في فرنسا،تنفذ أوامر الاحتلال النازي،لتقدم فرنسا على مائدة الطموحات الألمانية المقنعة فرنسيا،فهذه السلطة الفلسطينية التي تطارد المقاومين الفلسطينيين،كما كان جيش لحد في لبنان،وتخمد أي نشاط يعمل لتوجيه الرأي العام،نحو استعادة الحقوق المغتصبة،بالإضافة إلى تعديل ميثاق حركة فتح، وقرارات المجلس الوطني الفلسطيني،وإلغاء ما يتناقض مع متطلبات تهويد فلسطين،وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم،وقد حققت السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها،والمفروضة قسرا من الأميركيين،والمحتضنة إسرائيليا،الجمع بين دور جيش لحد العسكري،والأمني في لبنان،والذي شكل متراسا من أكياس الرمل البشرية،لإقامة منطقة عازلة بين قبضة المقاومة والوجه الإسرائيلي، وهذا ما تقوم به أجهزة السلطة الفلسطينية،من اعتقال ومطاردة وقتل للمقاومين.
إن منهجية(لحد الفلسطيني)وبعنوان ضرورات التفاوض قد قدمت للكيان الصهيوني المكافآت العديدة منذ اتفاقات أوسلو،وأضاعت مكتسبات الكفاح المسلح والمقاوم،والذي استطاع تثبيت القضية الفلسطينية كقضية مركزية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي،بعد ثلاثين عاما من النكبة،فهذه السلطة الفلسطينية منذ أن نشأت،قد استطاعت هدر تضحيات الشعب الفلسطيني،والقضاء على أحلامه عبر الأمور التالية:
- طالبت بإسقاط تهمة(العنصرية)عن الحركة الصهيونية في الأمم المتحدة.
- عدلت ميثاق حركة التحرير الوطني المستند إلى حق المقاومة وتحرير فلسطين.
- شرعت بتواطئها وصمتها عن الكيان الصهيوني الجدار العنصري العازل في فلسطين.
- ساعدت الاحتلال باغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وفق تصريحات السيد فاروق القدومي ووثائقه.
- قدمت صك البراءة للقاتل الصهيوني عن جرائمه في غزة ،وأخفت تقريرالإدانة (تقرير غولدستون) للجريمةالتي شاركت بها ضمنا وتخاذلا،بل وتحريضا على حماس والمقاومة في غزة.
- أدارت المفاوضات المضيعة للحقوق،والممهدة لتهويد فلسطين،وطاردت المقاومين وأوغلت فيهم سجنا وقتلا وتعذيبا وحصارا،واغلقت أفواه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية،ودجنت الشارع الفلسطيني ليصبح تجمعا لكتل بشرية، تأكل المساعدات،وتستجدي الراتب والأمن المضبوط إسرائيليا مع بعض( الدحالنة ).
(لحد الفلسطيني)ومعاونوه من حكومة ( فيشي)يمسكون ذراع الضفة وغزة،ويقيدوهما تحضيرا لكي يعاود المحتل الصهيوني،اغتصابهما مجددا ، ويتنافخون شرفا ،بأنهم استطاعوا جلدهما بعد الاغتصاب،حفظا للشرف العربي المهجن إسرائيليا وأميركيا.
(لحد الفلسطيني)،هو كل فلسطيني عادي أو مسؤول،يسكت عن جرائم الاحتلال وعمالة السلطة المسماة وطنية...!،وهل الوطني من يضيع الحقوق،ويتعامل مع الاحتلال....؟
مع تأكيدنا على المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية،ولكن السؤال ... كيف تتصالح المقاومة مع(العميل)الذي يبرئ الاحتلال من جريمته، وإذا كان اللعب على الألفاظ بأن الحوار مع فتح وليس مع السلطة، فليتذكر الجميع،أن رئيس السلطة الفلسطينية،هو رئيس حركة فتح ورئيس المؤسسات التنظيمية لفتح،وأن نصاب السلطة الفلسطينية كله من تنظيم فتح،فلا نخدع أنفسنا،ولا تخدعوا الضحايا والشهداء والمحاصرين،فلا تمييز بين فتح والسلطة،فكلاهما إطار سلطوي واحد.
فليوقف الحوار الذي يغتال غزة،وويغطي فضيحة تأجيل تقرير غولدستون، وإلا فليكن الحوار مشروطا بتعهد السلطة بضمانة حركة فتح،بإعادة الطلب من مجلس الأمن،والمحكمة الجنائية الدولية،المصادرة صهيونيا وأميركيا،والتي تحركت ضد الرئيس السوداني عمر البشير في قضية دارفور بسرعة البرق،لكنها لم تتحرك من اجل غزة التي ذبحت على الهواء مباشرة أمام أعين العالم طيلة أكثر من عشرين يوما.
لا يمكن مطالبة الغرب المتضامن مع إسرائيل،أن يكون فلسطينيا ومسلما أكثر من السلطة الفلسطينية والشعوب العربية والإسلامية، والمثير للسخرية،أن تكون منظمات المجتمع المدني الأوروبي أكثر إنسانية وعدالة،من العرب أنفسهم بل من الفلسطينيين الضحايا،ومسؤولية الفلسطينيين أولا وآخرا إسقاط هذه السلطة المتآمرة والمتواطئة فقد قامت المقاومة اللبنانية سهى بشارة بإطلاق النار على العميل إنطوان لحد،ثأرا لوطنها وأهلها،وقم خالدالإسلامبولي ،بمعاقبة الرئيس السادات ثأرا لوطنه وللقضية الفلسطينية ،وفي العراق اغتيل عبد المجيد الخوئي بتهمة التعاون مع الاحتلال الأميركي، والعار مصير العملاء،سواء كانت عمالتهم خيارا أو رغما عنهم.
المقاومة الفلسطينية ليست عاقرا،إنها المقاومة الولود، فمن بثأر لشهداء غزة،وأطفال غزة،ونساء غزة،وأسرى فلسطين،وشتات اللاجئين،حتى لا يغتصب الحق الفلسطيني مجددا وحتى لا يسقط المسجد الأقصى ،بتوقيع وتنازل من السلطة المزعومة،تبيع الحق بثمن بخس دراهم معدودة.
فلكل(لحد فلسطيني) مئات الإستشهاديين،ولكل ضحية جلاد..ولكل جلاد رصاصة...ولكل رصاصة يد مقاوم،(فانفروا خفافا وثقالا.....) لن يحرر فلسطين إلا الدم والرصاص.. ذاك طريق الخلاص...وغير ذلك،أضغاث أحلام، فلنستيقظ جميعا...من نومنا الذليل...لتبقى فلسطين وليبقى المسجد الأقصى...
• لحد الفلسطيني ..رمز كل فلسطيني متخاذل وعميل
• انطوان لحد ، قائد جيش لبنان الجنوبي العميل لإسرائبل اثناء الإحتلال الإسرائيلي