حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1739445 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
13/3/2009

المصدر: الثبات - عدد 53
عدد القرّاءالاجمالي : 3143


شكلت مذكرة الاعتقال الصادرة عن ما يسمى المحكمة الجنائية الدولية، بحق الرئيس السوداني عمر البشير بداية إعلان الحرب على وحدة واستقلال السودان، وكأن آلة التفتيت الأميركية التي بدأت في أفغانستان عام 2001 ووصلت إلى العراق عبر الاحتلال الأميركي، المقنع دوليا" ،وبعدما حصد المحافظون الجدد الفشل المركب، بالغزو الخارجي نتيجة إخفاقاتهم في أفغانستان والعراق وإخفاقه في عزل سوريا وقوى الممانعة و المقاومة، وعجزه عن حصار وضرب إيران وكذلك فشل حربه ضد حماس، مما اضطره للتفتيش عن بدائل جديدة لتدعيم مشروع السيطرة على العالم، خاصة السيطرة على موارد النفط في الخليج ،مباشرة عبر الاحتلال أو بشكل غير مباشر بواسطة أنظمة ما يسمى الاعتدال العربي، وتم اختيار السودان كمنطقة ضعيفة على مستوى وحدة الكيان الوطني نتيجة التعددية الطوائفية والقومية والقبلية، نتيجة الصراعات التاريخية سواء في جنوب السودان أو في دارفور أو بالصراعات الداخلية على مستوى الأحزاب الإسلامية.

لكن الملفت أنه بعد العراق تستخدم المؤسسات الدولية كوسيلة للاعتداء على الدول، و تلفيق الأكاذيب والتهم بما يسهل عملية الغزو، بأشكال متعددة بعضها عسكري أو سياسي وبعضها قضائي، فكما تم الإعلان الكاذب عن أسلحة الدمار الشامل في العراق واعتراف الرئيس السابق بوش قبيل انتهاء ولايته بعدم صحة هذه الإدعاءات ،وبالتالي بطلان مبرر الحرب على العراق المعلن ،مما يجعلها حرب ظالمة وغير مبررة، وما يجري الآن في السودان باتهام الرئيس البشير بارتكاب الإبادة الجماعية في دارفور ومع استنكارنا لأية عملية قتل لأي إنسان دون وجه حق وضرورة الاقتصاص من الفاعل أو المحرض المرئي وغير المرئي، إلا أنه لا بد من بعض الملاحظـات:



  • - هل العدالة الدولية – عادلة حقا" أم أنها استنسابية ولمآرب سياسية...؟!

  • - هل تتمتع المحكمة الدولية الجنائية بالحد الأدنى من الشفافية، بحيث أنها لم تتحرك لمعاقبةمجرمي مجازر قانا والجنوب اللبناني المتعددة، بل عاقبت الأمين العام الأسبق بطرس غالي لتبنيه فكرة معاقبة الفاعل الإسرائيلي بيريزالذي كافأته المحافل الدولية بإعطائه جائزة نوبل للسلام...؟!

  • - إن المجازر الإسرائيلية والإبادة الجماعية لقطاع غزة كانت تبّث على الهواء مباشرة ، وكذلك الأسلحة المحرمة دوليا" ولم يمضي عليها أكثر من شهر...فهل تحركت المحكمة الجنائية الدولية لتحاكم القتلة الإسرائيليين...؟!

  • - هل تحركت المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الأميركي في العراق سواء على مستوى مئات آلاف الضحايا والجرحى ، وكذلك جرائم التعذيب الوحشية في سجن أبو غريب... والإبادة الجماعية للكيان العراقي ...؟!

  • - هل تحركت المحكمة الدولية لمحاكمة الاحتلال الأميركي وحلفائه في أفغانستان التي ترتكب بها عمليات القتل للمدنيين بشكل يومي ، وتبرر بالخطأ الإستخباري ...؟!


الظاهر أن المحكمة الجنائية الدولية تمثل أحد ألوية الجيش الأميركي ، الذي يعمل أخذ دور القوى الداخلية في السودان، والتي لم تنجح حتى اللحظة بمحاولات الانقلاب على النظام بالعمل العسكري المباشر والذي كانت آخر حركاته عملية ( أم درمان ) العسكرية ، ولم تنجح حركات الانفصال المدعومة أميركيا" وغربيا" من تفتيت وحدة السودان و تقسيمه، فلجأت أميركا وحلفائها ، إلى تسخير المحكمة الجنائية للإطاحة بالنظام السوداني ورمزه الرئيس عمر البشير ، لعدم تمكن القوى السودانية الضعيفة من القيام بالانقلاب ، وهذا ما يبشر بعهد جديد من تغيير أنظمة الحكم في أي دولة ، بعدما عجزت أميركا عن تغيير النظام في سوريا من الداخل ، وتعمل على مهادنته وتطويعه ، وبعدما عجزت عن الإطاحة بالنظام في إيران من الداخل... فإنها تقوم بتجربة ( الانقلاب الخارجي) عبر المؤسسات الدولية ، مرة عبر مجلس الأمن الدولي المصادر أميركيا" ، ومرة عبر المحكمة الجنائية الدولية ، ومرة عبر صندوق النقد الدولي للإعلام الاقتصادي لأي دولة متحررة ، على القرار الأميركي.

والأكثر غرابة أن أميركا التي تسخر المحكمة الجنائية الدولية لمآربها، لا تعترف بها ولم تنضم إليها ، بل عملت أكثر من ذلك لاستثناء جنودها ومواطنيها من العقاب والقصاص في أي دولة يرتكبون فيها جرائم حرب أو إبادة جماعية أو لصوصية دولية .

وهنا يطرح السؤال...؟!

هل يبقى العالم العربي خصوصا" والعالم الإسلامي عموما" ساحة انتقام وثأر وتدريب للمؤسسات الدولية ، بحيث ينهك جسده بالجراح الناتجة عن الغزو العسكري لبلاده ، والغزو الحضاري لدينه وتراثه عبر وصفه بالإرهاب ، والغزو القضائي الظالم والغزو الاقتصادي لأسواقه وسرقة ثرواته النفطية وغيرها...

ويزداد العرب والمسلمون تشتتا" وتمزيقا" ، وتصطنع الحروب البينية ، مرة لترسيم الحدود الوهمية ، ومرة بالعناوين القومية أو المذهبية أو الطائفية ، حتى صار العرب بلا قيمة سياسية على الساحة الدولية ، وتحولوا أرقاما" بلا قوة ، ودولا" بلا وجود سياسي ، وجيوشا لمقاتلة بعضها البعض أو لاستخدامها في الاستعراضات الوطنية ، والقمم الفارغة ، التي لا تنتج إلا مزيدا" من التشتت والانقسامات.

مذكرة اعتقال الرئيس السوداني هي الطلقة الأولى للحرب على السودان ، وللحرب في السودان ، ولتقسيمه فهل يسارع العرب والمسلمون لإنقاذ السودان من السنة اللهب القادمة...؟!


المصدر الرئيسي :


www.ath-thabat.com/new2/index.php#althabat


مقالات ذات علاقة


مقابلة في الذكرى الثانية عشرة للثورة البحرينية نسيب حطيط - التحية للأخوة اهل...


التحالف العربي الاسرائيلي نسيب حطيط ان مشروع حصار المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية من قبل العدو...


المجلس الشيعي وسوريا نسيب حطيط ان #علاقة_الشيعة بسوريا علاقة تاريخية قديمة منذ #الشهيد_الاول...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by